أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 2nd July,2000العدد:10139الطبعةالاولـيالأحد 30 ,ربيع الاول 1421

محليــات

مستعجل
جارك,, كيف يستقبل ضيوفك؟!
عبدالرحمن السماري
** في الماضي,, وفي البيوت الطينية الصغيرة جداً,, كان أحدهم إذا اشترى سيارة خردة أو حتى جديدة,, فإنه يتورط بها,, لأنه لا يدري أين يقف,, فلو وقف داخل الحي أو في الشارع نفسه,, لأغلق الشارع,, ولضايق الجيران,, ولكنه يبحث عن أي متسع قريب,, أرض,, او بَراحَه ,, ويقف بعيداً ثم يأتي مشياً على قدميه حتى يصل إلى منزله,
** واليوم,, الأمور اختلفت,, فأصغر شارع 15م وبعضها يصل الى 100م وسور بعض الفلل يصل الى 30 و40 متراً,, ولا يقل بأي حال عن 20 متراً ولم تعد هناك تلك المشكلة السابقة,, إلا إذا اشترى أحدهم خمس سيارات له وللسائق وللأولاد وللمَعزبِه فإنه بدون شك,, قد يدخل في مشاكل ومزايدات وخلافات مع بعض الجيران وليس كلهم,, لأن بعض الجيران طيب ,, ويملك أخلاقاً عالية تردعه من أن يدخل في خصومات مع الجيران من أجل تلك الترهات والتفاهات,, ولأنه يجزم,, أن رابطة المجورة أقوى من أن يخدشها شيء,,
** والجيران اليوم,, يختلفون من جار إلى جار,, فقد تسعد بجار شهم كله مروءة وأخلاق يخجلك بكرمه وأخلاقه, ويأسرك بأدبه ولطفه وشهامته,, وقد تبلى بجار آخر عِلّة كله كتلة مشاكل,, يعشق الخناقات,, ويبحث عن الخلافات,, ولا يعيش إلا وسط مشكلة,
** وكمثال بسيط,, لو صار عند الجار عزيمة غداء أو عشاء,, فإن بعض الجيران يتحمل وقوف سيارات الضيوف أمام بابه لسويعات قصيرة,, ساعة أو ساعتين,, أو حتى ثلاث ساعات,, ووقوف هذه السيارات أمام الباب,, لا يعني انها مؤذية أو مزعجة,, حيث أنها لم تغلق المداخل,, ولم تقف أمام مدخل السيارة,, أو أمام زِلفَة الباب,, بل مجرد وقوف عابر,, بل أن بعض الجيران يسعد بمثل هذا الوقوف,, ومتى خرج الضيوف من عند جاره,, استقبلهم بالبشاشة والابتسامة ودعاهم للقهوة,, وكرر مرحباً,, مرحباً,, وأعطى انطباعاً جيداً لسكان الحارة,, وساهم في إكمال دور جاره في اكرامهم,, وأثلج صدر جاره,
** أما الجار السوء,, أو جار عدوك كما يقول العوام,, فإنه بمجرد وقوف هذه السيارة أمام بابه ولو بعيداً,, ولو لدقائق بسيطة,, عندها تختلط الأمور وتتداخل إذ ينطلق ابنه الصغير,, المكلف بتتبع السيارات الواقفة أمام الباب,, لإشعار والده بالموقف الصعب,, فيخرج الوالد وهو يرتدي قميص المنزل الكازابلانكي أو ربما الفانلة ماركة أبوعسكري والشورت أبورِبِقه فيتلفت ويدور على هذه السيارات,, ويصيح بأعلى صوته وين راعي هالسيارة,, ما يستحي على وجهه وقد يطرق الباب على جاره وسط معمعة العزيمة ويقول راعي هالخردة عندك؟! ,, ومتى قال,, نعم,, صاح بأعلى صوته خلِّه يبعد سيارته عن بابي,, والأكل ما هوب طاير بل قد يتعدى ذلك إلى استخدام أساليب أخرى,, ابتداء من كتابة ورقة على باب السيارة تحمل بعض الالفاظ اللطيفة أو ربما بنشر بأحد الإطارات أو ربما كل الكفرات,, وقد يصل الأمر إلى سحب إبرة الكفر حتى لا يصلح مرة أخرى,,!!,
** هذا,, هو الفرق بين جار,, وجار,,
** جار يِغثِّك أمام ضيوفك,, وتدخل معه في مشادات ومشاكل وصراعات وملاسن,, ويصرفك عن ضيوفك وعن الاستعداد للمناسبة,, ويدخلك في دوامة مشاكل ومشادات,,
** وجار يساعدك ويسندك,, وربما أرسل أولاده أو سائقه لمساعدتك,, وربما أوقف سيارته بعيداً,, لإتاحة الفرصة لضيوفك للوقوف أمام بابه وهنا,, الفرق بين الوجه السَّفِر والوجه الوَدِر وأسأل عن الجار,, قبل الدار,

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved