أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 29th July,2000العدد:10166الطبعةالاولـيالسبت 27 ,ربيع الثاني 1421

متابعة

في انتخابات الرئاسة الإسرائيلية بعد غدٍ
بيريز الأكثر حظوظاً بالفوز يواجه حظه الخاسر دائماً
* القدس د,ب,أ
للوهلة الاولى يبدو سباق الرئاسة الاسرائيلي واحدا من اكثر المنافسات السياسية غير المتكافئة على مدى تاريخ إسرائيل.
وسوف ينتهي هذا التنافس يوم الاثنين المقبل عندما يصوت البرلمان على اختيار خليفة للرئيس الحالي عيزرا فايتسمان الذي أجبر على تقديم استقالته في وقت سابق هذا الشهر، بعد اكتشاف سوء تصرفه في معاملات مالية مع رجل أعمال فرنسي بارز.
وعلى الورق فان مرشح الحكومة شيمون بيريز يبدو الشخصية ذات الحظ الأوفر في الفوز ارتكازا على سجله الطويل والحافل في الخدمة العامة الذي يتضمن شغله مناصب رئاسة الوزراء ووزير الدفاع ووزير الخارجية وهي المناصب التي توجها بحصوله على جائزة نوبل للسلام في عام 1994م.
وينافس بيريز في سباق الرئاسة موشي كاتزاف المدعوم من نواب المعارضة وغير المعروف تماما خارج اسرائيل.
أما داخل اسرائيل فإنه معروف جيدا بأنه وزير صهيوني ملتزم,,!! لم يثر أبدا أي زوابع أثناء توليه منصبه ولكنه لم يحتل كذلك رؤوس العناوين في الصحف ووسائل الاعلام.
ومع ذلك فإن كاتزاف يرفض الاعتراف بالهزيمة، حتى إن الأمر وصل به الى حد السماح لنفسه بالقول: ان منصب الرئاسة مضمون في جيبه .
وظاهريا على الأقل فإن ثقة كاتزاف انما ترتكز على عملية حسابية بسيطة للتوجهات الحالية داخل الكنيست الذي لا يحظى الائتلاف الحاكم فيه الا بتأييد نسبة لا تتعدى ثلث أعضائه البالغ عددهم 120 نائبا.
ويضمن كاتزاف تأييد المعارضة اليمينية ليس فقط لأنه واحد منها ولكن أيضا لما تكنه المعارضة من كراهية للآراء السياسية التي يؤمن بها بيريز الذي تعتبره من الحمائم.
ويأمل كاتزاف أيضا ان تمنحه الأحزاب الدينية المتطرفة والأحزاب التي تمثل عرب اسرائيل دعما كافيا يرجح كفة اختياره.
ويعتمد كاتزاف بصفة خاصة على الاحزاب الدينية المتشددة التي يعتقد بأنها ستفضله حيث إنه يعتبر، على النقيض من بيريز يهوديا ملتزماً ومنذ أصبح مرشحا للرئاسة حرص على إبراز ارتباطه واحترامه للتقاليد والعادات اليهودية.
وأكثر من ذلك فإن كاتزاف ينتمي الى طائفة اليهود السيفارديم ذوي الأصول الشمال أفريقية أو الشرق أوسطية وهو الأمر الذي يستحث بصفة خاصة حزب شاس الديني المتطرف الذي يمثل طائفة السيفارديم، على تأييده ومنحه أصوات نوابه البرلمانيين.
ويذكر انه ينظر الى حزب شاس على أنه بمقاعده السبعة عشر التي يشغلها في الكنيست، قادر على التحكم في نتيجة أي انتخابات وقد قام كل من كاتزاف وبيريز بشعائر حج خاصة من أجل لقاء الحاخام أوفاديا يوسف الزعيم الروحي القوي لحزب شاس التي مازالت كلمته تعتبر بمثابة قانون داخل الحزب.
وبالرغم من ان كاتزاف كان مؤدبا للغاية في ألا يقول ذلك أمام العامة، الا أنه ربما يعتمد أيضا على سمعة بيريز بأنه الخاسر الدائم في السياسة الاسرائيلية وباعتباره الرجل الذي يستطيع ان ينافس نفسه فقط ثم يخسر كما تردد النكات الاسرائيلية.
والمعروف أن بيريز لم يفز مطلقا بشكل قاطع وصريح في أي انتخابات برلمانية في اسرائيل وكانت أكبر انتصاراته وضوحا في عام 1984م عندما قاد حزب العمل الى تحقيق فوز هزيل على حزب ليكود اليميني غير ان بيريز لم يستطع تشكيل حكومة ائتلافية آنذاك واضطر الى القبول بتشكيل حكومة وحدة وطنية تقاسم رئاستها دوريا كل عامين مع زعيم ليكود اسحق شامير,وقد تساءل بيريز ذات مرة أمام مؤتمر لحزبه، العمل، إنهم يقولون: انني خاسر، فهل أنا خاسر وقد فوجئ عندما رد بعض المندوبين قائلين بصوت عال نعم .
ويتعين على بيريز أيضا ان يتعايش مع سمعة ألصقت به باعتباره مدبر مكائد لا يكل , وقد أطلق عليه هذا الوصف رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحاق رابين خلال فترة ولايته الاولى كرئيس للوزراء من عام 1974م وحتى عام 1977م حينما كان بيريز وزيرا للدفاع.
ومن ناحية أخرى فإن كاتزاف لم يكن له أعداء طوال سنوات خدمته العامة.
وقد دخل كاتزاف الكنيست في عام 1977م وعمل وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية، ثم نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للسياحة.
ومع ذلك فإن التاريخ ربما يكون ضد كاتزاف حيث لم يتم مطلقا على مدى تاريخ اسرائيل انتخاب مرشح عن اليمين للرئاسة حتى عندما كان اليمين في السلطة ويتمتع بالأغلبية داخل الكنيست.
ويبدو كاتزاف ومؤيدوه مقتنعين تماما بأنهم سوف يكسرون هذه المرة سلسلة الخسائر المتصلة لليمين في هذا المنصب.
الا ان هناك آخرين ما زالوا متشككين بهذا الشأن.
وقد أظهر البرنامج الهجائي التلفزيوني الاسرائيلي الهارتزوفيم مؤخرا شخصية بيريز وهي تقول: ان كاتزاف أوشك على دخول موسوعة جينس للأرقام القياسية باعتباره أول رجل على الاطلاق يخسر انتخابات أمام شيمون بيريز .

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved