أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 13th June,2000العدد:10120الطبعةالاولـيالثلاثاء 11 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

شدو
في وَحدانيّة الفرح وتراكُمِيّة الألم!
د , فارس الغزي
أنت لست سوى إنسان يقبع بين ذكريات مبهجة نسبيا وذكريات غير مبهجة البتة, ديدنك بل ووسيلتك الوحيدة تذكر ذكرياتك السارة، في نفس الوقت وكجزء من انسانيتك تحاول المناورة فالهرب من ذكرياتك المؤلمة, هنا وهناك، لا تعدم ان تحس وانت في خضم لحظات تجليك وتذكرك مناسباتك السعيدة بقصر أمد ذكريات الفرح في ذهنك، بضبابيتها أمام عينيك، برماديتها في رأسك، بانشطارها وانقسامها على شكل ذرات وذرات في كيانك، بل وتبعثرها في كل عضو من اعضائك الجسدية منها والنفسية!
في نفس الوقت، تهاجمك ذكريات الألم، فتحس وكأنها رغم تعددها قد انصهرت بذكرى واحدة أليمة: فتحس بشدة وطء مجيئها، وتلتفت يمنة ويسرة باحثا عن مخرج لك من غياهبها، وتحاول وتحاول لعل وعسى أن يكتب لك الفكاك من براثنها، فتفشل ويعروك العجب: لماذا وقت الفرح قصير، وذكريات الفرح مبعثرة,, بل لماذا طعم الفرح مجزأ ومؤقت، بينما ذكريات الألم صلبة كالصخر,, زرافات وليست وحدانا تذيقك طعم الموت المعنوي,, كتل وقوالب تهاجمك فجأة فتحتلك قسرا ولا تغادرك الا وأنت قد شارفت على الغرق كمدا وألما؟!,, لماذا لا يتجزأ الألم تجزؤ الفرح حتى ولو كان على غرار التقسيط المريح/ غير المريح طبعا؟! ,, بل لماذا لا يتراكم الفرح تراكم الألم، وماالسر وراء حقيقة كون الخير يخص والشر يعم؟! ، لماذا قال من قال:


الخير لا يأتيك متصلا
والشر يسبق سيله مطره؟!

فقط ليؤده الآخر بقوله:


ألا لا ترُم أن تستمر مسرة
عليك فأيام السرور قلائل!

في الحقيقة ليس لدي من اجابة مقنعة بخصوص التساؤلات السابقة، بل أجد نفسي وكلي استسلام وعجز ويأس عن تعليل حقائق مثل هذه, ولذا وبما أن اليأس احد الراحتين اجد ان اقتباس أقوال مأثورة لاناس جربوا وخبروا الزمان ولم ينقذهم منه سوى الصبر فالرحيل طبعا! هي الطريقة الأنسب لمواجهة معمعة لا أمل بالسلامة منها سوى التحلي بالصبر عليها والتعلق بالأمل حتى ولو كان بصيصا ، ولنا نبراس وواعظ في قول عائشة رضي الله عنها:لو كان الصبر رجلا لكان كريما ، وفي قول علي بن ابي طالب رضي الله عنه:القناعة سيف لا ينبو، والصبر مطية لا تكبو، وافضل العدة الصبر على الشدة ، وفيما أثر، كذلك، عن الحارث بن اسد المحاسبي قوله:لكل شىء جوهر، وجوهر الانسان العقل، وجوهر العقل الصبر .
بالمناسبة، هل بحوزتك سلاح على الشدائد غير سلاح الصبر؟,, الا يكفيك قناعة وضآلة! ان في مجرد عدم صبرك على القدر يعني الهروب من القدر الى القدر؟!,, نعم وأيم الله:


واذا أتاك من الامور مقدر
وفررت منه فنحوه تتوجه!!

,,اصبر وصابر,,!
للتواصل ص,ب 4206 رمز 11491 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved