أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 13th June,2000العدد:10120الطبعةالاولـيالثلاثاء 11 ,ربيع الاول 1421

محليــات

لما هو آتٍ
متى؟!
د, خيرية إبراهيم السقاف
** حين مات سيبويه,,.
مات وفي نفسه شيء من حتى ,,.
ويبدو أن حروف العربية، ستظل شيئاً يموت الناس ومنها في نفوسهم أشياء !!
وإني على يقين من أنني سأموت وفي نفسي شيء من متى !!
*** والسؤال دوماً هاجسي,,.
هو الذي ينبسط بين يدي لحظتي، وموقعي، وموقفي،,,,! وهو الذي يحدد مضامين اللحظة، والموقع، والموقف,,, فيما بيني وبين الآخر، وفيما بين الآخر والآخر,,,، وفيما بيننا,,.
ولعل هذا هو حال الجميع,,.
*** فمتى تظل ثوابت المواقف في حياة الأمم لا تتوقف على الأفراد، كانوا أمام الشمس، أو من خلفها؟!
*** ومتى يظل اليقين بثوابت المواقف في ردود الأفعال تأتي عن الآخر، دون أن يتنازع الشك في تبدلها؟,,.
*** ومتى ينام الإنسان، وهو مطمئن إلى أنه سوف يستيقظ وكل شيء رتّبه لن يتغير في الصباح,,.
لأن ثمة من لا يدرك جهده فينثره في الهواء؟
*** ومتى يتخذ الإنسان قراره في مواقع عمله، أو حياته، أو أدواره مهما تفاوتت وهو يثق أن أحداً لن يلغيها ممَّن يتخطّاه؟
*** ومتى يطمئن المرء إلى استغلال شخصيته فيأخذ في هدوء في أمر بنائها، وهو مطمئن إلى أن الآخرين من حوله يدركون الحدَّ الفاصل بين التسلُّط ، ومنح الآخر استقلاله ؟
دون التجاوز على الحد.
*** ومتى يفي المرء بوعده، لأنه يُدرك أن الوفاء بالوعد من سمات الخلق القويم؟
*** ومتى يفي المرء بوعده، لأنه يعلم أنه بذلك يحترم العلاقة بينه وبين الآخر؟
*** ومتى يفي المرء بوعده، لأنه يثق أن وفاءه جزء من صدقه الذي يكوِّن الثقة فيه؟
*** ومتى يعلم الإنسان أن في رزقه حقاً لغيره بما أوجبه الله تعالى من مبدأ التكافل والتعاون؟
*** ومتى يرى الإنسان أول الصباح وهو يفتح عينيه أن مجال الرؤية لا يقف عند حدود سقف حجرته، بل يتخطى ليسع كلَّ منزله، والشارع الذي يسكن فيه، والحي الذي يقع فيه بيته، وبذلك يرى مع نفسه، أهلَه، وجيرَانه، وعامةَ من يشاطرونه الحياة!!
وعندما يراهم، متى يثق أنه مسؤول عن بناء جسور توصله بهم كي تحلو الحياة لهم؟!
*** ومتى يثق كل مسؤول في أن التعليم حقٌ مشاعٌ كالماء والهواء والضوء، لكلِّ إنسان مع تفاوت القدرات بين الناس والاهتمام، وفي أن هناك مجالات كثيرة وعديدة تتناسب مع كافة الفروق، وتحتاج فقط إلى العناية بأمر التفكير في إتاحتها لهم؟
*** ومتى يتحقق في الناس أن يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه كي تخف أطماع الإنسان، وتشذَّب رغباته، وتهدأ طموحاته المادية في الحياة؟
*** ومتى تكفي قطرة الماء كلَّ الأفواه؟
*** ومتى تُشبع اللقمة كلَّ البطون؟
*** ومتى تكون الكلمة الواحدة رسول المشاعر بين كلّ الناس؟
*** ومتى
تنام البسمة فوق كلِّ شفة؟
وتخضرُّ الرؤية أمام كلِّ عين؟
*** ومتى تُصغي الآذان لكلِّ نداء؟
وتخطو الأقدام لكلِّ محتاج؟
*** ومتى؟
يكون الحب هو البوصلة لاتجاه الجبهات,,, كي يلتقي الناس على موائده؟
***
وتظل متى,,.
هاجس كلِّ لحظةٍ,,.
في كلِّ موقعٍ,,.
عند كلِّ موقفٍ,,.
وأمامي علامة استفهام تستقر بجوار متى ,,.
وتغطي كامل الرؤية,,.
متى؟!
ومتى؟!
ومتى؟!

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved