أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 10th July,2000العدد:10147الطبعةالاولـيالأثنين 8 ,ربيع الثاني 1421

العالم اليوم

أضواء
كامب ديفيد 3
الحجارة من على مائدة المفاوضات
جاسر عبدالعزيز الجاسر
بدءاً من مساء اليوم الاثنين تدخل اجتماعات قمة كامب ديفيد الثانية مرحلة الجد، وتتوقف المشاحنات الاعلامية والسياسية التي تبارى الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي، والتي ذهب فيها الاسرائيليون الى نهاياتها القصوى حيث صوروا في خلال مواقف الاحزاب اليمينية المتشددة بأن باراك يتوجه الى كامب ديفيد وهو يقدم على التنازل عن قضايا ستهدد امن اسرائيل، وهو ما وجد صدى لدى باراك شخصياً الذي اشهر لاءاته الخمسة قبل ان يغادر فلسطين المحتلة مما افرغ القمة في محتوياتها في حين يتوجه ياسر عرفات مصحوباً بوفد فلسطيني كبير يضم اقطاباً من المعارضة الفلسطينية في لفتة لن تغيب عن نظر الامريكيين والاسرائيليين معاً اذ ان الرئيس الفلسطيني الذي يصل الى كامب ديفيد وهو خاض الوفاض في اي تنازلات حيث قدم في المفاوضات التمهيدية كل ما يمكن ان يقدمه، ولم يبق لديه شيء يقدمه حيث تبقى فقط حقوق لا يمكن ان يفرط بها احد ولا يتحمل وحده الموافقة على التنازل اي شيء منها وبالذات قضايا القدس والحدود واللاجئين وبقاء المستوطنات ولذلك فقد اصطحب معه كل ممثلي فصائل المعارضة الفلسطينية الذين وافقوا على المشاركة في الوفد الذي سيبحث الوضع النهائي وتوقيع سلام دائم مع الاسرائيليين!
وضع عرفات وضع حرج وحاسم في هذه القمة التي اما أن تتوج بنضال شخصي لعرفات استمر قرابة النصف قرن وإما نسف التاريخ النضالي له، ولهذا فإن كل الدلائل تشير بأنه سيكون هذه المرة صلباً,, وصلباً جداً ولن يخضع للضغوط الامريكية والمناورات الاسرائيلية، وهو في الوقت نفسه لا يملك القدرة على الموافقة على ما يطلبه الاسرائيليون وبالذات في موضوع القدس، لا نفسياً ولا شعبياً ولا حتى قانونياً.
نفسياً ان عرفات ابن القدس والذي اقسم ان يؤدي الصلاة في المسجد الاقصى عند تحريرها والذي يتحاشى النظر الى قبة الصخرة عندما تمر طائرته فوق القدس لا يمكن له ان يوافق على ابقائها تحت الاحتلال الاسرائيلي وان يبصم على ذلك .
شعبياً لا يمكن لعرفات وغير عرفات ان يغامر ان يعقد صفقة مع الاسرائيلين يتنازل فيها عن القدس وابقاء المستوطنات وتعديلات الحدود ويحرم عودة اللاجئين الفلسطينيين، وهو يعلم ان شعب الفلسطيني بأجمعه يرفض كل ذلك وان هذا الشعب الذي دفع العديد من ابنائه ارواحهم شهداء لهذه المطالب ان يقبلوا ضياع كل ذلك ويعلم ان حساب هذا الشعب سيكون عسيراً وعسيراً جداً.
قانونياً: لا الشرعية الدولية ممثلة بقرارات مجلس الامن 194 و 242 و 338 ولا قرارات الهيئات الفلسطينية من المجلس الوطني الفلسطيني ولا المجلس المركزي الفلسطيني ولا البرلمان الفلسطيني ولا القرارات العربية والاسلامية فقط الحق لا لياسر عرفات ولا لكل المجتمعين في كامب ديفيد ان يعقدوا اتفاقاً يحرم الفلسطينين والعرب والمسلمين من مقدساتهم وحقوقهم المشروعة.
كل هذا يجعل من عرفات مفاوضاً صلباً وعنيداً مسلحاً بثلاثة اسلحة قوية وهي قرارات الشرعية الدولية وقرب استحقاقات مرحلة التفاوض السابقة وبالذات اعلان الدولة الفلسطينية واخيراً السلاح الاقوى الاحتكام الى الشعب الفلسطيني الذي لن يجد امامه سوى العودة الى سلاحه المفضل,, الحجارة التي ستكون قادرة على ابرام اتفاق افضل من اي اتفاقات لمنتجع كامب ديفيد.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved