أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th July,2000العدد:10148الطبعةالاولـيالثلاثاء 9 ,ربيع الثاني 1421

العالم اليوم

اللاجئون الفلسطينيون لايعلقون آمالاً كبيرة على القمة
عرفات إلى كامب ديفيد مسلحاً برصيد 40 عاماً من النضال ضد إسرائيل
* غزة (أ,ف,ب)
يتوجه رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات إلى قمة كامب ديفيد اليوم الثلاثاء مسلحا بما جسده من كفاح طوال أربعين عاماً للدفاع عن المصالح الفلسطينية وعن قيام الدولة الفلسطينية العتيدة.
تميز عرفات دائماً بصلابته وعناده، وهو يقبض اليوم بيد من حديد على مناطق فلسطينية مجزأة ومفككة في الضفة الغربية وقطاع غزة يأمل بأن يحولها إلى دولة معترف بها بحلول الثالث عشر من أيلول /سبتمبر المقبل.
ولد محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني في الرابع من آب/ اغسطس 1929 في القاهرة وامضى طفولته بين القدس والقاهرة, إلا أن الموقع التابع له على الانترنت يؤكد أنه ولد في القدس في فلسطين .
وعندما بلغ ال 18 من العمر كان شاهدا على النكبة مع قيام دولة اسرائيل عام 1948 على قسم كبير من أراضي فلسطين ونزوح اللاجئين والهزيمة المهينة التي واجهتها الجيوش العربية.
وقرر عندها العودة إلى القاهرة حيث درس الهندسة المدنية وانخرط في أوساط الناشطين الفلسطينيين في جامعة القاهرة.
وأسس عرفات في نهاية الخمسينات عندما كان يعمل كمهندس في الكويت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح), وتولى عام 1969 رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية داعيا إلى الكفاح المسلح من دون رحمة ضد الكيان الصهيوني بعد هزيمة الدول العربية واحتلال اسرائيل المزيد من الأراضي في حرب 1967.
عزز عرفات سيطرته على رأس منظمة التحرير الفلسطينية مستندا إلى شخصيته القوية وإلى حدس اتاح له الافلات من أشد المواقف حرجا.
بعد أن طردته القوات المسلحة الأردنية من الأردن عام 1970 اثر معارك شرسة انتقل عرفات إلى لبنان ليجد نفسه عام 1982 محاصرا في قلب العاصمة اللبنانية من الجيش الاسرائيلي نفسه, فكان نزوحه الجديد إلى تونس عام 1982 التي بقي فيها حتى العام 1994.
استفاد عرفات من اندلاع الانتفاضة في خريف 1988 لتعزيز موقعه التفاوضي مع اسرائيل وصولا إلى اتفاق الحكم الذاتي الذي وقعه في حديقة البيت الأبيض في ايلول/ سبتمبر 1993 مع رئيس الحكومة الاسرائيلية اسحق رابين.
ونال عرفات مع رابين وشيمون بيريز جائزة نوبل للسلام عام 1994.
في تموز/ يوليو 1994 عاد عرفات مظفرا إلى الأراضي الفلسطينية وانتخب رئيسا للسلطة الفلسطينية بأكثرية كبيرة عام 1996.
إلا أن حلمه الكبير يبقى الصلاة في المسجد الأقصى وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وتسيطر السلطة الفلسطينية حاليا كليا أو جزئيا على 65 بالمائة من قطاع غزة وعلى 40 بالمائة من الضفة الغربية إلا أن نفوذها يبقى مرتبطا كثيرا بالسلطات الاسرائيلية.
ولايزال عرفات الذي سيحتفل بعيد ميلاده ال 71 في آب/ اغسطس المقبل يعمل لساعات طويلة يوميا من دون انقطاع ويكثر من أسفاره حول العالم باحثا عن دعم سياسي ومادي لدولته المقبلة رغم بعض المتاعب الصحية التي بدأ يعاني منها.
وتزوج عرفات عام 1992 من سهى الطويل الفلسطينية المسيحية ورزق منها ابنة اسمها زهوة.
اللاجئون لايعلقون آمالاً كبيرة
وفي رام الله لا يحدو اللاجىء الفلسطيني خميس ذيب الذي تجاوز العقد السابع من عمره أي أمل في أن تتيح له مفاوضات كامب ديفيد التي تبدأ اليوم الثلاثاء العودة إلى قريته النعاني القريبة من مدينة الرملة في اسرائيل اليوم، والتي طرد منها قبل أكثر من خمسين عاماً.
ويقطن ذيب في مخيم الأمعري المحاذي لمدينة رام الله بالضفة الغربية والذي يضم قرابة سبعة آلاف لاجىء مثله, وقال لفرانس برس وهو يرتب بعض البضائع الجديدة في دكانه الصغير لا اؤمن بغير القوة للعودة إلى وطني,, هذه مباحثات فارغة والأمريكان والاسرائيليون يناورون ويضحكون علينا .
ويضيف ذيب بلهجة غاضبة امريكا لعبة بيد اسرائيل ولن تكون يوما حكما عادلا,, فمن الذي يسلح اسرائيل ويحميها,, أليس امريكا؟! .
وتوسع مخيم الأمعري الذي انشأته وكالة غوث اللاجئين (الاونروا) في 1950 خلال السنوات الماضية بحيث تداخلت منازله مع مدينتي رام الله والبيرة المجاورتين وبات وكأنه أحد الأحياء التابعة لهما.
ويقطن المخيم لاجئون من مدينتي اللد والرملة وقريتي النعاني وأبو شوشة التي أصبحت منذ العام 1948 جزءاً من الدولة العبرية.
وفي المقابل يبدي الجيل الأكثر شبابا من اللاجئين اهتماما وتفاعلا أكبر مع موضوع المفاوضات حيث يرى عبد الجابر الهودلي (36عاما) أنهدف المفاوضات الجارية هو الحصول على الحقوق الفلسطينية .
وبالرغم من اقتناع الهودلي بالمفاوضات كأسلوب للحصول على الحقوق الفلسطينية إلا أنه لايتوقع أن تحقق قمة كامب ديفيد أي شيء جوهري في عدد من القضايا الأساسية .
ويعتبر أن هذه المفاوضات قد تحقق تقدما فيما يخص قيام الدولة الفلسطينية إلا أنها لن تحقق شيئاً جوهرياً بخصوص اللاجئين والمستوطنات والقدس .
وأضاف لا أتوقع بعد 50 عاماً من الصراع المرير أن يأتي الاسرائيليون ويقولوا لنا تفضلوا عودوا إلى دياركم وسنقوم نحن باخراج المستوطنين .
ويبدي الهودلي وعدد آخر من الشبان اللاجئين ثقة بقدرات المفاوض الفلسطيني وامكاناته في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية غير أنهم يرون أن مايجعل المفاوضات صعبة ومعقدة هو تعنت ومراوغة اسرائيل المدعومة بالكامل من الولايات المتحدة .
وقال حمزة أبو محمد (53عاماً) من مخيم الجلزون أعتقد أن على المفاوض الفلسطيني الاستمرار في التفاوض في كل الظروف مهما طال الزمن,, فالعدو الاسرائيلي يريدنا أن نيأس وهو يستخدم عامل الوقت ضدنا .
ويقع مخيم الجلزون الذي انشأته وكالة الاونروا عام 1953 شمالي مدينة رام الله, وتلتصق به تقريبا مستوطنة بيت ايل اليهودية التي أقيمت في العام 1973 حيث ان بامكان تلاميذ مدرسة المخيم مشاهدتها عن قرب من نوافذ غرفهم المدرسية.
ويؤكد رياض نايف (35عاماً) وهو مسؤول حركة فتح في مخيم الجلزون أن حق العودة ليس القضية الوحيدة التي تستأثر باهتمام اللاجئين بل يرون أنها مترابطة مع كافة القضايا الأخرى وهي القدس والمستوطنات واستعادة الأراضي .
وقال نايف في هذا السياق ان تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وان يتم اجلاء المستوطنين وتحرير الأرض الفلسطينية كاملة هي من ثوابت مواقفنا الوطنية وتحتل بالنسبة لنا الأهمية نفسها لحق العودة .
وكان ممثلو ثمانية مخيمات للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية عقدوا ليل أمس الاول اجتماعا للبحث في سلسلة فعاليات سيبدءون بها اليوم وتشمل مسيرات واعتصامات، وذلك دعما للمفاوض الفلسطيني ومطالبة له في الوقت نفسه بالتمسك بالثوابت الفلسطينية وعدم التنازل عن أي منها.
ويتحدث عدد كبير من اللاجئين عن محاولات لتوطينهم في أماكن إقامتهم الحالية ويقدمون في هذا السياق أمثلة عن تدني الخدمات التي تقدمها الاونروا إلى مستويات لم يسبق لها مثيل.
ويقول نايف لم يعد هناك أي دور لوكالة الغوث في مخيم الجلزون سوى أعمال جمع القمامة مشيرا إلى أن 2% من سكان المخيم فقط يستفيدون من بعض التقديمات الاجتماعية وكذلك إلى مساع لربط الخدمات الأخرى التي يحتاجها المخيم بالسلطة الفلسطينية .
أما بخصوص موضوع التعويضات فيقول مسؤولون في حركة فتح (يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات) انهم يشنون حملة بين اللاجئين لرفضها باعتبارها من المحظورات .
وقال جمال لافي عضو قيادة منطقة القدس في الحركة ان قضية التعويض مرفوضة جملة وتفصيلاً من قبلنا وسنعمل على مناهضتها بكل قوة .
وعبر عدد كبير من سكان هذه المخيمات عن تأييدهم لما طرحته القيادة الفلسطينية بالأمس من أنها ستجري استفتاء شعبياً على أي اتفاق نهائي تبرمه مع اسرائيل, وقال عليان الهندي (40عاماً) ان على القيادة الفلسطينية احترام رأي شعبها لذلك فالاستفتاء ضروري جداً .
وأضاف إذا كان (رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك) سيجري استفتاء على قضايا ليس للاسرائيليين فيها أي حقوق,, فكيف باتفاق يقرر مصيرنا ومستقبلنا .

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved