أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 8th July,2000العدد:10145الطبعةالاولـيالسبت 6 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

وسميات
أجمل الهدايا
راشد الحمدان
لا شك أن الذي يقرِّب القلوب بعضها من بعض,,ويجدد العلاقات هي الهدية ولذلك جاء في الحديث,, تهادوا تحابوا,, لان الهدية هي ذكر للصديق والغريب خاصة بعد,, تناءٍ وفراق,, وكنا ونحن في سن المراهقة,, نتهادى الصور ونكتب خلفها عبارة,, الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان,, كنا نكتب هذه العبارة,, ولا نعرف ما هو الناقوس,, وإن كنا ندرك أنه شيء يلعلع,, والهاون، أو النجر كما هو معروف هنا له لعلعة توقظ النوام حتى لو كان نوم الواحد منهم أثقل من جبل ثور, ولا شك أن تلك العبارة قد التقطها أول من استعملها من المترجمات ,, خاصة إذا كان هذا الشخص ممن عاش فترة من عمره في جبل لبنان ,, حيث تكثر النواقيس,, والمحبون والعاشقون يهتمون بالورد كهدايا ,,فهو تعبير في حمرته عن تدفق الدم في شرايين القلوب المدنفة ,, بسبب سرعة الدق , وفي شمه راحة للنفس المحبة ,, وبعض الظرفاء يهدي صاحبه ما يميل إليه , وما تألفه نفسه، وليس أجمل لدى البخلاء من إهداء مائدة ذات أصناف متعددة من الأطعمة يدفع ثمنها من يهديها إليهم, وفي زماننا هذا يهدي بعض الكتّاب مطبوعاتهم لعدد من الكتّاب فقط,, من أجل أن يساعدوا في الإعلان عنها عبر زواياهم.
وبالأمس فاجأني صديق حبيب إلى نفسي هو اللواء عبدالله البراهيم الجبير شقيق معالي الشيخ محمد الجبير رئيس مجلس الشورى بهدية بمناسبة سكني في منزلي الجديد,, كانت مفاجأة سارة, جعلت أم العيال تعيد النظر في تعاملها معي ,, حيث بدأت الصور تتسارع إلى الوراء حوالي أربعين عاماً, كانت الهدية هي صورتان لي عندما كنت في العشرين من عمري حتى انني ظللت أبحلق بنظارتي التي لم تعد هي الأخرى ترى جيداً, أبحلق ولا أصدق أن الذي أشاهده أنا ومع هذا لا يزال الواحد منا يبلغ الستين ويظن أنه صاحب القلب الأخضر كما يقولون, وتذكرت دعابة ساخرة لأحد الزملاء حيث قال: قد يأتي زمان إذا بلغ فيه الواحد منا عشرين عاما قالوا : سيفطمه أهله,, فإذا وصل الأربعين قالوا إنه مراهق, فإذا تخطى الستين قالوا : سيتخرج من الجامعة، أما إذا بلغ السبعين فما فوق قالوا: يبحث عن عروس , هكذا يتخيل الإنسان السنين ليتمتع بمراهقة مستمرة ,, وإهداء الصديق اللواء عبدالله هذه الهدية ومفاجأته لي بها ,, أعتبرها أجمل هدية وأحسن مفاجأة وهي تبين وفاءه المستمر حيث احتفظ كل هذه السنين بهذه الصور لديه ,, لقد سكنت بجسمي الكهل في بيتي الجديد,, لكنني سكنت بعمري المراهق بتلك الصور ,, فكان تضاداً جدد الحياة ,, شكراً لأبي إبراهيم.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved