أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 29th June,2000العدد:10136الطبعةالاولـيالخميس 27 ,ربيع الاول 1421

القرية الالكترونية

النافذة
عالم الافتراض
م, مشبب محمد الشهري
كثير من الناس لا يصدقون عندما نقول بأن تقنية المعلومات ستغير نمط الحياة اليومية التي نعيشها وسيكون لها تأثير كبير ليس على الشؤون الاقتصادية والإدارية فحسب بل على سائر شؤون الحياة, ويدعي الكثيرون بأن ما يقال عن هذه التقنية لا يعدو عن كونه مبالغات يريد منها المهتمون بتقنية المعلومات إضفاء الأهمية على عالمهم، وإن تقنية المعلومات ليست إلا تقنية كسائر تقنيات القرن العشرين مثلها مثل ثورة المواصلات والطيران وتقنية السلكي واللاسلكي والتلفزيون وغيرها كثير.
وللرد على ذلك نقول بأنه كان لتلك التقنيات تأثيرات كبيرة على مجرى الحياة عند حدوثها ولكننا نعتقد بأن يكون تأثير تقنية المعلومات على الحياة اليومية أشد تأثيراً وأشد تغييراً وذلك لكون هذه التقنية لها علاقة بكل شيء في حياتنا تقريباً.
ومن الأشياء التي سيكون لها كبير التأثير علىحياتنا هو التحول إلى العوالم الافتراضية فبعد أن كانت فاعلية الحاسوب ووظائفه محصورة في الماضي في عالم المحسوس داخل الجدران وداخل المؤسسات خرج مارد الإنترنت من قمقمه وأخرج القوة الحقيقية لتقنية المعلومات من عالم الفيزياء العالم المحسوس إلى عالم الافتراض.
وهذه الأيام الكل متجه نحو العالم الافتراضي والطب الافتراضي والتعليم الافتراضي والتجارة الافتراضية واستخدام العالم الافتراضي لعقد الندوات والمؤتمرات بشتى أنواعها وغير ذلك كثير ولسنا نعيش اليوم إلا فجر هذا العالم الافتراضي المعلوماتي.
ويظن البعض ان تقنية العالم الافتراضي وليدة الحاضر وإن مجيئها كان مصاحباً لمجيء ال web وإن ما شهرها هوتقنيات الوسائط المتعددة وقد يكون صحيحا إن تقنية الوسائط المتعددة قد أضفت بعضاً من الشهرة على العالم الإفتراضي ولكن ما ليس بصحيح هو كونها وليدة ال web فجذور هذه التقنية يعود إلى البدايات الأولى لنظام التواصل عن بعد المتعدد المستخدمين وذلك باستخدام النصوص وقبل مجيء الوسائط المتعددة , وقد استخدمت هذه التقنية كوسيط للتواصل بين الباحثين والمختصين وذوي الاهتمام المشترك خاصة في الجامعات والمؤسسات العلمية ومراكز البحث وذلك بتكوين مجموعات عمل متواصلة على الشبكة وقد ظل العالم الافتراضي معتمداً على الواجهات النصية حتى مجيء ال web التي تعتمد على تقنية الوسائط المتعددة المتميزة بالحيوية والتشويق وكسر التقليدية في الواجهات النصية المملة وأصبحت النصوص مدعومة بواجهات رسومية ومدعومة بالصوت والصورة والحركة وهذا ما أخذ تقنية العالم الافتراضي إلى الشهرة التي تتمتع بها هذه الأيام.
واشتهر العالم الافتراضي في البدء كبرامج للألعاب لكن العلماء رأوا انه إذا كان في استطاعة الواحد دخول حرب افتراضية باستخدام إحدى تلك الألعاب ويقوم بالقتال واستخدام جميع فنون الحرب واحتمال أن يفوز أو أن يهزم وكأنه في معركة حقيقية فما المانع أن نستخدم نفس التقنية لعقد اجتماع افتراضي بين مجموعة من الناس ذوي اهتمام مشترك باعد بينهم الواقع الفيزيائي وكذلك ما المانع من إنشاء معرض افتراضي للأعمال الفنية يشترك فيه فنانو العالم عن بعد وبنفس الأسلوب، ما المانع من إنشاء الفصل الافتراضي والمستشفى الافتراضي والمتجر الافتراضي الخ,, وإن دخولك أحد منتديات الحوار ومناقشتك قضايا فكرية أو تخصصية مع أناس لا تعلم أين يكونوا في هذه المعمورة لدليل على دخولك عالم الافتراض.
وبعد أما زال هناك شك بأننا نعيش على حافة تغييرات شاملة وليس بزوغ فجر العالم الافتراضي إلا أحد بوادرها والسؤال الذي يفرض نفسه هو ماذا أعددنا لذلك اليوم.
mmshahri@scs.org.sa
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved