أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th July,2000العدد:10143الطبعةالاولـيالخميس 4 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

شدو
الدكتور: فارس الغزي
وتموت الفكرة!
يواجه أحد القراء مشكلة شخصية مزمنة أعياه البحث عن حل لها,, ومن تحت أنقاض اليأس وركام الأحزان، يجد الأمل بكاتب من كتاب جريدته المفضلة، وهو شخص مؤهل علميا وله القدرة على التعامل مع مثل تلك المشكلة إيجابيا, وهكذا، يسارع القارىء، وكله أمل بتدوين رسالة إلى هذا الكاتب شارحا له أبعاد مشكلته وراجيا منه أن يشير عليه بما يراه حلا ناجعا لها.
وبالفعل، وكما هي عادته، يبادر الكاتب وبمجرد اطلاعه على المشكلة إلى محاولة التفكير في أفضل الحلول العلمية لها.
وبمجرد أن اهتدى إلى ما اعتقد انه الحل المناسب، بادر إلى بعثها إلى الجريدة متضمنة وعدا للقارىء المعني بمواصلة تقديم ماتبقى من خطوات للحل في مقالات قادمة, في تلك الأثناء، تتوالى على الكاتب رسائل القراء شاكرين له مبادرته تلك وإخلاصه واستعداده لفعل الخير لمن هو في حاجة للمساعدة.
حتى الآن والأمر بالنسبة للكاتب يبدو طبيعيا!، ولكن وفي خضم اعتقاده هذا، يفاجأ صاحبنا بجريدته، وقد نشرت تعقيبا وردها، كما يبدو، من أحد الضالعين في اللغة العربية الفصحى يفند فيه هذا الشخص أخطاء في اللغة والنحو وقع فيها هذا الكاتب في ثنايا محاولته إيجاد حل للمشكلة الآنفة الذكر! في البداية، يتردد الكاتب في (المجاراة!) فالرد رغبة منه في التركيز والتواصل مع صاحب المشكلة ولكن هيهات هيهات، فحدة اسلوب الرسالة التعقيبية أجبرته على القيام في الرد (بهدوء!) موضحا ما اعتقد بصحته، وماهو خطأ طباعي، وما ارتكبه شخصيا من اخطاء تعود أولا وأخيرا إلى أن اللغة العربية ليست من صميم تخصصه، إضافة إلى استحواذ مشكلة القارىء الذي استنجد به على تفكيره واستغراقه في إيجاد حل لها, ومرة أخرى يصله تعقيب آخر من نفس الشخص: تعقيبا أكثر حدة وقسوة من سابقه، الأمر الذي يفقد كاتبنا اتزانه فيرد هو الآخر بطريقة قاسية واستفزازية، فقط ليلج الاثنان في غياهب معمعة لغوية دارت رحاها على مسرح الجريدة بقذائف النحو والصرف والفية بن مالك وشرح ابن عقيل، ليناور الاثنان تاريخيا، فينقلان المعركة إلى ساحات عصور الجاهلية والمعلقات السبع وما هنالك من ضرورات شعرية، واستثناءات لغوية، وفصيح مهجور وخطأ مشهور,,، فتحتدم المعركة ويحمى الوطيس مرورا بفترة صدر الاسلام، فالعصرين الأموي والعباسي,, لينتهي بهما المطاف، فجأة، في بادية نجد ويلوكان ماحتمته صحراؤها الجرداء لغة واصطلاحا,, وهناك يلوح أمل لاتفاقية (وقف اطلاق النار!)، ولكن وبعد مفاوضات ومفاوضات تفشل المفاوضات ليعاودا الكرة (للكر والفر!) فيجلجلان بلسان تميم فلسان الحجاز، نزولا عبر تضاريس تهامة (وحرفها!)، فيدخلان في أنفاق (لغة أكلوني البراغيث)، ويشتد ويشتد أوار المعركة ويأخذ منحى آخر، الآن بدأت حرب (المدن) أقصد حرب النسب والحسب حيث يأخذ كل منهما بتبادل رجم صواريخ (غض الطرف إنك,,) وإلقاء قنابل (أولئك آبائي,,)، وفي خضم هذا وذاك، وبعد التعجب والانهاك (والفشيلة!)، لا يجدان خيارا سوى إلقاء السلاح ولو مؤقتا، وهكذا ينزويان في دهاليز (استراحة المحارب) ليلعقا جراح حرب داحس والغبراء اللغوية, في تلك الاثناء، يفيق كاتبنا على أصداء (رسالة) بريدية مختزلة فحواها: ,, سامحك الله يا كاتبنا العزيز، أناشدك بالله ماذا جنيت من معركة خاسرة منذ البداية؟! ماذا استفاد قارىء الجريدة؟ بالمناسبة، هل ما زلت تتذكر الشخص الذي تكفلت بمساعدته لحل مشكلته المزمنة؟,, إنه أنا يا دكتور! ,, حينها، تصيب كاتبنا المثخن الجراح أصلا انتكاسة نفسية، فلا يجد له مخرجا سوى المسارعة بتدوين رسالة إلى هذا القارىء المريض ابتداء مناشدا إياه بمساعدته وعدم تركه وحاله، فقط (ليبلش!) هذا القارىء المسكين بتطبيب هذا الكاتب ولسان حاله يردد:,,, (الله لا يعيدها من فزعة يا دكتور!),,, ولا يزال العلاج مستمراً!!
للتواصل ص,ب4206 رمز 11491الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved