أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th June,2000العدد:10113الطبعةالاولـيالخميس 6 ,ربيع الاول 1421

عزيزتـي الجزيرة

الوقت,, الوقت,,!!!
المرء الفطن يعرف كيف يغتنم ساعاته
عزيزتي الجزيرة:
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد:
بدأت الاختبارات وستنتهي والكل أعد لها واستعد، فلا مجال في ايامها للتهاون أو الكسل او تضييع الاوقات فيما لافائدة منه، إذ أن كل من له صلة فيها (اي الاختبارات) سواء من قريب او من بعيد يحرص تمام الحرص على اغتنام كل دقيقة وثانية في زيادة الجهد والاهتمام والعكوف على المذاكرة والمراجعة لينعم بما ترمي اليه الحكمة التي نرددها ويرددها كل من حثّ على العمل وبذل الوسع والطاقة والتي هي:من جدّ وجد ومن زرع حصد ,, وهذا امر محمود لاننكره ولانستنكره بل ندعو إليه ونحث عليه في كل وقت وفي كل حين، ولكن ألا نأخذ العبرة والعظة من هذا الامر فيما هو أهم في مستقبلنا وما سننقلب إليه بعد ما نقضي ماكتب لنا من آجال,,؟!
إن المرء الفطن يعرف كيف يغتنم اوقاته فيما يعود عليه بالنفع والفائدة، فيستغل وقته بالعمل الدؤوب والحرص التام على المحافظة عليه,, ولاغرو في ذلك فهي آجال ستنقضي إن خيراً فخير، وإن شراً فشر,, ونحن في هذا الزمان نضيع اوقاتنا ولانحسن ادارة الاوقات واستغلالها الاستغلال الأمثل وذلك لأسباب كثيرة يعرف بعضها والبعض الآخر يغيب عن الكثير منا لاعتبارات عديدة من أهمها: عدم معرفتنا بقيمة الاوقات، وهذا الاعتبار يشهد عليه الواقع الذي نعيشه، فبمجرد نظرة عابرة في حياتنا نقف على امثلة كثيرة تصور لنا حالنا مع الوقت وكيفية التعامل معه,, ولن اتكلم عن تلك الأمثلة، وإنما سأتطرق إلى ذكر بعض الميادين والمسارح التي تقع فيها تلك الأمثلة:
فالميدان الذي يحتل المركز الاول جهاز التلفاز فهو من اهم الميادين التي تقضي علىوقت مشاهديه، سواء اراد المشاهد ذلك أم لم يرد، فساعات عديدة تضيع امام شاشته سواء مما يعرض فيه من برامج او ما يعرضه الشخص عبر جهاز (الفيديو)، فيلتهم الوقت التهاما شديداً وخطيراً.
الميدان الثاني اللعب بأنواعه,.
الميدان الثالث التجمعات الشللية سواء بين الاصدقاء، اوبين الأقارب او بين ابناء الجيران.
الميدان الرابع التسكع في الشوارع والاسواق على الأقدام، او على الدراجات الهوائية او الدراجات النارية مع مافيها من اخطار، او على السيارات.
إلى غير ذلك من الميادين,, ولك كامل الحرية في اختيار المثال علىكل ميدان فالصور كثيرة والمشاهد اكثر,, فإذا عرفنا ذلك وتيقنا من الخطر المدلهم على اعمارنا وحياتنا، والمتربص بها للقضاء عليها، لتمر من بين أيدينا ونحن في غفلة، نسير بلانظام نحفظ به مايمكن حفظه من اوقات قد تصل إليها يد الضياع وتنهشها أنياب الفوضى فهل نعي هذا الامر قبل استفحاله؟؟!!
ونحن على مقربة من الاجازة الصيفية والتي ستمتد الى مايزيد علىثلاثة اشهر تقريباً فأي تخطيط خططناه؟! وأي تنظيم نظمناه؟! وأي إعداد اعددناه؟! اسئلة عديدة وكثيرة من هذا النوع تتطلب منا اجابة سديدة ووافية تزيد ماعلق في اذهاننا من استفهامات,, فالغالب منا إن لم يكن كلنا ينتظر الإجازة ببالغ الصبر لا لشيء، وإنما ليرتاح فقط من الدراسة اوالعمل دون اي اهتمام آخر، فهل مثل هذا يعتبر مهتما بوقته محافظا عليه لايمكن ان يكون مثل هذاحريصاً على وقته، إلا بحدود ضيقة جداً كل شخص اعلم بمدى استجابته لأوامر داخلية في نفسه أملاها عليه هواه، فاستجابت لها جوارحه، واستساغها حبه للدعة والراحة,,ونعيش هذه الايام على مشارف الاجازة والتي تختلف النظرة لها من شخص لآخر، فمن شخص مقدر وقته فيها، ومن مهمل لوقته غير مقدر لقيمته قد اعد الأفاعيل للقضاء عليه وتضييعه,, ومع ان الناس مختلفون في كيفية ذلك ومتنوعون في طرائقهم في إهدار اوقاتهم في ضوء تلك الميادين الآنفة الذكر؛؛؛ ولكن لن ننظر لواقعنا من خلال هذا المنظار القاتم المظلم؛ بل سننظر له نظرة تفاؤل، نظرة متطلعة للأفضل والأحسن والأكمل,, وستكون هذه النظرة عبر صورة متألقة في الحفاظ والحرص واغتنام الاوقات بالتخطيط السليم والحكيم وفي عمل دائب مستمر في الاستفادة من كل دقيقة وجليلة، هؤلاء اعطوا اوقاتهم حقها من العناية والرعاية، وماذلك الا لمعرفتهم وتقديرهم لقيمة الوقت,, فقسموا اوقاتهم بين الراحة والعمل، اعطوا أعمالهم نصيبها من الجهد، كما أعطوا اوقاتهم حقها من الاهتمام, فتجد من رتّب وقته,, للنوم نصيب، وللعمل نصيبه، وللزيارة نصيبها،وللقراءة حقها، وللسياحة نصيبها، وللترويح عن النفس نصيبه، فليس للسهر عنده نصيب، وليس للاجتماعات اللاهية عنده مجال،وليس للبطالة منه مطعن ولامضرب او مقتل، وليس للتسكع عنده أي اهتمام,, فالدقيقة عنده غالية الثمن، إذاً فاغتنام الاوقات ديدنه، واستثمارها غايته، ليس هذا فحسب بل جعل جل اهتمامه للواجبات الدينية، وأولى السنن حرصاً واهتماما، وفرّ من المحرمات والمكروهات فراره من الاسد,.
عزيزتي الجزيرة، أيها القراء الأعزاء: مَن مِن الفريقين نكون أونحب ان نكون؟؟!! لسان حالي ولسان مقالي يقولان ماقاله الشافعي ويرددانه:


أحِب الصالحين ولست منهم
لعلّي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي
ولوكنا سواءً في البضاعة

فأعمارنا أوقاتنا بأيدينا نبددها، ونقتلها، فهل نسمع اصواتها المستجيرة فنجيرها بأنفسنا من أنفسنا؟؟!! فشيئاً من النخوة وشيئاً من الشجاعة كي ننقذ ما نستطيع منها من بين أنياب الهوى وظلمه وسلطانه.
عبدالمحسن بن سليمان المنيع
الزلفي


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved