أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th June,2000العدد:10118الطبعةالاولـيالأحد 9 ,ربيع الاول 1421

العالم اليوم

حافظ الأسد (نبذة شخصية)
* دمشق أ, ف, ب
حكم الرئيس حافظ الأسد الذي توفي أمس السبت عن 69 عاما، سوريا حوالي ثلاثين عاما.
وقد ولد الأسد في السادس من اكتوبر 1930م في قرية القرداحة (شمال) لأسرة من الطائفة العلوية التي تشكل أقلية في سوريا.
انضم الأسد إلى صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي في 1946م وتخرج من الكلية الحربية في حمص (وسط غرب) في 1955م، ثم أوفد إلى مصر مع عدد من الضباط أبرزهم صلاح جديد ومحمد عمران حيث شكل اللجنة العسكرية البعثية التي شاركت في انقلاب الثامن من مارس 1963م أو ثورة البعث التي أوصلت هذا الحزب إلى السلطة.
وبعد الانفصال، ابعد الأسد من الجيش ثم عاد إليه في 1963م ورقي إلى رتبة لواء.
وبعد عامين من استلام حزب البعث السلطة، عين قائدا لسلاح الطيران في 1965م.
ومن موقعه هذا، شارك من جديد في إطاحة حكومة أمين الحافظ التي كانت تمثل الجناح اليميني في الحزب، وأصبح بعد ذلك وزيرا للدفاع وبدأ في ارساء أسس سلطته بتعيين الشخصيات التي تتمتع بثقته في المناصب الأساسية في الجيش والحزب الحاكم.
وبعد حرب يونيو 1967م التي اقتطعت خلالها إسرائيل أراضي عربية واسعة وخصوصا هضبة الجولان السورية، جاء التدخل في الأردن لدعم الفدائيين في مواجهاتهم مع القوات الملكية.
ووسط اتهامات الجناح المدني بتقصير سلاح الجو في مساندة القوات السورية التي دخلت الأردن لدعم الفدائيين في ما كان يعتبره الأسد مغامرة قام الأسد الذي كان يسيطر على الجيش، بانقلاب أبيض اطلق عليه اسم الحركة التصحيحية في 16 نوفمبر 1970م تخلص فيه من كل خصومه بوضعهم في السجن.
والتفت الأسد فور توليه السلطة إلى ارساء دعائم حكمه ووضع اطارا دستوريا له، ففي 12 مارس 1971م انتخب رئيسا للجمهورية بالاقتراع العام ليكون الرئيس الأصغر سنا الذي يتولى الحكم في سوريا، ومنذ ذلك الحين أعيد انتخابه رئيسا للدولة بأكثر من 99% من الأصوات في 1978م و1985م و1991م و1999م.
وفي فبراير 1971م وقبل أشهر من انتخابه في أغسطس 1971م أمينا عاما لحزب البعث وهو منصب ظل يشغله حتى الآن، شكل مجلسا تأسيسيا كان البعثيون يمثلون معظم أعضائه أعد الدستور الذي اعتمد في استفتاء أجري في 12 مارس 1973م.
وشكل أيضا الجبهة الوطنية التقدمية التي تضم أحزابا أخرى ويسيطر عليها حزب البعث وتعتبر اعلى هيئة للقرار السياسي في سوريا في 7 مارس 1972م , كما أنشأ مجلس الشعب الذي انتخب أعضاؤه للمرة الأولى في مايو 1973م في أول اقتراع تشريعي يجري في سوريا منذ 1962م.
وفي السنوات الأولى من حكمه، واجه الأسد صعوبات عديدة تمثلت بالخلافات داخل القيادة السورية نجح في القضاء عليها باقصاء المعارضين لسياسته شيئا فشيئا، وحركة المعارضة التي قادها الإسلاميون وتركزت في بدايتها خصوصا على الدستور الذي لا يشير إلى الإسلام دينا للدولة واعتبروه علمانيا وملحدا , وانتهت، رغم محاولة لارضائهم بجعل دين رئيس الدولة الإسلام، بتمرد سحق بقسوة في مدينة حماة في 1982م وقتل فيه حوالي عشرة آلاف شخص.
ومع أن الأسد كان يطمح إلى فك العزلة التي كانت تعاني منها سوريا منذ تولي حزب البعث الحكم، فقد اضطر إلى مواجهة أوضاع خانقة.
ففي الجولان، كانت الاشتباكات مستمرة بين القوات الإسرائيلية والقوات السورية وبقيت على هذه الحال حتى وقع اتفاق فصل القوات في الجولان في 31 مايو 1974م برعاية وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر بعد الحرب المباغتة التي شنتها القوات السورية والمصرية (بدعم عربي) على جبهتي الجولان وسيناء في 6 اكتوبر 1973م.
وفي لبنان، اندلعت حرب أهلية بين المسيحيين والقوى التقدمية التي وقف الفلسطينيون في صفها، ودخلت القوات السورية لبنان في ربيع العام 1976م بطلب من السلطات اللبنانية لتقف إلى جانب الفصائل المسيحية لكنه توصل بعد خمس عشرة سنة إلى فرض سلم سوري مما أدى إلى بروز أعداء كثيرين له في أوساط الفلسطينيين كما في كثير من الدول العربية.
وفي نوفمبر 1983م اصابه المرض الذي لم توضح أي مصادر طبيعته، بعد أن انهكته ثلاث سنوات بالغة الصعوبة وتعرض جيشه لنكسة في لبنان صيف 1982م في مواجهة إسرائيل، بقيت صحته ضعيفة منذ ذلك الحين.
وفي مقابل الدعم الأمريكي اللا محدود لإسرائيل، اعتمد الأسد الذي كان يريد تحقيق توازن استراتيجي مع الدولة العبرية على الاتحاد السوفيتي ليصبح الحليف الاستراتيجي له في المنطقة حتى انهياره في 1991م.
وقد أثار الأسد طوال هذه الفترة حذر واشنطن التي كانت تشتبه بضلوعه في دعم الارهاب وتنظر بريبة إلى دعمه إيران أثناء حربها ضد العراق (19801988م).
ومع انهيار الاتحاد السوفيتي واندلاع أزمة الخليج (1990 1991م) عادت واشنطن للتقارب مع سوريا، ما سمح للأسد بعودة مذهلة إلى الساحة الدولية في قرار المشاركة بالتحالف المعادي للعراق الذي أخرج قوات بغداد من الكويت في حرب تلاها حظر دولي قلص إلى حد كبير من قدرات أكبر خصم عربي لسوريا في عهد الأسد.
كما حصل الأسد بذلك على ضوء أمريكي أخضر للنفوذ السوري من دون معارضة دولية في لبنان حيث ينتشر 35 ألف جندي سوري منذ 1976م، وجاءت زيارة بيل كلينتون إلى سوريا في 1994 بعد عشرين عاما من تلك التي قام بها الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، لتكرس دور الأسد الأساسي في المنطقة.
وحافظ الأسد الذي لا يستهويه البذخ ولا المظاهر متزوج وأب لخمسة أولاد بينهم أربعة أبناء توفي أكبرهم باسل في حادث سير في يناير 1994م بعد أن كان المرشح الأكبر لخلافته.
ومنذ ذلك الحين برز على الساحة السياسية السورية نجله بشار كخليفة محتمل لوالده.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved