أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 2nd July,2000العدد:10139الطبعةالاولـيالأحد 30 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

نوافذ
العرب (3)
أميمة الخميس
نزار قباني سطر قصائد في هجاء العرب، لأنه يحمل حقداً دفيناً ضد العرب لكونه ينتمي لأصول تركية او لربما كردية جعلته يسرف، في نظم قصائد الهجاء ضدهم!! هذه التهمة تتطابق تماما مع التهمة التي الصقت بأبي نواس وبشار بن برد قبل مئات السنين حينما أرادا الخروج على عمود الشعر والتجديد في القصائد الشعرية، فأتهما عندها بأنهما من الأعاجم المخربين لوقار الشعر العربي ونقاء أصوله!
ومع هذا لم يرفض ديوان الشعر العربي قصائدهما، لكونها قصائد ولدت من رحم البيئة العربية وتحمل روحها وخصائصها وصبغتها الوراثية الذي زال وانتهى هو تلك الاتهامات التي بنيت على شوفينية عرقية، ونظرة قاصرة للفن ودوره في الحياة ذلك الدور الذي يستمد حيويته وديمومته من التطور والتلاقح من الجديد والمختلف.
وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن قصائد قباني والتي لا أجد فيها (وبصورة شخصية) أي جمال او عمق، ولكن ما أود الحديث عنه هو ذلك الطابع الانتقائي في تصنيف الجمال والقبح فقصائد الشعر هي ليست منشورات وطنية تعلن موقفا وطنيا بقدر ما هي نظرة مستقلة للحياة والكون، ثم ان تلك الحساسية المريضة لكل ما هو غير عربي لا بد وان تجعلنا نسقط من تاريخ الحضارة الإسلامية الكثير من الأسماء والشخصيات التي كان لها اليد الطولى في بناء هذه الحضارة وترسيخ دعائمها أسسها وعلى رأسهم الإمام (البخاري) الذي يعد من أهم جامعي الحديث الشريف.
وعندما نتحسس من النقد او الاختلاف فاننا ببساطة نعلن موقفا معاديا من صيرورة الحياة دائمة التبدل والتطور، والذي لا ينتقد هو من بلغ أقصى درجات الكمال البشري، وهذا يعني انه في حالة من السكون المطبق اللامتغير وبالتالي لا شيء يوازي حالة هذا السكون سوى الموت!!
وقد نقول عن نزار قباني في قصائده انه كان مبتذلا او لربما متفحشا، ولكننا لا نستطيع ان نرجع هذا الى ضعف اصوله العربية، فالعروبة لا تحتاج الى سلالة منتقاة او عرق مصطفى بقدر ما هي بحاجة الى موقف يستطيع ان يزاوج بين حاضره وماضيه دون ان يبخس اياً منهما حقه.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved