أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 29th June,2000العدد:10136الطبعةالاولـيالخميس 27 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

الرعاية الصحية ومقترحات التطوير
مندل بن عبدالله القباع
تعتمد فلسفة الرعاية الصحية على الاهتمام بشخص الانسان في صحته ومرضه وقاية بالعمل على تجنبه مخاطر المرض والعلة الصحية, وعلاجا مما ألم به وتخفيفا من حدة آلامه او قضاء على الاضطراب والقلق والتوتر المصاحب له وارشادا وتوجيها تربويا للنواحي الصحية العامة.
اذن الرعاية الصحية تشكل آلية نظام من نظم المجتمع الا وهو النظام الصحي بارتباطه بالنظم الاجتماعية الاخرى مثل النظام التعليمي او الديني او العائلي او الاستهلاكي او القضائي او الاقتصادي,, الخ، وهو ضرورة حضارية حيث ان الارتقاء بمكوناته ارتقاء بالمجتمع ككل نظرا لانه لا يمكن للفرد ان يعيش في معزل عن هذا النظام فهو وقاية في الصحة وعلاج في حالة المرض وارتقاء وتنمية لافراد المجتمع كافة.
ولذا فاننا نجد اشكالا عدة للنظام الرعائي الصحي منها المستشفيات والمستوصفات والعيادات والمراكز الصحية المتخصصة ومراكز العلاج السريع والاسعافات الاولية والعيادات الخارجية والاقسام الداخلية، وداخل كل من هذه المنظومة اقسامها المتعددة والتي تتمثل في منظومة مجتمعية تتميز بشكلها الراقي وبأنها نتاج لاهتمامات الدولة بالانسان باعتباره كائنا اجتماعيا، وبأن الرعاية الصحية تخضع لقواعد ونظم عادلة ونزيهة؛ هذه القواعد شكلتها فلسفة المجتمع على مر التاريخ وهي تعتمد على الخطط المرسومة للسير بها قدما وتوفير ما يلزم من قدرات بشرية وامكانات مادية والتي ينتج عنها توظيف معطيات الجسم الانساني لما هو افضل واصلح.
ومؤسسات الرعاية الصحية وان كانت تتصف فيما ذكرنا بالعموم فهي ذات معايير ضابطة للعلاقات الانسانية المترابطة والمتفاعلة التي تعمل على تحقيق الحاجات الانسانية للرعاية والعناية بصحة الانسان فالصحة تاج على رؤوس الاصحاء.
يتضح من ذلك اذن ان الرعاية الصحية كنظام اجتماعي لها وظيفتها المحددة داخل النسق الاجتماعي ولها جوانبها الايجابية التقدمية التي يعوزها احكام الضبط على انشطتها وبرامجها حتى لا يحدث خلل يحيل الوظائف الى مناح سلبية, ويأتي هذا الضبط من قبل المجتمع كي تتجه الى ارضاء الحاجات الانسانية الضرورية وان تتسم بقيم اخلاقية تجعل من النظام ضرورة عامة.
ويتميز هذا النظام بأن له اهدافا واضحة وانه يؤدي وظيفته في النسق الحضاري وهو يكيف نفسه كوحدة من وحدات النسق الحضاري ككل في المجتمع الذي يوجد فيه بما يؤكد عمليتي التأثير والتأثر.
ويشتمل هذا النظام الرعائي على عدة عناصر: افراد فاعلين في النظام او متلقين لعوائده، ومعدات واجهزة فنية وادوات يستخدمها الافراد الفاعلين في النظام، ووجود منهجية لتنظيم العلاقات التي تتولد بين الافراد كاللوائح المنظمة ووجود مراسم وتقاليد وقواعد خاصة بالنظام، وهيئات علمية متفق عليها.
ولكي ندعم من ايجابيات هذا النظام ونتلافى سلبياته نسوق بعضا من المقترحات والتوصيات التي تدعم تكريس الجهود لخدمة كافة المواطنين ومنها:
* من الملاحظ ان معظم المستوصفات الاهلية والعيادات الخاصة هي في اماكن ضيقة ولا تتسع لعدد ولو محدود من المرضى الذين يتكدسون في صالات وردهات المكان وقد يصعد المريض لدور علوي للكشف وهو مصاب بأمراض القلب والشلل او العجز او الكسور ولعله مناسب أن نوصي بضرورة البحث عن اماكن اكثر اتساعا ولا يمنح الترخيص بالتشغيل الا اذا توفرت الاماكن المناسبة والتي تفي باستيعاب الاعداد المتزايدة التي ترد للمستوصف او العيادة وهذا ليس للآن فقط بل للمستقبل القريب لمواجهة تزايد السكان.
* من الملاحظ ايضا انه في بعض المستوصفات يتم عرض المريض على ممارس عام يتطلع للمريض دون الكشف مستمعا لشكواه بسرعة ومحددا على ضوئها نوع العلاج دون ان يستخدم سماعة الكشف او الفحص المجهري او الاشعى او التحليلي، او عكس ذلك ان يطلب من المريض اجراء هذه الفحوص وهو ليس في حاجة لها, وغالبا ما يجلس المريض ساعات طويلة في انتظار دوره في الكشف او امام الصيدلية او المختبر او الاشعة,, الخ كل ذلك على حساب صحة المريض وآدميته مما يحتاج لعناية اكثر بهذا الخصوص وتوعية الطبيب بما هو واجب وأنسب.
* وفي بعض الاحيان يقوم الطبيب بوصف ادوية قديمة اصبح لها من الآثار الجانبية ما يضر بالمريض اكثر من نفعه نظرا لان الطبيب في كثير من المواقع قد تضطره الظروف لعدم التعرف او الاطلاع على ماهو جديد في عالم الدواء مما يتوجب معه اصدار نشرات بما هو جديد وحديث في الدواء.
* قد يقوم المستوصف الاهلي بتعيين اطباء جدد مبتدئين محدودي الخبرة ويضطرون للقيام بأنفسهم باجراء الجراحات مما يدعو إلى ضرورة مراقبة وزارة الصحة على وجود استشاري لكل نوع من انواع المرض هو الذي يمارس الجراحات الصغيرة على ان تحال الجراحات الكبرى للمستشفيات الحكومية والجامعية والمراكز العلمية المتقدمة حيث التخصص الدقيق متوافر والتجهيزات معدة بصورة ادق واشمل.
* ان بعض المستوصفات تغالي كثيرا في اسعار الكشف واتعاب الاطباء مع هوان مستوى العلاج، ومستوى كفاءة وخبرة الاطباء مما يؤدي الى ارتفاع مستوى الخدمة, مما يدعو لوضع ضوابط معقولة في اسعار العلاج بالمستوصفات الاهلية وبعض العيادات الخاصة حتى لا تشق على المريض وأهله.
* ولعله من المناسب ان نوصي بالاهتمام برفع مستوى الخدمة في المعامل وفحوص الاشعة والموجات الصحية والاجهزة التعويضية حتى تتساير مع التقدم العلمي الهائل في دول عالمنا المعاصر.
* كما نوصي بالاهتمام بالاسعاف الليلي وخدمة الحالات الطارئة والعاجلة.
* ونقترح انشاء المزيد من المراكز المتخصصة: مثل جراحات القلب والعيون وغسيل الكلى وعلاج السرطان وكذلك العناية بالتدريب الفني والمهني لجهاز الرعاية الصحية.
وهذه التوصيات التي سقناها امر مسلم به لاستشعارنا المسئولية الاجتماعية في ظل نظم اجتماعية مشاركة، وبفعل عوامل تأثير المحيط البيئي والطبيعي والتجاري وما يشمل كل منها من عناصر مكونة.
ويتم ازاء ذلك دعم النظام الرعائي الصحي ودعم استمراريته ففيه اشباع لبعض الحاجات التي يعوزها الافراد وفي الحاح وفي استجابة للمواقف التي تضطر للجوء لفاعلية النظام وديناميته بما يحقق توافق الفرد مع بيئته وتعزيز انتمائه.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved