أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 5th July,2000العدد:10142الطبعةالاولـيالاربعاء 3 ,ربيع الثاني 1421

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
منشآتنا بين التغيير والتأخير
د, محمد الكثيري
منشآتنا، عامها وخاصها، بحاجة إلى التغيير، والتغيير كما يراه المهتمون بالادارة وخلاف ما يعتقده البعض هو القاعدة وليس الاستثناء، بمعنى ان استمرار أنظمة المنشآت واجراءاتها بل وهياكلها وطرق أدائها لاعمالها هو مالا يجب البقاء عليه بل لابد من مراجعته وتطويره من وقت لآخر وهذه القناعة جاءت من ان تلك المنشآت لا تعمل بمعزل عن محيطها بل هي تمارس عملها في ظروف متغيرة وغير مستقرة على حال واحد مما يعني ضرورة مجاراة تلك الظروف من اجل البقاء وتحقيق الاهداف التي تسعى إليها تلك المنشآت.
وبالرغم من اهمية هذا الأمر، إلا ان التعامل معه لم يصل بعد إلى الدرجة المطلوبة، حيث تجد ان المنشآت لدينا بغض النظر عن انتمائها للقطاع العام او الخاص مازالت تتعامل معه كعلاج مر المذاق، لا تقبل على اخذه إلا بالقوة وفي بعض الاحيان في الوقت غير المناسب, ومع ان الحديث عن مثل هذا الموضوع حديث طويل من الصعب اختصاره في مساحة مثل هذه إلا ان المتأمل يلمس ان رغبة البعض في تبني التغيير يحدها خوف هؤلاء من الفشل في ايجاد التغيير المناسب والقدرة على ادارته بالطريقة الملائمة وبالذات حينما يلحظون غيرهم ممن لم يوفق في النجاح في ذلك التوجه.
إلا ان معرفة بعض الشروط الاساسية التي تسبق اتخاذ مثل ذلك القرار والسعي على تهيئتها عامل مهم في اجتياز التغيير لما قد يعترضه من عقبات، حيث أن معرفة تلك المتطلبات الأولية امر اكثر اهمية من اجراءات التغيير ذاته, ويتأتي في مقدمة تلك الشروط التي يجب ان تسبق اي تغيير تزمع المنشأة تبنيه القناعة بأن ذلك أمر لا يجب ان يقتصر اقراره والعلم به على الادارة العليا فقط بل هو حدث يهم جميع العاملين في المنشأة مما يعني ضرورة تهيئة هؤلاء جميعا للاخذ به وتقبلهم للتفاعل معه والعمل على انجاحه مما يعني ضرورة خلق قناعة لديهم بأن ذلك الامر اتخذ لمصلحتهم ومصلحة الجهاز الذي ينتمون إليه بدلا من تركهم يسمعون عنه عن بعد ويكونون عرضة للاشاعات التي قد تكون سببا في اسقاط ذلك المشروع، بمعنى آخر انه لابد من خلق بيئة وظروف داخل المنشأة تكون مهيئة ومستعدة لقبول ذلك التغيير بالتالي المساهمة في انجاحه, وحينما يتوفر مثل ذلك الشرط الاساس فانه لابد من التأكيد على ان التغيير عملية يكتنفها الغموض في بعض الاحيان وتخضع للمعادلة والخطأ في احيان أخرى، أي أن الطريق لن يكون مفروشا بالورود في وجه من يتبنى ذلك التوجه حيث ستعترضه الكثير من العقبات والعوائق مما يجعله يعجز عن مواصلة الطريق إذا لم يكن مستعدا لذلك، وبالذات ان التغيير يتطلب العمل والاجتماعات المتكررة التي قد تكون نتيجتها رؤى ووجهات نظر مختلفة تزداد صعوبة إذا لم يكن الهدف واضحا امام الجميع, يضاف الى ما سبق ان التغيير هو خروج عما اعتاد عليه الآخرون مما يعني ان البعض لن يتقبل مثل ذلك الامر بل قد يمتد به الامر إلى الرفض لذلك المشروع وذلك التصرف قد يكون معلنا وقد يكون خافيا من خلال التقليل من اهمية ذلك التوجه ومحاولة التأثير على الآخرين بعدم قبوله والتفاعل معه، وهذا يعني ضرورة ادراك تلك النقطة وعدم اعطاء اصحابها الفرصة لتحقيق اهدافهم بل لابد من التعامل معهم بطريقة تجعلهم ان لم يكونوا مع ذلك التوجه فلا يقفوا ضده.
كما قلت في البداية، ان التغيير في اوضاع المنشآت القائمة امر مهم وهي مخيرة بين ان تتغير او تتأخر, ولكن هناك عدد من المتطلبات الاساسية التي يجب ان يدركها الراغبون في اتباع ذلك الاسلوب، وهي متطلبات لا تنحصر على ما تم ذكره سابقا ولكن الاهم ان يعي اولئك ان توفر مثل تلك القاعدة هو الاساس وهو ما يجب ان يسبق البدء في خطوات التغيير والاندفاع فيه وهو اندفاع قد يكون هو السبب الاساسي في فشل مشاريع التغيير التي يتبناها البعض مما يضطرهم إلى العودة إلى ما كانوا عليه والاكتفاء بترديد العبارة الشهيرة باب يجيك منه ريح سده واستريح .
Kathiri@sol.net.sa

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved