أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 29th June,2000العدد:10136الطبعةالاولـيالخميس 27 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

ترانيم صحفية
إنه إنسان صريح
نجلاء أحمد السويل
كثير هم من يخطئون في وعي بعض المفاهيم الاجتماعية أو النفسية أو السلوكية بشكل عام مما يحدث بعض الخلط في مجال حياة الانسان ويدفعه الى التصرف بصورة قد يعتقد بأنها مناقضة لمبادئه وآرائه وميوله ومن المفاهيم التي يختلف عليها الكثير من الناس مفهوم الصراحة فمن الناس من يرسم في ذهنه معنىً معيناً لها ومن ثم يتصرف على أساسه ومن المزعج جدا أن يستشق الفرد مفهوما سيئا وخاطئا لما يحمل المعنى الايجابي والصراحة من المفاهيم كما ذكرت التي يسيء الناس فهمها فقد نلاحظ أن البعض قد يتعدون على غيرهم والبعض الآخر قد يقدم على تجريح الآخرين وصنف ثالث ربما يحطم غيره وكل ذلك من منطلق الصراحة بمعنى انه لو لم يكن يحب فلاناً لما قال له عيوبه ولو لم يكن يحب فلاناً لما ارشده الى ما يجب أن يقوم به أو يفعله أو يقدم عليه أيضا.
نعم,, ناهيك عن الأسلوب الذي تنقل به هذه المعلومات والذي ربما يكون بمنتهى الجفاف والقسوة والتعجرف وفوق هذا كله قد يستعرض هذا الشخص أمام المجتمع المحيط به لأنه انسان صريح ويظن هذا المسكين ذو العقلية المتواضعة بأن هذا النوع من قوة الشخصية وعدم السكوت على الخطأ والدافعية الداخلية المتوهجة لديه في تعديل من يحيط به وتقويم سلوكياتهم والحرص على مصالحهم خاصة عندما يفتخر بأنه شخص لا يتحدث إلا في الوجه كما يظن ولا يعرف كيف يجامل أو يخبىء أو يسكت على مالا يمكن السكوت عليه!!.
فهل واقعيا هذا هو المعنى الحقيقي للصراحة كما يظن البعض هل الصراحة هي أن يهين الفرد غيره ليطلق عليه أنه فرد صريح,, لا أظن ان هذا هو المعنى الفعلي للصراحة!!
ان الصراحة هي اظهار عيب الشخص أمام ذاته وشخصه دون الاستعراض بإطلاع الآخرين عليه على أن يكون هذا الاظهار يحمل نوعا من اللطف واللباقة والمجاملة الايجابية التي تحبب الشخص صاحب الخطأ أو العيب في تعديل ما يمكن تعديله في ذاته!! وبالتالي فهذا يعني أن الخروج عن مثل هذه الشروط في الصراحة يعد نوعا من التواقح على الآخرين وإبراز الذات مما يشبع لدى الفرد حب الظهور على حساب أو على ظهر فرد مسكين يحتاج الى النصيحة أو التوجيه والارشاد الايجابيين!!
هذا جانب من المفاهيم الخاطئة للصراحة!! أما الجانب الآخر فهو الرغبة في النقد لمجرد النقد بمعنى محاولة الفرد نقد غيره بكل ثقة ليقال ان هذا الانسان صريح وجاد وناقد ولكن لو دققت في حقيقة الأمر لوجدته انساناً لديه شعور بالنقص ويحاول فقط تداركه لا شعوريا عن طريق مصارحة الآخرين بما ليس فيهم,,!! اذاً فهل ننتبه إلى هؤلاء المرضى!!
هل نحسن التعامل معهم لتوجيهم وكسبهم وعلاج نفسياتهم!!؟
الأمر ليس بهذه السهولة ولكنه يظل أمراً غير مستحيل!!
والله ولي التوفيق


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved