أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 26th July,2000العدد:10163الطبعةالاولـيالاربعاء 24 ,ربيع الثاني 1421

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
شمولية القضايا
د, محمد الكثيري
السؤال الذي يقفز في مقدمة رأس المتأمل في قضايانا الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من القضايا العامة هو عن مدى التقدم الذي نحرزه بين يوم وآخر في معالجة تلك القضايا, تحديدا قضايا مثل السعودة او القبول في الجامعات أو حتى المرور وتوفير الخدمات الصحية للمواطن، ما هو التقدم الذي تم بشأنها قبل خمس سنوات مثلا والآن, ولنكن أكثر انصافا، ما هو التطور الملموس الذي حدث في معالجة تلك الأمور منذ ذلك الوقت وحتى هذه اللحظة بدرجة يلمسها المواطن قبل المسؤول المساهم في معالجة هذه القضية أو تلك, يبدو اننا لسنا في حاجة لاستحضار الأدلة لإثبات الاجابة، ولكن الأهم هو لماذا وبالرغم من الجهود التي تبذل والحديث الإعلامي الذي لا ينقطع لم تصل الإنجازات الى مستوى الأمنيات؟ ولماذا ظلت الكثير من القضايا على حالها قبل فترة من الوقت بل وفي بعض الأحيان ازدادت سوءاً.
لا استطيع ان أقدم إجابة قاطعة، ولكن المتأمل يلحظ ان غياب النظرة الشمولية لهذه القضايا قد تكون أحد الأسباب الهامة في ضعف المعالجة, ولنأخذ قضية مثل القبول في الجامعات والتي نلقي اللوم فيها على هذه المؤسسات التعليمية دون بحث علاقة الجهات الأخرى بالموضوع، ماهو دور التعليم الفني والتقني والتعليم البديل للتعليم الجامعي؟! وما هي مسؤولية وزارة مثل وزارة التخطيط في إيجاد تصور لذلك الزخم الهائل والاعداد المخفية التي بدأت تقذف بها مؤسسات ما قبل التعليم الجامعي والتي تأخذ في الازدياد عاما بعد آخر؟! وكأنه من الصعب التنبؤ بمثل تلك الاعداد وإيجاد الخطط التعليمية المناسبة لاستيعابها منذ اليوم الأول لولادتها.
الأمر نفسه ينطبق على قضية مثل السعودة, والتي نسعى لحلها من خلال جهود فردية مشتتة هنا وهناك دون إعطاء الجوانب التربوية والاجتماعية حقها من العناية والاهتمام, بل ان الأمر اختصر في معادلة يقف في جانبها الأيمن القطاع الخاص الرافض لتوظيف الشباب السعودي وفي طرفها الآخر الشاب المترف الذي لا يريد أن يعمل في ذلك القطاع, الموقف ذاته ينطبق على المشكلة المرورية والتي لم تناقش بعد في سياقها العام بكافة ابعاده السلوكية والتربوية والأخلاقية وما تفرزه من أنانية وحب للذات تتضح ليس في تعامل الكثير منا مع الجانب المروري فقط ولكن في كافة جوانب الحياة.
خلاصة الحديث، ان النظرة لتشخيص مشاكلنا ومن ثم إيجاد الرؤية المناسبة لحلها لم ترق بعد الى مستوى النظرة الشمولية القادرة على تفهم مثل تلك القضايا والسعي للاحاطة بكافة العوامل المرتبطة بها,
ولكنها محاولات تركز كثيرا على العامل الأبرز ذي العلاقة المباشرة دون العمل الجاد لتوسيع الدائرة لاستيعاب جميع المؤثرات,
وما لم نصل الى تلك المرحلة ومالم تتوفر لدينا مثل تلك النظرة فإن تقدمنا في إيجاد الحلول المناسبة لما نواجهه من قضايا سيظل بطيئا ان لم يقف في الكثير من الأحيان.
Kathri@sol net.sa

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved