أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th June,2000العدد:10131الطبعةالاولـيالسبت 22 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

حمد الجاسر ,, ومخطوطة ديوان ابن المقرب 2-2
عبدالخالق بن عبدالجليل الجنبي
10 ان ما سطره الأستاذ الكريم من مقدمة وخاتمة الطبعة الهندية فان لنا عليه مآخذ كثيرة سوف نرجىء البحث عنها الى خروج طبعتنا من الديوان، وفيه سوف نشرح كل ذلك مع ذكر هذه المآخذ على هذه الطبعة رغم انها في نظرنا أقرب الطبعات شكلا لا مضمونا الى النسخ المخطوطة لهذا الديوان.
11 ما ذكره الاستاذ من ان للديوان نسخا مخطوطة كثيرة وانني قد حاولت استقصاء ذكرها فعددت منها اثنتين وخمسين نسخة بين ديوان كامل ومختارات شعرية، فهذا صحيح، ولكن الذي استقصيته منها هو 65 مصدرا ذكرت النسخة الأولى للبحث المنشور دون ترتيب، ثم أجريت لها ترتيبا آخر بحسب البلدان التي تحتضنها، ورتبت هذه البلدان على حروف المعجم، وهذه البلدان هي: اسبانيا، ألمانيا، ايران، ايطاليا، بريطانيا، تركيا، تونس، روسيا، السعودية، سوريا، العراق، عمان، الفاتيكان، فرنسا، مصر، الهند، اليمن , وهو ما يدل على مدى انتشار نسخ هذا الديوان ومدى العناية التي لقيها، وتتفاوت قيمة هذه النسخ حيث إن بعضها مشروح كما هو، والبعض الآخر قد جرد من شروحه.
12 بالنسبة لما ذكره الأستاذ حول طبعة الحلو، وانها أجود الطبعات وأوفاها فنحن نتفق معه في انها الأوفى حيث إنها تضم حتى الآن أكثر شعر ابن المقرب لاشك في ذلك، وجهود الدكتور كانت واضحة في هذا المجال، غير اننا لا نتفق مع الأستاذ الجاسر في كون هذه الطبعة هي الأجود فصفة الجودة تفوز بها حسب وجهة نظرنا الطبعة الهندية لأنها التزمت الشكل الهيكلي لما كانت عليه المخطوطة وهو ذكر بيت من الشعر أو أكثر ثم ذكر شرح هذه الأبيات أسفل منها، وبالتالي حافظت هذه الطبعة على شكل المخطوط الأصلي وهيكليته، وطبعته كما كان عليه اللهم الا نقله من خط اليد الى خط الآلة، وكذلك النقص الحاصل في عدد أبياتها وشرحها، وأما ما فعله الدكتور الحلو هنا فانه قد قام بتجريد الأبيات من شروحها فجعل أبيات القصيدة متصلة، ثم قام هو بالتعليق عليها في الهامش، والذي قد يذكر فيه بعض ما ذكرته الطبعة الهندية من شرح مع ذكره لتعدد القراءات لبعض الأبيات، ثم اعتمد على قواميس اللغة والبلدان في توضيح ما أشكل عليه من المخطوط، وهو عمل أوقعه في كثير من الاخطاء، ويكفينا هنا ان نقف عند قوله الخطير عن الطبعة الهندية فهو قول يدل على منهج البحث الذي التزمه والذي نرى انه أضر بالمخطوطة حيث قال في مقدمة طبعته عن الطبعة الهندية را, الصفحة 12 من الطبعة الثانية : إلا ان الشارح يعني شارح الديوان في بعض الأحيان يسجل أوهاما لا يقبلها عقل، ولا يقرها منطق انتهى نصا، وليته بين لنا بعض هذه المواطن التي سجل فيها الشارح أوهاما لا يقبلها عقل ولا يقرها منطق، والتي أقدم على حذفها متذرعا بهذه الحجة، ثم ان مهمة الناشر للمخطوطات ان ينشرها بأمانة كما هي وعلى علاتها، وألا يجيز لنفسه التصرف في المخطوط بحذف ما لا يعجبه فيه وتمرير ما يعجبه للقارىء فنحن نعلم ان هذا ليس من الأكاديمية في شيء هذا بالاضافة الى كثير من الأمورالتي سجلناها على طبعة الدكتور الحلو نرجىء الحديث عنها الى صدور طبعتنا.
13 ان ما سجل عن الأستاذ في بحثه قوله أيضا ان طبعة الدكتور عبدالفتاح الحلو قد صدرت عن شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي في مصر سنة 1383ه, فالصحيح انها سنة 1382 للهجرة وليس 1383 كما ذكر، كما نستغرب ذكره لسنة ولادة ابن المقرب انها عام 582ه ناسبا هذا التاريخ الى الدكتور الحلو، والصحيح ان الدكتور الحلو قد ذكر عام ولادته كما هو في مقدمة طبعته على انه 572 للهجرة، وهو الصحيح، أما وفاة الشاعر فليس هناك قول ثابت في ذلك، وهو امر سنرجىء أيضا البحث فيه الى صدور طبعتنا من الديوان، وأما قول الأستاذ عن طبعة الحلو ان عدد أبياتها بلغ خمسة آلاف ومائة وثمانين بيتا أي بزيادة تقرب من مائة وأربعين بيتا على ما في المخطوطة الرضوية، فهو غريب فاذا كان عدد أبيات طبعة الحلو هو 5180 بيتا حسب قول الأستاذ، وهو الذي ذكر أيضا ان عدد أبيات الرضوية هو 5113 بيتا كما تقدم فان الفرق بين أبيات المخطوطتين حسب عد الأستاذ لهما هو 5180 5113 = 67 بيتا فقط لصالح طبعة الحلو على اننا قد بينا ان عدد أبيات المخطوطة الرضوية هو 5104 أبيات وهنا نضيف ان عدد أبيات طبعة الحلو هو 5261 بيتا كما ذكر هو بنفسه في مقدمته وليس كما ذكر الأستاذ عنه، وبالتالي فان الفرق الحقيقي بينهما هو 157 لصالح طبعة الحلو.
14 بالنسبة لقول الأستاذ عن تقديم الدكتور عبدالفتاح الحلو قطعة له من أحد شروح ديوان ابن المقرب فيها معلومات عن امارة بني الزجاج لم يرها فيما اطلع عليه من نسخ الديوان المعروفة، فأحب ان أوضح ان هذه القطعة المشروحة هي من احدى المكتبات الروسية، وقد حصل عليها الدكتور الحلو بعد طبعه للديوان الذي حققه، وهو ما أخبرني به أستاذنا الجاسر شخصيا في رسالة أرسلها الي تحمل الرقم 84 وتاريخ 2/2/1419ه، وأما قوله انه لم يطلع على هذه الأخبار في النسخ التي شاهدها لديوان ابن المقرب فأعتقد الآن انه قد رآها في النسخة الرضوية التي أصبحت لديه الآن باستثناء خطاب أبي البهلول، على انه يجب التوضيح ان موضع هذه الأخبار هو في شرح القصيدة الميمية الشهيرة التي مطلعها:


قم فاشدد العيس للترحال معتزما
وارم الفجاج بها فالخطب قد فقما

وليس كما ذكر الأستاذ انها في شرح القصيدة التي مطلعها:


قم فاسقنيها قبل صوت الحمام
كرمية تجمع شمل الكرام

فهذه القصيدة قالها في مدح الوالي العباسي باتكين الذي كان واليا على البصرة من قبل الخليفة الناصر العباسي، وهي خالية من الشروح التاريخية، بعكس الاولى التي قالها في الفخر بأسرته وأهل بيته وهي أطول قصائده أبياتا وشروحا 150 بيتا .
15 لدى سرده لخبر ملك أبي البهلول لجزيرة أوال ذكر في الخبر اسم عين بوزيدان ، وقد علق الأستاذ الجاسر على ذلك بقوله في الحواشي: بوزيدان: موضع لا يزال معروفا الآن في جزيرة أوال ، ولا أعرف السبب الذي جعل أستاذنا يطلق هذا الاسم على موضع في جزيرة أوال وقد ورد في الخبر التصريح بأنه عين ماء، وهي بالفعل عين ماء قديمة في محلة الخميس من جزيرة أوال لا زالت تعرف حتى اليوم بهذا الاسم، وتقع بالقرب من مسجد الخميس الشهير في هذه الجزيرة، والذي لا استبعد ان يكون هو المسجد الجامع الذي بناه أبو البهلول كما ذكر في الخبر، والذي جدده وأضاف عليه فيما بعد الحاكم العيوني القوي أبو سنان محمد بن الفضل بن عبدالله كما في حجر منقوش يعود الى تلك الحقبة عثر عليه في المسجد، ويحتفظ به الآن متحف البحرين الوطني.
16 وأثناء سرده لكتاب أبي البهلول الى ديوان الخلافة سجل في هذا الكتاب قوله: مع الفئة الهجرية والفتنة القطرية من آل عبدالقيس والصحيح انها الفتية القطرية.
17 وقد ورد في نفس الكتاب أيضا ذكر الرمادة وانها موضع من جانب الأحساء، وهي المكان الذي أحرق فيه أبو سعيد الجنابي مؤسس دولة القرامطة جمعا من عبدالقيس، فعلق الأستاذ بقوله ان الرمادة في نواحي القطيف، وهو غير صحيح فالرمادة في الاحساء كما هو واضح من النص، ثم ان الكاتب يتحدث عما فعله أبو سعيد بجماعة من أهل هجر أبوا ان يستسلموا له فحرقهم في هذا المكان بعد ان فتح هجر واستولى على الاحساء كلها.
18 وفي الحلقة الرابعة من تعليقات الأستاذ ذكر موضعا في القطيف أسماه العياشية وقال عنها انها قد تكون منسوبة الى آل العياش المذكورين في الخبر، وكلامه صحيح باستثناء ان الموضع اسمه العياشي وليس العياشية ، وهو موضع نخل كبير يقع بين قريتي عنك والشويكة من قرى القطيف، وكان في السابق يطل على البحر من الشرق، ويعتبر من أجمل وأفضل بساتين النخيل في واحة القطيف، ويقع في منطقة نخل ينسب الكثير من بساتينها الى أسماء أشخاص حكموا المنطقة في السابق من آل عياش والعيونيين ومن جاء بعدهم كالعياشي نسبة الى عياش ، والشبيبي نسبة الى شبيب ، والمسعودية نسبة الى مسعود والجعيلي نسبة الى جعيل وهؤلاء كما يبدو من الأمراء الذين حكموا المنطقة وذكروا في التاريخ، وتفصيل ذلك في محله.
19 بعد ذكره للخبر الطويل عن ملك عبدالله بن علي البلاد وهلاك عامر ربيعة نقلا عن المخطوطة الرضوية في الحلقة الرابعة من بحثه برر الأستاذ نقله لهذا الخبر الطويل بعلة ان تكون المخطوطة الرضوية قد انفردت بنقله، فان كان يقصد انها انفردت بنقله على هذا التفصيل فهو صحيح، أما اذا كان الأستاذ يقصد مجرد النقل فان هذا النص قد أورده ابن لعبون في تاريخه ونقله عنه ابن عبدالقادر في تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد الذي طبع باشراف الأستاذ، كما نقل هذا الخبر أيضا ابن الجوزي في تاريخه مرآة الزمان في حوادث سنة 469ه نقلاً عن تاريخ غرس النعمة محمد بن هلال الصابئ، وعن مرآة الجنان نقل الدكتور سهيل زكار هذا الخبر في كتابه الجامع في أخبار القرامطة في الجزء الاول في حاشية الصفحة 247 منه، واذا كان ابن لعبون قد نقل الخبر عن نفس المصدر أي شرح الديوان المقربي فان غرس النعمة قد نقله من مصادر ديوان الخلافة ببغداد وبالتالي فقد انفرد بذكر بعض الفوائد الجديدة التي لا يخلو بعضها من تحريف في أسماء الاعلام حيث حرف اسم يحيى بن العياش الجذمي الى يحيى بن العباس الخفاجي، وكذلك اسم عبدالله بن علي العيوني الى الغنوي وجعله من بني أبي البهلول المتغلب على جزيرة أوال!!
20 ورد أثناء الحديث عن حرب كجكينا للقطيف وحاكمها يحيى بن العياش وعلى لسانه قوله: ان الذي استنفر مع هذا الغلام، وكلمة استنفر صحتها استقر كما هو واضح من السياق، كما ورد في نفس السياق كلمة البَرِيِّة هكذا ضبطت بالشكل، والصحيح انها البَرِّية أي البر.
21 وفي ذكره لحرب جزيرة أوال وقتل العكروت أحد أهلها اورد الأستاذ الخبر ونقله بما فيه من خطأ نحوي، وذلك في قوله: حتى قتل الأمير فضلٌ رجلا كان يقال له العكروت وكان الأولى ان يصحح أستاذنا ذلك ليكون هكذا: حتى قتل الأمير فضلٌ رجلا كان يقال له العكروت والتزام النقل الحرفي لما في المخطوطة مطلوب ما لم يكن به خطأ نحوي كما هو الحاصل هنا فيجب حينها تصحيحه حتى وان خالف النص المخطوط فهو قد يكون من خطأ الناسخ وليس بالضرورة ان يكون من خطأ الشارح، وقد أصلح الأستاذ اسم العباس الوارد في هذه الأخبار من المخطوطة كثيرا الى العياش ، وهو وان كان صحيحا الا انه كان من الأولى الابقاء عليه كما ورد في المخطوطة المعتمدة ثم الاشارة الى ذلك وتصحيحه في الحاشية كما فعل قبلا وهو الصحيح.
تلك كانت بعض الملاحظات التي أحببت توضيحها، وأرجو ان يتقبلها أستاذنا بصدر رحب كما عودنا على ذلك دائما، فما غايتنا جميعا الا واحدة، وهو الوصول الى الهدف المنشود من وراء نشر هذه الوثيقة الهامة.
وأخيرا نشكر الجزيرة على اتاحة نشر هذه التوضيحات كما نناشد كل من لديه معلومات عن ديوان ابن المقرب المخطوط أو أخبار مفيدة لنا في سبيل اعادة طبعه بألا يبخل علينا بها، وان يتلطف بمراسلتنا على العنوان المدون أدناه شاكرين للجميع حسن تعاونهم لما فيه رفعة العلم والمعرفة.
ص,ب 324 القطيف 31911

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved