أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 2nd July,2000العدد:10139الطبعةالاولـيالأحد 30 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

تعليم 21
معوقات تجديدنا التربوي (4)
غياب برامج إشراك الأسر في التعليم
البقالة تتفوق على المدرسة
على ناصية أحد الشوارع في مدينة الرياض يوجد سوق صغير متميز (سوبر ماركت)، وعلى الجهة الاخرى من الشارع نفسه تشمخ مدرسة حكومية (الموقف حقيقي)، ولكن ما العلاقة بين هذا السوق وتلك المدرسة؟ قبل ان أتطرق لتلك العلاقة دعني بداية أروي لك طرفا من قصة نجاح السوق المذكور, يعتقد صاحب ذلك السوق ان نجاح السوق يعتمد والى حد كبير على توثيق العلاقة بين السوق ومجتمعه المحلي الصغير, وهنا سوف أعرض أمامك نماذج من هذه العلاقة, في المناسبات الدينية يقوم السوق بتجميل الشارع بعقود ولافتات تهنئة، وقد يوزع تقاويم مجانية, وعند خروج نتائج نهاية الفصل الدراسي تجد السوق يهنىء الطلاب الناجحين ويقدم هدايا للطلاب الأوائل، وفي شهر رمضان يقدم السوق افطاراً مجانياً، كما يقيم أحيانا نوعا من المسابقات ويقدم هدايا للفائزين، وفي داخل السوق تم تعليق لوحة إعلانات ليتاح لأي فرد الاعلان بها (مدرس خصوصي، سيارة للبيع، هاتف للتنازل,, الخ).
وفي زاوية اخرى من السوق خصص مكان للموجودات والمفقودات يجد فيها الفرد ضالته، كما خصص السوق خطاً هاتفياً مجانياً لمن يحتاج إليه, وفوق ذلك كله فالعاملون بزيهم الموحد يتحدثون الى الزبون بكل أدب واحترام, واذا كان هذا هو حال علاقة السوق بمجتمعه المحلي، فكيف تكون حال هذه العلاقة لدى تلك المدرسة على الجهة الأخرى من الشارع؟.
لا شيء يمكن ان يذكر,, فالتفاعل بين تلك المدرسة ومجتمعها المحلي يكاد حاليا يقتصر على الخلاف المستمر بين قاطني الحي والمعلمين حول اين يجب ان يوقف المعلمون سياراتهم.
دعونا الآن نسأل: ما هو الهدف الذي تتطلع الى تحقيقه كل مدرسة؟ الإجابة باختصار هي: ضبط سلوك الطالب ليتناغم مع القيم الرفيعة لهذا المجتمع، وتعويده على التفكير السليم وعلى أصول البحث عن المعرفة مع تزويده بالمعارف والمهارات المفيدة وذات الصلة القوية بحياته واهتماماته والحق ان هذا الهدف الرائع ابعد من ان تناله رماح المدرسة بمفردها وعليه فإن تجاهل دور الأسر (خصوصا في المراحل البكرة من التعليم) يساهم وبنسبة كبيرة في هشاشة القاعدة التعليمية، وهنا نؤكد ان دور الأسرة لا يقتصر فقط على إسهامها في الارتقاء بتعليم ابنائها، بل إنه يتجاوز ذلك ليؤدي دورا رقابيا ضاغطا يجبر المدرسة على بذل جهود أفضل لكي تصل الى ما يتوقعه منها مجتمعها.
إن أهمية دور الأسرة (والمجتمع عموما) في تحسين مستوى أداء مدارسنا يجب أن يخرج من طور الخطب والإنشائيات الى طور تصميم وبناء برامج عملية تتيح لمجتمع المدرسة المحلي (أفراداً ومؤسسات) ان يقدم دوره المتوقع في تعلم الطلاب، وتتيح كذلك للمدرسة ان تخطط لعملها آخذة في الاعتبار مشاركة مجتمعها المحيط, وما لم يحدث ذلك فسوف يبقى اداء مدارسنا هزيل المستوى.
د, عبدالعزيز بن سعود العمر
E-mail:Alomar20@Yahoo.com
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved