أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th July,2000العدد:10151الطبعةالاولـيالجمعة 12 ,ربيع الثاني 1421

الريـاضيـة

سامحونا
مراكز صيفية أم غازية!!
أحمد العلولا
ما إن فرغ إمام مسجد الحي من تأدية صلاة المغرب حتى نهض ذلك الفتى اليافع الذي لم يتجاوز عمره سن السادسة عشرة من الصف ليقف ممسكاً بالمايكروفون بعد أن استأذن من الامام للتحدث عدة دقائق.
,, كان ماشاء الله خطيباً بارعاً ومفوهاً ولقد ارتجل كلمته التوعوية بلسان فصيح طلق,.
خرج الجميع من المسجد والكل يمتدح ويبارك لأسرة الشاب بما منحه الله من صلاح وتقوى وموهبة الخطابة وفن الالقاء.
,, وفي الطريق قافلين إلى بيوتنا قال أحد الإخوة الأعزاء,, انظر إلى يمينك فهذه المدرسة التي تحولت إلى مركز صيفي أثناء العطلة يستحق كذلك مزيداً من التقدير والاعجاب,, ووزارة المعارف أحسنت صنعاً في استغلال وقت الفراغ حيث افتتحت مئات المراكز الصيفية على مستوى مدن وقرى المملكة وهيأت الامكانات المتاحة بهدف تنمية واستثمار قدرات ومواهب الطلبة والعمل على بناء وصقل شخصية كل طالب من خلال اتاحة الفرصة أمامه للتوجه للنشاط الذي يتوافق مع ميوله وتطلعاته.
,, كان محدثي ينتظر مني تعليقاً سريعاً على ما أورده فقلت: أشاركك الرأي بقوة وبدون تردد , , فالمراكز الصيفية التي ستغلق أبوابها وللأسف الاحد القادم,, يعتبر (مبكراً) و(تو الصيف توة) بدلاً من (نهار) الفنان البحريني أحمد الجميري!!,, لها تلك المراكز ايجابياتها ولكن هل المطلوب منا التغني بذلك وصرف النظر عن الوقوف عند السلبيات أو مناقشتها لكي تستفيد منها وزارة المعارف مستقبلاً,, فالتقارير المرفوعة للمسؤولين عن نشاطات المراكز ستكون غنية بالعاطفة,, و(الصورة) زاهية الألوان,, حتى وان كانت (ابيض وأسود) على أرض الواقع.
,, (وتقريرنا) نحن أولياء أمور الطلبة والمرتبطين بصلة حسن الجوار مع تلك المراكز نأمل أن يأخد طريقه مباشرة إلى معالي وزير المعارف للاطلاع والنظر في عدد من الجوانب السلبية التي لمسناها وتعايشنا معها عن كثب,, ولانريد لهذا التقرير أن يتوقف كالنقل الجماعي عند نقاط معينة,, عندئذ قد يضل طريقه لمكتب الوزير بكلمة (يحفظ) (وكأننا يا بوزيد ما غزينا) لذا نقول والمراكز الصيفية لها ايجابياتها كانت تعج كذلك بالسلبيات التي من بينها:
أولاً: حشر الطلبة في الفصول الدراسية فكم من طالب (خرج ولم يعد) منذ اليوم الأول وحينما يواجه بالسؤال من قبل ولي أمره تأتي الاجابة (ما صدقنا نخرج من المدرسة حتى نعود لها مرة أخرى).
ثانياً: المبالغة من جانب أكثرية المراكز في المحاضرات التي ترتبط بموضوع واحد دون تناول موضوعات تمس سلوكيات الحياة اليومية!
ثالثاً: فتح الباب على مصراعيه للبوفيهات (والبسطات) ولا يعرف (ملّاكها) والجهة المستفيدة من عوائدها المالية,, والتي تبيع للطلبة المشروبات الغازية الممنوعة من قبل معالي الوزير الذي يدرك جيداً مدى خطورتها على صحة الابناء! ولا عجب إن قام أحد بزيارة ولو (خاطفة) لأي من تلك المراكز فشاهد (تلالاً) جبلية من المخلفات والقاذورات داخل المدرسة وخارجها,, وهذه تمثل معاناة يومية للبيوت المجاورة فضلاً عن وقوف السيارات أمام مداخل البيوت!!
رابعاً: ان العديد من الأنشطة كانت مجرد حبر على ورق,, ولم تأخذ طريقها للتنفيذ,, والمسببات معروفة!
خامساً: قصور واضح جداً في مد جسور التعاون والتواصل مع أولياء أمور الطلبة ودعوتهم للمشاركة وتبادل الرأي في مسائل تخدم المصلحة العامة.
,, وختاماً: فإن كانت المراكز الصيفية على مستوى الرياض قد احتضنت حوالي 30 ألف طالب صيف هذا العام,, وهو بكل تأكيد يعتبر رقماً متواضعاً، فإن اجراء دراسة شمولية على منهجية تلك المراكز ودورها وتأثيرها ونوعية الأنشطة ومدى استجابة الطلبة لها وكيفية تقويم المراكز,, والاستفادة من المقترحات والآراء البناءة لتفعيل دورها بطريقة تستهدف تقدمها لتصبح مراكز (جذب) لجموع الطلبة بدلاً من البحث عن مراكز بديلة (تجارية) أو تفضيل مراكز (الثمامة) وما جاورها,, لاسيما في حالة الغياب الدائم لما يسمى ب اتحاد الرياضة للجميع ,, وسامحونا!!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved