أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 29th June,2000العدد:10136الطبعةالاولـيالخميس 27 ,ربيع الاول 1421

فنون تشكيلية

المجسمات الجمالية بين الاجتهاد والابداع
* * تحقيق : إبراهيم الدهيش
المجسمات الجمالية والتي تقام هنا وهناك في مدن مملكتنا الغالية بجهود أماناتها وبلدياتها ومجمعاتها وبمساهمة من بعض القطاعات الحكومية وبمبادرة من القطاع الخاص احياناً, منها ما يحاكي التراث ومنها ما يجسد مناسبة ما وبعضها الآخر ذو تعبير جمالي.
هل حققت الغرض من اقامتها؟
هل استوعب المواطن جمالية وأهمية اقامتها؟
ماذا عن المشاركة الفعلية للخبرات التشكيلية في هذا المضمار؟
وتساؤلات أخرى طرحناها أمام عدد من التشكيليين فخرجنا بهذه الحصيلة , تابعوا ما قاله ضيوف الصفحة من التشكيليين.
كانت البداية مع الفنان التشكيلي محمد الموسى فماذا قال:
* هناك الكثير من المجسمات الجمالية تثري الساحة الموجودة بها جمالا والبعض القليل لا تحدث تغييرا بل ربما تسيء إلى المكان الموجودة به.
* الحقيقة أن هناك شريحة كبيرة في المجتمع لم تستوعب أهمية اقامتها فالمجسمات وضعت لتضيف حساً فنيا وجمالا ذوقياً يتمتع به المشاهد ويتأمل فيه، ومانراه عكس ذلك فالعبث موجود من خلال الكتابات عليها واتلافها ورمي المخلفات فيها.
*الكثير من البلديات لم تعط هذا الموضوع حقه بل انه يقوم على اجتهادات فردية وحماس من المسؤولين عن إقامة المجسمات دون الرجوع إلى المتخصصين في الناحية الجمالية.
* أتمنى الاعتناء والدقة في اختيار المواقع، ودراسة البيئة المحيطة بالمجسم بحيث يكتمل المجسم جماليا.
* أغلب المجسمات تهتم بالوضع الاجتماعي فترى المدن الساحلية تهتم بالبيئة البحرية وتركز على الكائنات البحرية والسفن والمحار وطرق الصيد فيما نجد المدن الصحراوية الزراعية تهتم بالأشجار والشلالات المتدفقة، وهناك روابط بين هذه وتلك وهي العادات الاجتماعية كالكرم متمثلاً في الدلال والمباخر, وهناك عدم موافقة مع البيئة الاجتماعية كما نرى في بعض المدن وجود مجسمات للطواحين الهوائية أو الأبراج الخاصة ببعض الدول.
1 مشاركة وسائل الإعلام مع المدارس في وضع حملة توعوية تثقيفية بأهمية المحافظة على المجسمات ووضع مسابقات مفتوحة لجميع الفئات.
2 تكاتف الجهات المسؤولة عن المجسمات مع الجهات الأمنية للمحافظة عليها من عبث العابثين.
* أن يكون المجسم عنوان للحي الموجود به فمثلاً يوضع مجسم عن التعليم في ميدان يوجد به منشأة تعليمية, وأن تكون المجسمات معبرة من جميع الاتجاهات وعدم وضع مجسم ذو بعدين داخل ميدان دائري أو العكس, كذلك عدم وضع المجسمات بجانب بعضها مما يفسد القيمة الجمالية لكل مجسم.
ثم انتقلنا بالحديث للفنان عبدالعزيز المجلي والذي حدثنا عن المجسم وماذا يعني؟ حيث قال:التشكيل المجسم يعني ذلك النوع من الفنون التي تتضمن اشكالاً مجسمة ذات ابعاد ثلاثة والتي تقام شامخة في ميادين بلادنا العزيزة، لتزيد جمالها جمالاً داخل الحدائق وغيرها من المتنزهات والأماكن الحيوية لاستغلال المساحات داخل المدن وفي المداخل والمخارج.
وذلك بجهود من حكومتنا الرشيدة وفقها الله ثم بجهود البلديات والمجتمعات القروية وبمبادرة من القطاعات الخاصة في بعض الأحيان, والمجسمات الجمالية لها ابعاد ثلاثة من حيث الاحساس الفني للكتلة والحركة، والمتعة الفنية ليس من خلال رؤيتها فقط، بل بما تعطيه من تأثيرات مختلفة نتيجة لتحويل الظلال التي تنشأ من تغيرات الضوء الساقط عليها سواء كانت الأجسام من الخشب او المعدن أو الأحجار، فمنها ما يحاكي التراث ومنها ما يجسد مناسبة ما وبعضها ذو تعبير جمالي.
أما الأستاذ علي حمد الدعيج فقد جسد رؤيته بهذه الكلمات:
لا شك أن المجسمات الجمالية لها دور بارز في تجميل المدن وخاصة الميادين والشوارع الكبيرة مما يجعل بعض المدن تتميز وتعرف أحياناً بشكل أو مجسم جمالي فأحياناً نشاهد بعض المجسمات تحاكي تاريخ دولتنا وفتوحات المغفور له الملك عبدالعزيز وأحياناً ترمز للعلم والقوة فنرى في كثير من الأوقات أنها قد حققت الغرض, ونلاحظ الآن أن كثيرا من المواطنين بدأو وأصبح عندهم المجسم الجمالي من الأشياء المهمة في تجميل مداخل ومخارج وميادين المدن وبالتحديد أمام الدوائر الحكومية , ونلاحظ في أحيان كثير أن الجهات المعنية لا تعتمد اعتماداً كبيراً بمن هم معنيون بالمجسمات الجمالية وتصميمها أي بالفنان التشكيلي الذي قد يصمم عن ذوق وفن مع إدخال روح الفن والجمال على المجسم مما يجعل المجسم يشد أنظار عامة الناس , وأنا هنا أناشد جميع الدوائر الحكومية وخاصة البلديات بالإعتماد وأخذ رأي الفنان التشكيلي في هذه النواحي وأن لا يعتمدوا على الشركات والمصانع التي تنفذ مثل هذه المجسمات التجارية إن صح الاسم والتعبير وليست الجمالية.
وللفنان حمد عبدالعزيز الدايل رؤيته ايضا فماذا قال؟:
المجسمات وتحقيق الهدف من إقامتها ومدى استيعاب المواطن لها فإنه في حقيقة الأمر نفتقد لهذا الملبس المدرر بالحلي سواء كان تراثياً أو ثقافيا أو حضارياً أو فنياً أن تكتسي به شوارع وميادين مدن مملكتنا الحبيبة لما يتناسب مع الحضارة التي وصلنا إليها في ظل قيادة حكومتنا الرشيدة أعزها الله، فما نراه من مجسمات وأشكال جمالية في شوارع مدن بلادنا ليس إلا على سبيل الحصر في تحقيقها للأهداف المرسومة لها والرؤية الإطلالية فكريا وثقافيا وفنيا وبيئيا وإجتماعيا التي تحاكي بها سعة أفق المواطن، أماسوى ذلك من المجسمات والأشكال الجمالية فليس لها بالرؤية الفنية أو الجمالية صلة أو فيها تشويه لطبيعة المكان وبدون هدف محقق لإقامتها, فهي بعيدة كل البعد عن البيئة والمجتمع والرؤية الفنية التي نتمنى تجسيدها في مجسماتنا الجمالية كي يستوعب المواطن أهمية إقامة هذه الأشكال الجمالية,, فلم ذلك؟ ونحن وصلنا في بلادنا لدرجة رفيعة من الرقي والحضارة ونمتلك زخا وفيرا وبدرجة عالية من الكوادر سواء من الفنانين أوالمثقفين رفيعي المستوى ,.
ولما نحن أهل للثقافة والفن اختيرت عاصمة مملكتنا الحبيبة مدينة الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000م.
لماذا لا تستغل هذه الكوادر والطاقات للاستفادة من خبراتهم في المضمار الجمالي؟,, هؤلاء هم الذين يستطيعون أن يبدعوا في الأفكار وتجسيد الأشكال الجمالية (المجسمات) وموافقة رقي الحضارة التي نعايشها والبيئة والمجتمع، هؤلاء هم الذين يستطيعون برؤيتهم الفنية من خلال اللمسات الدقيقة والإبداعية في كيفية التعامل مع طبقات المجتمع من النظرة إلى تلك الاشكال الجمالية وكيفية الإخراج الفني لها سواء باختيار مواقعها أو اسلوب تنفيذها تمشياً مع مستوى البيئة والمجتمع أكان ثقافيا أوحضارياً هؤلاء هم الذين يستطيعون أن يسطروا هذه الأشكال الجمالية بإبداعات فنية وإطلالة تراثية في مظهر حضاري ثقافي لمحاكاة المجتمعات الداخلية والخارجية في لغة واحدة بما يتناسب مع عقيدتنا السمحاء,, إن هذا المضمار الجمالي بحاجة إلى فرسان من الفن والثقافة كي يتوجوا هذه الميادين بأزهى الدرر الجمالية وأجمل الحلل الفنية لتتناسب مع رقي وحضارة مملكتنا الحبيبة.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved