أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 29th June,2000العدد:10136الطبعةالاولـيالخميس 27 ,ربيع الاول 1421

الثقافية

الجاعد
محمد عبدالرزاق القشعمي
ورد في كتاب (رسائل لها تاريخ) للاستاذ الكبير عبدالكريم الجهيمان في الصفحة (183) صورة لرسالة بعثها أولاد خالته الاخوان محمد وعبدالله الحنطي في 22 صفر 1361ه أي قبل ستين عاما من الآن,, والمهم في هذه الرسالة انهما قد اهديا (جاعد) لابن المرسلة له الرسالة وهو ابنه البكر والمكنى به رغم انه قد انتقل صغيرا الى رحمة ربه وكرر التسمية بمن قدم بعده من الابناء، ولأبي سهيل تعليق على ذلك ذكره في كتاب آخر هو (مذكرات وذكريات من حياتي) إذ يقول إنه رزق اول مولود ذكر سماه (سهيلا) ثم تبعه مولودة اسماها (الثريا) وعندما كبر قليلا توفي سهيل ثم لحقت به الثريا فحزن عليهما وتذكر انه الذي جنى عليهما بهذين الاسمين (قال الشاعر عمر بن ابي ربيعة):


أيها المنكح الثريا سهيلا
عمرك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استقلت
وسهيل إذا استقل يمان

ولكن الله عوضه عنهما فيما بعد وكرر تسمية سهيلا ولم يقرن به الثريا وقد عاش، ولله الحمد, ويقول انه من أنجب أولاده.
نعود الى الهدية (الجاعد) وكما يعرفه استاذنا الجهيمان بوصفه له (إنه جلد شاة او عنز يدبغ ثم يدعك حتى يكون ناعما ثم تقطع زوائده ويجعل مستديرا كالقمر,, ثم يرسم فيه بعض النقوش وكل هذا ليجعل تحت الطفل الصغير,ويعلق أبوسهيل علىالموضوع بأنها (هدية بسيطة ولكنها في مناسبتها كبيرة,, وهي كبيرة ايضا، بالنسبة لظروفنا المعيشية، فقد كانت حياتنا بسيطة ومعيشتنا بسيطة والتعامل بيننا بسيط ايضا,, رحم الله أيام البساطة ما كان اخفها على نفوسنا وأحلاها), نعود الى الجاعد هذا الجلد المدبغ والذي رافق الطفل منذ ولادته حتى كبر لينتقل بعده لأي طفل آخر سواء من إخوانه او من ابناء اخوانه او غيرهم فهو لا يبلى إلا بعد سنوات طويلة فقد يستفيد منه عشرات الاطفال, اما الآن فلا يكاد يعرفه احد من هذا الجيل او ممن سبقه، فهو والمهاد يشتركان في المهمة وبالنسبة للطفل ف(الجاعد) يقيه خشونة الأرض و(المهاد) يلف حوله ويربط من صدره حتى اقدامه بحبل طويل يدعى (السباق) حى لا يتمرغ في الارض ويوسخ نفسه,, وإذا كان سيمكث كثيرا ممهودا فيوضع بين افخاذه وتحت مقعدته (الوفل) (1) وهو عبارة عن مسحوق أطراف الأرطي (2) وهو شجر ينبت وقت الربيع في النفود تقطع اطرافه اللينة وتيبس ثم تدق حتى تختلط كالنخالة فتصر بقماش وتستعمل وقت الحاجة عن مهد الطفل، ولهذا يكثر صراخ الطفل وبكاؤه المستمر عند وضع هذا (الوفل) وبعده إذ ان حرارة الارطي على الجسم شديدة, وبعد ان يفك المهاد يتنفس الطفل وكأنه خارج من مكان صعب وتجد جلده الذي يمر حوله (الوفل) متكرمشا (معرعرا) وكأنه رئة من شدة إحمراره.
أما الآن فقد استبدل هذا بالحفائظ وبالبودرة وغيرها من المستجدات الحديثة.
(1) وفل الشي: قشره (المنجد)، والوفل: الشيء القليل (لسان العرب).
(2) ارط الأرطي واحدته (أرطاة) جمع أراطي وأراط وآراط، شجر ثمره كالعنب (المنجد) وفي المعجم الوسيط ((الأرطاة) واحدة الاراطي، نبات شجيري من الفصيلة البطباطية ينبت في الرمل، ورقه دقيق.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved