أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 5th August,2000العدد:10173الطبعةالاولـيالسبت 5 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

حَدِّث الناس بما يعقلون:1 التيسير عن قاعدة أولى
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
تنبيه :
المعارف تتداخل، والمناسبات تَطرأُ؛ وإذن فلا غضاضة إن انتقلت من حلقتين أو ثلاث في أحكام السفر إلى حديث عن سوسير، أو كامو، أو مأمون الشناوي، ثم أعود إلى ما أنا فيه من أحكام السفر، ثم أعود إلى ما أنا فيه من كلام عن كامو,, إلخ,, إلخ.
وها هنا طرأت مناسبة اقتضت الانصراف عن أحكام السفر فترة قصيرة، وذلك هو ماكتبه نزار رفيق بشير بعنوانين استفزازيين فيهما مع مقدمة حديثِهِ التمظهر بالإمامة في العلم والاجتهاد المطلق، والأستاذية؛ فيأخذ (من مشاربي العلمية العديدة) ما يأخذ ويرد ما يرد!!,, ولا أكره ذلك إذا كان عن أهلية علمية، وحصافة فكرية,, وكثرة المجتهدين بهذا المستوى غبطة لكاتب هذه السطور، وغنم له.
ومن الاستفزاز والتمظهر عباراتاإملائية والعجيبة .
قال أبو عبدالرحمن: أسلفت غبطتي بالاجتهاد عن أهلية، ولكن أحزنني أن سياق نزار من أوله إلى آخره أمعية اتباعية لا تحسن الاحتجاج لمألوفه الخاطِإ، ودعك من استيعابه لحجج الحق التي تدمغ مألوفه,, وكل سياقه من باب الليل ليل، والنهار نهار ، أو فسر الماأ بعد الجهد بالماإِ !!,,قال ابن هانإٍ الأندلسي عابثاً:


الليل ليل والنهار نهار
والبغل بغل والحمار حمار
والديك ديك والحمامة مثله
وكلاهما طير له منقار

قال ذلك عابثاً لينشد القصيدة الرائعة:
أليلتنا إذ أرسلتِ وارداً وَحفا (1)
وأنت يانزار حفظك الله قلت مثل ذلك جاداً؛ لأنه مبلغ علمك!!,, قلت: الليل ليل والنهار نهار عندما نقلت نقلاً حرفياً قاعدة الهمزة من كتاب قواعد الإملاإ للأستاذ عبدالسلام محمد هارون!!,, لماذا هذا العناأُ ياقرة العين؟!,,.
هل كانت إصلاحاتي في غياب عن قواعد القوم حتى تعلمني بها، أم أنها نقاش علمي فكري منصب على تلك القواعد؟!,, المنهج حفظك الله ليس في احتجاجك للدعوى بإعادتها كما هي، وإنما المنهج أن تدفع حجتي، وأن تنصر حجة القواعد المألوفة ببراهين ضرورية، أو أن تنقاد للحق طائعاً، أو أن تكون غير قادر على الاحتجاج فتقول: لا علم لي,, أو تصمت,, ثم اعلم رعاك الله أن المكتبات التجارية مَلِيأة بما يقرب من سبعين كتيباً تلقينياً لا اختلاف بينها إلا باختلاف أسماء مُألِّفيها,, أما كتب الحجة والنظر فمثل مباحث علماإ المجامع، ومثل المطالع النصرية للهوريني,,ولا أعلم كتاباً ألف في مستواه إلا كتاب فن الإملاإ في العربية للدكتور عبدالفتاح أحمد الحموز في سفرين كبيرين نفيسين,, وأستثني ما كان في مسائل جزئية مثل كتاب الدكتور رمضان عبدالتواب عن الهمزات.
قال أبو عبدالرحمن:ولا داعي لسرد كلام نزار بفصه ونصه، فهو موجود في العدد المحال إليه في هذه الجريدة (2)، وإنما أقف عنده وقفات، وأصدِّر كل وقفة بموجز رأيه على هذا النحو:
الوقفة الأولى: قال نزار:إملائية ابن عقيل ,, قال أبو عبدالرحمن: ذلك شرف لا أدعي منه إلا القدرة على الترجيح ببرهان نير,, وإلا فذلك الشرف هو إملاأُ جمهور العرب، واختيار أفذاذ العلماإ قبل الكتيبات التلقينية,, قال إمام أهل الكوفة بعد الكسائي أبو زكريا يحيى بن زياد الفراأُ 207 ه الذي أملى كتابه من حفظه:العرب تكتب يستهزئُ يستهزِأُ فيجعلون الهمزة مكتوبة بالألف في كل حالاتها,, يكتبون شيئ شيأ,, ومثله كثير في مصاحف عبدالله,, وفي مصحفنا: ويهيئ لكم: ويهيأ,, بالألف (3) وعزا ابن قتيبة 213 276 ه هذا الرسم إلى بعض العرب (4) ولقد غلب على الإمام أبي جعفر النحاس 338 ه إلف القاعدة المتأخرة، فتعقب الفراأَ بقوله: هذا شاذ بعيد يلزم قائله (5) أن يكتب يستهزئ بالألف، وهذا فيه من الإشكال ومخالفة الجماعة أغلظ وأقبح (6),, قال أبو عبدالرحمن: للفصل بين هاذين الإمامين مناسبة تأتي، وليس الغرض من إيراد هذا الرأي اتباع متقدم أو متأخر بلا حجة، وإنما المهم تبيان أن هذا الرسم هو مذهب جمهور العرب قبل القواعد الكثيرة المعقدة، وليس ذلك إملائية ابن عقيل.
الوقفة الثانية: وصف هذه الإملائية بأنها عجيبة على سبيل الهجاإ,, قال أبو عبدالرحمن: العجب ليس مجرداً للهجاإ، بل غالب استعماله للمدح، وروعة الحق والجمال والخير,, ويأتي في القلة لضد ذلك إذا كان بغير برهان، أو عن جهل، أو عن شذوذ,, والشذوذ المذموم ما خرج عن الحق والخير والجمال، وأما ما شذ عن العرف البليد أو الباطل أو القبيح أو الشر: فذلك حسنة النُّزَّاع لا الشُّذَّاذ.
الوقفة الثالثة: يقول نزار: حدث الناس بما يعرفون ,, وهذا استعمال منه للمأثور في غير موضعه، وإنما المراد مستوى مدارك الناس بدلالة: أتريدون أن يُكذب الله ورسوله؟!,, فلا يُحدث العوام بما لا تقوى عليه مداركهم من دقائق الحقائق، ولا يُعَوَّمون باختلاف أهل العلم,, والمراد بالناس بعض المجتمعات والفآت، لأن ضرورة الحس والبرهان تنفي إرادة كل الناس,, وحجب العلم النافع المستجد، وحجب حججه الغائبة بدعوىحدث الناس بما يعرفون مقولة باطلة منكرة يمنع منها بعثة الله للأنبياإ والرسل عليهم الصلاة والسلام، وحث ورثتهم من المصلحين والمربين على الاقتداإ بهديهم وتبليغه، وحث الخلق على تعلم ما ينفع وما تمس إليه الحاجة من شُأُون الدين والدنيا حتى يعرف من لا يعرف.
وجملة حدثوا الناس,, أثر موقوف على علي رضي الله عنه,, قال البخاري رحمه الله تعالى في الباب 49 من كتاب العلم من صحيحه: حدثنا عبيد الله بن موسى: عن معروف بن خربوذ: عن أبي الطفيل: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يُكذب الله ورسوله !.
قال أبو عبدالرحمن: ليس هذا نهياً عن تعليم الناس ما يجهلون، أو المناظرة في العلم بالترجيح بين معلوماتهم كما في الرسم الإملائي,, وإنما المراد تحديثهم بما يفهمونه مما هو في مدارك عقولهم؛ ففرق بين هذا وبين إقرار الناس على الخطأ أو المرجوح؛ ولهذا ورد في إسناد آدم بن إياس في كتابهالعلم كما في فتح الباري :ودعوا ما ينكرون ,, أي يشتبه عليهم فهمه، والمراد من هم من العامة وأنا إنما أخاطب خاصة العلماإ في أمر دنيوي ؛ ولهذا قال الحافظ ابن حجر:فيه دليل على ان المتشابه لا ينبغي أن يذكر عند العامة، ومثله قول ابن مسعود رضي الله عنه في صحيح مسلم:ما أنت محدثاً قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ,, ثم ذكر الحافظ قضايا شرعية تمس جوهر العقيدة وظاهرها غير مراد؛ فتحديث العوام بها فتنة.
وقال العيني: وذلك لأن الشخص إذا سمع ما لا يفهمه ومالا يتصور إمكانه: يعتقد استحالته جهلاً فلا يصدق وجوده، فإذا أُسند إلى الله ورسوله يلزم تكذيبهما (7).
قال أبو عبدالرحمن: إذن استدلال نزار بهذا الأثر كالاستدلال بقوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر) على مقادير الزكاة في الإبل!!,, والله المستعان.
الوقفة الرابعة: إنني أناقش إشكال الإملاإ بلغة عربية مبينة، وبرهان مفصل المصدر والمأخذ من العقل والحس، وهذا قمة تحديث الناس بما يعرفون,, فإن كان نزار لا يعرف ما يكتب بأداإٍ من اللغة والعقل فعليه أن يتعلم ليعرف؛ فيأخذ مني علمي ولا يلزمني جهله.
الوقفة الخامسة: يقول نزار: واكتب لهم بما يألفون !!,, قال أبو عبدالرحمن: هاذه قاعدة خرقاأُ ترسِّخ الجهل، ولا يُفرح من تطبيقها بطلائع من العلماإ والمفكرين,, والسر في ذلك أنه جعل المألوف قيمة فكرية، وإنما القيم من ضرورات الفكر، وتجارب العقل العلمي (الأخلاق)، والحس الجمالي المثقف,, أما الإلف ففيه حق وجمال وخير، وفيه باطل وقبح وشر,, وفيه ما هو عن فكر خاطإ، وفيه ما هو عن تبعية بليدة.
الوقفة السادسة: يقول نزار: أتى علينا حين من الدهر (عشرون عاماً أو تزيد) ونحن نقرأ مقالات الشيخ أبي عبدالرحمن
قال أبو عبدالرحمن: ضمير الجمع في علينا ونحن مستهجنة على ألسنة الأئمة، مُأذِية على ألسنة الشداة.
الوقفة السابعة: مهَّد نزار لكلمته بقانون الأئمة أهل الاجتهاد مثل إن صح الحديث فهو مذهبي ؛ فهذا يعني الاختيار بالحجة والبرهان,, إلا أنه لم يطل فرحي بهذه القاعدة؛ لأنني لم أجد عنده غير إعادة الدعوى من كتاب الشيخ عبدالسلام هارون؛ فلم أجد عنده أي اختيار مبرهنٍ عليه، وإنما وجدت عنده الكسل العلمي والفكري بيعرفون ويألفون!!.
الوقفة الثامنة: يقول عن رسمي: يخالف كل طرق الكتابة,, لا في المملكة فحسب، بل في العالم العربي ,, قال أبو عبدالرحمن: سيأتي في كلامي من اجتهاد المحققين قديماً وحديثاً سعة الخلاف في الرسم,, والإجماع عند نزار هو كتيبات التلقين التي أسلفت ذكرها، وقد ضاق بها العلماأُ والمحقوقون كما يأتي بيانه إن شاأ الله.
الوقفة التاسعة: وها هنا مقولة ثالثة صلعاأ,, يقول ولا تقدم لهم ما ينكرون ,, وهذه القاعدة إنما ترد في موضعين:
أولهما: ماكان معروفاً شرعاً,, والمنكر خلافه ورسمنا الإملائي ليس من هذا الباب.
وثانيهما: ماشذ عن عرف مجتمع جاهلي أو عامي يلزم تغييره إلى المعروف شرعاً، وإلى العلم النافع دنياً وآخرة؛ فكل إصلاح لدى ذلك المجتمع منكر؛ فإذا طُبِّقت هذه القاعدة كان ذلك تكريساً للجهل والعامية,, ورسمنا الإملائي ليس من هذا الباب أيضاً.
أما طرح مسائل العلم، وتوليد الحجج، وتبويبها وترتيب العلم، وتسهيله على نحو التأليفات السبعة التي ذكرها الإمام أبو محمد ابن حزم رحمه الله ولا يُألِّف عالم عاقل في غيرها : فلا تخضع لمعروف أو منكر المجتمعات في سلوكها,, بل المعروف والمنكر من قيم الحق والخير والجمال وأضدادهن لا من السلوك التلقائي,, وقواعد الإملاإ سلوك تلقيني نشأ في البداية عن اجتهاد خاطإ، وجمهور من يتلقاه منذ أن كان في الكُتَّاب إلى أن شاب يحفظ القاعدة تلقيناً، وقد لا يفقه معقولها,, وإن فقهه فقد يكون عنده عجز أو كسل عن المحاكمة والترجيح ولو كان نزار قرأ أجوبتي على أسئلة بريدة في هذه الجريدة وما فيه من رسم للمنهج: لكان تعقيبه سَآلاً واسترشاداً لا أَستَذة؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله كيف يمتحن رجال العلم بما لا يُحصى من مُغَلَّب!!؟.
الوقفة العاشرة: يقول نزار: وإن رجح لديك رأي فقد رجح لغيرك غيره ,, قال أبو عبدالرحمن: ومن قال: إنني أنكر اختلاف رجال العلم في الترجيح,, إنني أذكر ما رجح عندي بدليله، وأناقش ما رجح عند غيري اعتراضاً وإلزاماً واحتجاجاً وفق آداب البحث والمناظرة,, والنقاش لقاح العقول، وغرض المحقق: إلزام غيره بالحجة في نفسه وإن عَنَدَ لسانه، أو رجوع المحقق نفسه عما رجحه إذا بان له من برهان غيره ما هو أرجح,, ومنهجي في ذلك أن أبدأ ببرهان التصحيح أولاً، ويأتي برهان الترجيح تالياً,, فهل عندك يا نزار حفظ لترجيح غيرك، أو عندك ترجيح من ذاتك من مخزون علمك فتعال لأغضي عنك وأطارحك الترجيح!!,, بيد أن تعقيبك لا يبشر بذلك!.
الوقفة الحادية عشرة: لماذا قلت وإن رجح لديك ,, إلخ؟,, هل ورد في تعقيبك أي ترجيح لغيري، وهل ناقشت أي حجة من حجج ترجيحي؟,, حقاً لو صمت أهل الجهل لقل الإشكال,, وبإيجاز فليست كلمة نزار هذه من العلم، ولا من المنهج في شيإٍ.
الوقفة الثانية عشرة: يقول نزار: ليس من المعقول أن يكون مقالك مخالفاً لأربعين صفحة في الجريدة !!,, قال أبو عبدالرحمن: هذا بلاأٌ آخر من بلاإِ الكلام بغير علم؛ لأنه إن بنى نفي المعقول على كثرة صفحات الجريدة كل يوم:
قيل له: القواعد محصورة في صفحات وجيزة قد يتسع لها صفحة ونصف الصفحة من الجريدة، ثم تطبع بلايين الصفحات وفق قاعدة وجيزة,, وإن أراد اجتماع رسمي ورسم غيري في جريدة واحدة فلا تناقض ولا تضاد، وقد اجتمعا بحمد الله,, وإن أراد إرباك القارإ فلا إرباك مع بسط القاعدة بدليلها,, ثم إن القارِأَ العربي في مشارق الأرض ومغاربها مربك من هذا الرسم الإملائي؛ لكثرة قواعده، وتحكمه، وخمول حجته؛ فإرباكي جذب له من القواعد العديدة ذات العسر والتعقيد الشديد والإطالة مع غياب البرهان المسوِّغ لها إلى قواعد وجيزة سهلة ميسرة لائحة البراهين.
الوقفة الثالثة عشرة: يقول نزار تكتب على غير منوالك ,, قال أبو عبدالرحمن: لو كان ذلك كذلك ما كان بيني وبين أهل الرسم اختلاف,, ولعله سبق قلم منه إذ أقحم كلمة غير وهو لا يريدها، ولعله لا يفقه ما يقول، والحمد لله على كل حال.
الوقفة الرابعة عشرة: بلغ نزار قمة الإمامة في الجهل والدعوة إليه فقال لي أستاذاً ومعلماً : اتبع ماقالوا: خطأ مشهور خير من صحيح مهجور ,, قال أبو عبدالرحمن: بئست النصيحة، وتعساً لهذا القول الخائب,, إنه لا خير في الباطل وإن اشتهر، ولا شر ولا باطل ولا مفضولية في الصحيح المهجور,, إن الصحة صحة في ذاتها، وهذه قاعدة عوام لست أدري كيف دلفت إلى ألسنة العلماإ وأقلامهم,, والمحقق معادلة المصالح والمفاسد مُأَقَّتاً إلى أن يزول ظرف المعادلة؛ فَيُأخذ بالمفسدة الصغرى من أجل مصلحة أكبر تتحقق أو من أجل دفع مفسدة كبرى؛ فالمفسدة الصغرى ليست خيراً في ذاتها ولا حقاً ولا صواباً، ولكنها تُحتمل ويُصبر عليها مع اليقين بأنها مفسدة من أجل ما هو أحق وأهم؛ فلعل من أدخل تلك القاعدة الباطلة عن المشهور والمهجور ذو ثقافة خَطَّافيَّة اختلطت أوراقه بين أحكام القيم في ذاتها وبين المعادلة بينها.
الوقفة الخامسة عشرة: يقول نزار:على أن كتابة جميع الناس ليست خطأً، وكتابتك وحدك هي الصحيحة !!,, قال أبو عبدالرحمن: من فضائح الزمان اجتماع الجهل، وحبك المغالطة في ذات واحدة؛ لأن المغالطة لا تكون إلا بحيل من العلم والذكاإ,, ولكن الشيطان حريص على تغييب العلم النافع، وإلقاإ المغالطات التي تضر قائلها ابتداأً,, وجوابي على هذا الإفك من وجوه:
أولها: أن هذا الرسم الإملائي التلقيني ليس هو رسم جميع الناس؛ لأن الاستدراك عليه طويل عريض سابقاً ولاحقاً.
وثانيها: أن هذا الرسم الإملائي التلقيني ليس هو رسم جميع المعاصرين حتى يقوم برهان على أن كل واحد بما فيهم نزار حفظ القاعدة وفهم المعقول منها، ولم يُلِحّ على عقله وتجربته العلمية ما يدفعها,, وأكثر ما شاهدته من المعاصرين أن تقول له مثلاً: ما الدليل على أن همزة ألف القطع تكتب آخر الكلمة وحدها؟,, فيقول: لأنه سكن ماقبلها؟!,, فيجعل الدعوى حجة على الدعوى، وإنما البرهان المطلوب بيان تأثير الدعوى الثانية في الدعوى الأولى؛ لتكون برهاناً لها؟!.
وثالثها: هل فارقت رذيلة الدعوى العارية والتمعلم البليد ولو بأدنى احتجاج يتضح به بطلان ترجيحي، أو صواب ترجيح غيري، أو عكس ذلك؟,, إن ما أوردته إيراد كلام عبدالسلام هارون، ومضغ الجهل والمغالطات، ولبس الثوب المستعار بالتمظهر بالعلم والأستاذية:


ثوب الرياإِ يشف عما تحته
فإذا التحفت به فإنك عاري

قال أبو عبدالرحمن: بودي أن تكون هذه الحلقة في أعماق الرسم الإملائي، ولكن امتزاج الجهل والتمعلم في كلام الكاتب أبطأ بهذا المطلوب,, وحينما أبدأ في جوهر الرسم فإنما أحقق ما لخصه الشيخ عبدالسلام محمد هارون، أما نزار رحم الله ضعفنا وضعفه فنسخ لنا بعناإ يده وذهنه ما تغني عنه آلة التصوير بمطابقة تامة، وسرعة فائقة، وإلى لقاإ، والله المستعان.
*الحواشي:
1 انظر القصة في المعرب لابن سعيد 2/97.
2 انظر جريدة الجزيرة عدد 10120 في 11/3/1421 ه ص 14.
3 معاني القرآن 3/30 ,, وفضل الاهتداإ إلى هذا النص لله ثم للأستاذ عبدالفتاح الحمُّوز.
4 انظر أدب الكاتب ص 262 263 أول باب الهمز ط مؤسسة الرسالة/ الطبعة الثانية عام 1417ه.
5 قال أبو عبدالرحمن: لا معنى للإلزام هاهنا؛ لأن ما جعله النحاس رحمه الله لازماً للفراإ هو نص الدعوى ذاتها، وليس هو لزوم الدعوى.
6 إعراب القرآن 4/105.
7 انظر فتح الباري 1/225، وعمدة القاري 2/205 وهو في هذا الموضع عالة على الكرماني ، وشرح الكرماني م1ج2 ص153,, وعزاه ابن حجر إلى المستخرج لأبي نعيم إضافة إلى آدم بن إياس,, وقد قصر علاأُ الدين في عزوه إلى البخاري ومسند الفردوس فحسب بكنز العمال 10/247 برقم 29318، وانظر الفردوس بمأثور الخطاب 2/129 رقم 2656.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved