أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th June,2000العدد:10113الطبعةالاولـيالخميس 6 ,ربيع الاول 1421

محليــات

(4 ملايين مراهق في المملكة )
الحوادث والمخدرات والتدخين والمشكلات الغذائية وأمراض الأمومة والإنجاب أهم مشكلات المراهقين
* حوار: عذراء الحسيني
يؤكد الدكتور / سليمان بن ناصر الشهري استشاري صحة الطفل مدير عام الخدمات الطبية بالرئاسة العامة لتعليم البنات أن شريحةالمراهقين ظلت إلى عهد قريب مهلة صحياً رغم تعدادهم الهائل نسبة لسكان العالم، كما تطرق إلى مشاكل المراهقين في هذه المرحلة وأهم التدخلات الوقائية المرتبطة بالمشاكل الصحية واختتم حديثه بتوصيات لهذا الموضوع منها اقتراح بإنشاء لجنة مشتركة لتوحيد الجهود في مجال الصحة واستحداث تخصص لطب المراهقين في كليات الطب,, فإلى نص الحوار التالي ,,.
* في البداية نود منكم تعريفا مبسطا لمرحلة المراهقة؟ وكم يشكل المراهقون من التعداد السكاني في العالم؟ والمملكة؟
يعرف المراهقون بأنهم الفئة الذين تتراوح أعمارهم بين (10و19) سنة وفق تعريف منظمة الصحة العالمية وهم شريحة مهمة من السكان لخصوصية هذه المرحلة من العمر من النواحي التربوية والاجتماعية والصحية, ويشكل المراهقون حوالي 23% من سكان العالم اي حوالي الربع من تعداد سكان اي بلد تقريباً, وفي المملكة العربية السعودية يبلغ عدد المراهقين حوالي(4) ملايين نسمة باعتبار أن سكان المملكة حاليا يبلغ تعدادهم حوالي (16) مليون نسمة.
جمعية لطب المراهقين
* تمثل شريحة المراهقين شريحة عريضة من المجتمع كما ذكرتم ولكنها لم تعط الأهمية الكافية، لماذا برأيكم؟
ظل المراهقون إلى عهد قريب جدا شريحة شبه مهملة على مستوى العالم، وربما أعطوا اهتماماً أكثر من الناحية الاجتماعية وفي الدراسات الانسانية الأخرى، فهم يقعون في فئة العمر الأكبر سناً ممن يشملهم طب الأطفال وأصغر سناً ممن يشملهم طب البالغين، وكذلك في مجال برامج رعاية صحة الأمومة والطفولة، فهم لا يدرجون في شريحة الطفولة لأن اهتمام هذه البرامج ينصب على الأطفال ماقبل سن المدرسة، ولا تدرج المراهقات في شريحة الأمومة لأن التركيز ينصب على الأمهات فيما يختص بالحمل والولادة, وبدأ الاهتمام بصحة المراهقين يتنامى ولكن ببطء وكان من نتيجة هذا الاهتمام في الولايات المتحدة الامريكية أن أنشئت عيادات خاصة بالمراهقين، وتكونت جمعية لطب المراهقين عام 1986م ويصدر عنها مجلة علمية متخصصة دورية هي مجلة الرعاية الصحية للمراهقين، وأنشئت في بريطانيا جمعية مماثلة هي جمعية المهنيين لخدمة المراهقين تنشر مجلة خاصة هي مجلة المراهقين .
وقد أنشئ قسم خاص لصحة المراهقين في الاكاديمية الامريكية لطب الأطفال وقادت هذه الجهود الجمعية الطبية الامريكية إلى أن تعلن أن مجال طب المراهقين قد استوفى كل المتطلبات التي تجعل منه اختصاصاً طبياً مستقلاً.
مشكلات النمو النفسي والاجتماعي
* ماهي المشكلات التي قد يتعرض لها المراهقون في هذه الفترة؟
يمكن تقسيمها إلى عدة أقسام:
أولها مايتعلق بمشكلات تخص فترة المراهقة نذكر منها مشكلات الصحة النفسية المرتبطة بالنمو النفسي والاجتماعي.
ومنها ماهو مرتبط بأنماط حياة المراهقين التي قد تؤثر على صحتهم مستقبلا مثل الاستهلاك المفرط أو غير المتوازن للأغذية وقلة النشاط البدني والتدخين وكلها عوامل يتفاعل بعضها مع البعض فتؤدي إما إلى السمنة أو الاصابة بالاضطرابات القلبية الوعائية ومرض السكري أو كلها مجتمعة.
وبعضها يتعلق بالمشكلات التي قد تؤثر على ذرية المراهقين في حالات الزواج المبكر ومنها نقص وزن مواليد المراهقات وارتفاع معدل الوفيات بينهن قبيل الولادة وأثناءها وبعدها إضافة إلى نقص معدل الذكاء لدى ذريتهن.
ويتعرض المراهقون والشباب للحوادث بمعدلات مرتفعة نسبياً عن غيرهم من فئات الاعمار الأخرى وذلك لضعف الوعي المروري، وعدم تقدير الأخطار بحجمها الحقيقي وسرعة الاندفاع للأشياء، كما يتعرض المراهقون أكثر من غيرهم لإدمان المخدرات والتدخين.
وهناك مشكلات الصحة الإنجابية وأمراض الأمومة ووفياتها، ومشكلات صحة الأسنان، والمشكلات الغذائية خصوصاً فقر الدم لدى المراهقات، والتعرض للإصابة بالأمراض السارية,
وهناك نقطة هامة يجب التركيز عليها ودراستها وتوجيه الجهود لها وهي مشكلة الفجوة الحاصلة في معارف وسلوكيات واتجاهات المراهقين تجاه صحتهم والعوامل المؤثرة فيها وكيفية استدراكها وتنميتها وتوجيهها في الاتجاه الصحيح .
المخاطر الصحية تؤثر على المراهقين
* وهل تستمر أنماط السلوك التي يكتسبها المراهق في هذه المرحلة وتترك أثرا في حياته؟
لاشك أن العديد من أنماط السلوك التي يكتسبها المراهق في سن المراهقة سواء كان سلوكاً جيداً أو غير ذلك، سلبياً كان أم إيجابياً، بناء أو هداما، فهو في الغالب سيستمر مع المراهق وبذلك سيؤثر هذا السلوك على صحة أجيال المستقبل، فالمرء كما يقال يشيب على ماشب عليه لذلك يجب أن تعطى صحة المراهقين الأهمية الكبرى على كل المستويات,
لأن المراهقين يتعرضون إلى مخاطر صحية متعددة قد تؤثر عليهم تأثيراً عاجلاً مثل الأمراض المعدية وسوء التغذية والحوادث والأمراض النفسية أو تأثيراً آجلاً مثل الأمراض القلبية الوعائية والسرطان وتنجم هذه المخاطر والمشاكل الصحية عن نمط الحياة الذي ينتهجه المراهقون وعن وضعهم الصحي أثناء فترة المراهقة إضافة إلى مايمكن أن تتعرض له ذرية المراهقين في حالة الزواج والحمل أثناء مرحلة المراهقة، هذا ناهيك عن أنماط السلوك الاخلاقي والاجتماعي ذات الاهمية والاثر الكبير في بناء الأسرة والمجتمع.
البيئة الآمنة الداعمة
* بنظركم ماهي العناصر الوقائية للسلوكيات المرتبطة بالمشكلات الصحية للمراهقين؟
يمكننا أن نلخصها على النحو التالي : -
وجوب توفير البيئة الآمنة الداعمة لهم سواء في إطار الاسرة أو المجتمع وتزويد المراهقين بالمعارف والمعلومات عن كل مايتعلق بالمرحلة الانتقالية التي يمرون بها ومساعدتهم في بناء مهاراتهم للتعايش مع مايقابلهم من مشكلات المراهقة، وتقديم المشورة والنصح لهم عند الحاجة من خلال مختصين مدربين في هذا المجال يعملون في الاماكن التي يتردد عليها المراهقون وتوفير الخدمة الطبية المتخصصة عالية الجودة للمراهقين بحيث تفي باحتياجاتهم وذلك من خلال الوحدات الصحية المدرسية والمراكز الصحية وغيرها من المرافق الصحية ذات العلاقة ويجب التركيز في ذلك على المزاوجة والتكامل بين التدخلات المختلفة المذكورة سابقا لأن المزاوجة بينهما هامة جداً في تعزيز صحة المراهقين وتطويرها، حيث أن التركيز على نوع واحد من تلك التدخلات لن يوصلنا إلى هدف الوقاية من المشاكل الصحية للمراهقين.
وفي مجال العمل المشترك لخدمة هذه الفئة الهامة من المجتمع أقترح على الجهات المسؤولة عن صحة المراهقين تشكيل لجنة مشتركة لتنمية وتطوير وتنسيق الجهود المبذولة لخدمة المراهقين .
طب المراهقين
* اقترحتم إنشاء لجنة مشتركة لتوحيد الجهود في مجال صحة المراهقين واستحداث تخصص لطب المراهقين في كليات الطب, نريد منكم أن تحدثونا في هذا الجانب بالتفصيل.
إن ماذكرته من اهتمام بالمراهقين ودراسة احتياجاتهم والانتباه إلى التدخلات الوقائية المرتبطة بمشاكلهم كل ذلك لن يستطيع في غالب الأحوال أن يقدمه قطاع واحد أو مجموعة واحدة من العاملين أو ان تقدم لهم أنماط الرعاية في مكان واحد فقط نظرا لحجم المشكلة وكثرة تداخلاتها.
لذلك فإن التعرف على المجهودات المنظمة التي تقدم لتعزيز وتطوير صحة المراهقين من كافة القطاعات الحكومية والأهلية في مختلف المواقع التي يتردد عليها المراهقون أو يعيشون فيها أو حولها أو يدرسون أو يعملون أو يمارسون أنشطتهم فيها مثل المدارس والنوادي الرياضية والوحدات والمراكز الصحية وأماكن العمل أو حتى في المنزل أو الجمعيات الاجتماعية والعمل على تنسيقها وتكاملها مستقبلا وتوحيدها بين تلك القطاعات جميعها يعتبر مطلباً أساسياً لعملية تحسينها وتطويرها ,
وفي مجال العمل المشترك لخدمة هذه الفئة فإنني اقترح على الجهات المسؤولة عن صحة المراهقين ممثلة في وزارة الصحة والقائمين على الصحة المدرسية في كل من وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات، العمل على إنشاء لجنة مشتركة لتوحيد الجهود في مجال صحة المراهقين والعمل على تطوير المتوفر منها حالياً لتفي باحتياجات هذه الفئة .
كما أقترح إحداث تخصص لطب المراهقين في كليات الطب بالمملكة لتخريج المتخصصين لسد الاحتياج في هذا المجال اسوة بماذكرناه عن بعض الجامعات الأمريكية والاوروبية ولتكون المملكة سباقة في هذا المجال .
كما هو معهود عنها في دول المنطقة والشرق الأوسط من السبق في كثير من المجالات العلمية، وانتشار المرافق المتطورة المماثلة لما هو موجود في الدول الراقية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved