أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 2nd July,2000العدد:10139الطبعةالاولـيالأحد 30 ,ربيع الاول 1421

عزيزتـي الجزيرة

مكاني الحقيقي في كنفك
يابني هل نسيت رعايتي؟!!
المكرم رئيس التحرير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
تابعت كما تباع غيري وبكل الم وحسرة مانشر في جريدة الجزيرة حول احوال بعض نزلاء دور الرعاية والنقاهة مع أبنائهم وذويهم.
وبحكم النصيحة ووجوبها, فإني موجه رسالة نصح وعتاب لابناء واقارب هؤلاء النزلاء.
ايها الابن انت ولاشك مسلم وعاقل ومتعلم فلماذا هذا العقوق وهذا الجفاء والصدود, ألم تعلم بأن لوالديك فضلاً كبيراً بعد الله عليك بوجودك على هذه الدنيا, واعلم أن الله تبارك وتعالى قرن شكره بشكرهما, قال تعالى (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير) لقمان آية (14)
واعلم أيها الابن ان بر والديك واجب عليك قال تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) (الإسراء 2324)
أخي الحبيب أنت الآن متزوج ولك أولاد وتسهر من أجل أن يناموا وتتعب من أجل أن يرتاحوا وتتألم اذا مرضوا وتحزن لحزنهم وتفرح لفرحهم وتسعد بلقائهم ورؤيتهم, اعلم أن والديك قاما بهذا الدور معك وهم يتذكرون الآن ما فعلوه معك بالأمس وما تفعله معهم اليوم, وتصور أن ابنك هذا الذي تتمنى ان تمرض ولا يمرض وان تحزن ولا يحزن وتطعمه قبل ان تطعم حينما تكبر أو تمرض يحملك بالسيارة التي انت وفرتها له الى مستشفى أو دار نقاهة ثم لا يزورك ولا يسأل عنك, إنك وبدون شك سوف تقول هذا جزاء تعبي عليك وسهري من اجلك وأنت صغير حينما كنت في حاجتي لم اقصر عليك بشيء ولما أنا كبرت وانتظرت منك البر والإحسان يكون جزائي منك الجحود والصدود وانكار الجميل.
هذا التصور وهذا الإحساس هو الآن تصور والديك اللذين رميتهما في دار النقاهة نحوك, وأنت أخي إن لم تتب الى الله الآن وتعيد والديك اليك وتحسن اليهما كما أحسنا اليك فاعلم أن الجزاء من جنس العمل والبر دين لك كما أن العقوق دين عليك وما تفعله بوالديك اليوم سوف يفعله اولادك بك غداً شئت أم ابيت, ولا تغتر بفتوتك وشبابك ونشاطك فقد ينزل بك هادم اللذات فتندم ولات ساعة مندم, أو تحل بك الامراض وتعجز وينفد مالك, ثم يتخلص منك أولادك كما فعلت مع ابيك أو أمك.
ألا فليتق الله كل عاق ويبادر ما دام قادراً على احتضان والديه ليعيد ولو جزءاً يسيراً من حقهما يكون لك سعادة في الدنيا وغنيمة في الآخرة ومهما كان الخلاف بينك وبين والديك فإنه يصغر ويتلاشى امام ما قدماه لك من رعاية وعناية وأنت صغير, واذا كانت الزوجة لها موقف ضد والديك فيمكن إقناعها وتخويفها بالله وتذكيرها بأن موقفها هذا قد يحصل لها مع زوجات أولادها, واعلم أيها الابن أنه لا بد من وجود عائل لوالديك غير زوجتك فيمكنك استقدام خادمة لهما وسوف ييسر الله لك رزقاً يعينك على برهما, واعلم ان بيتاً فيه والد أو والدة لهو بيت مبارك تحفه السعادة والخيرات والبركات.
عجل عجل أخي الحبيب وأعد البسمة الى شفاه والديك من جديد واطلب منهما الصفح والغفران لما بدر منك, وسوف تجد منهما ما يسرك وتسمع ما يسعدك, إن ثقتنا بك كبيرة بأن تتخذ قرارك السليم اليوم قبل غد, والله في عونك مع دعواتنا لك بالتوفيق والسداد وصلاح النية والذرية وأن يوسع الله لك في رزقك وان يبارك في عمرك, انه سميع مجيب.
وانت اخي القريب كن مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر بحثّ أبناء هؤلاء النزلاء بعدم القطيعة ونسيان آبائهم واخوانهم في هذه الدور عافانا الله واياكم وحفظنا من كل مكروه آمين, والمجتمع عليه مسؤولية تجاه هؤلاء بان يثير موضوعهم في المجالس مع تشجيع المحسن وتأنيب العاق وبيان فضل البر والإحسان الى الوالدين والارحام عموما, حتى نصل بالمجتمع الى ما يسعده ويحميه من العقوبات المترتبة على عقوق الوالدين وعلى خطباء المساجد والدعاة والمعلمين دور مهم نحو توعية المجتمع بخطر التخلي عن بر الوالدين احدهما أو كلاهما, وبيان حق الآباء على الابناء, حتى لا نسمع من يذهب بأبيه ليرميه عند باب دار النقاهة لما لم يتم استقباله من قبل المستشفى او دار النقاهة, وقصص لا نستطيع ذكرها لشناعتها.
وفي الختام الشكر لله ثم لولاة الامر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وفقه الله وسمو ولي عهده والنائب الثاني على مايولونه لهذا الجانب الإنساني من اهتمام بالغ ورعاية فائقة,والشكر موصول لجريدة الجزيرة على هذه البادرة نحو هؤلاء النزلاء البائسين في جميع مناطق البلاد، وكذلك اصحاب الاحوال النادرة التي تحتاج الى مساعدة وعناية وهذا يدل على الإحساس بمعاناة هؤلاء, نسأل الله لنا ولهم الشفاء العاجل وأن يرزقهم الصبر والاحتساب, وليعلم هؤلاء الاخوة ان ما عند الله خير وأبقى, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
علي بن سليمان الدبيخي
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved