أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 6th August,2000العدد:10174الطبعةالاولـيالأحد 6 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

تعليم 21
إلى من قُبلوا بكليات التربية والمعلمين هذا العام
د, عبد العزيز بن سعود العمر
عزيزي طالب كلية التربية/ المعلمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
أهنئك بمناسبة قبولك هذا العام في كلية سوف تهيىء لك التشرف بالانتماء الى مهنة هي غاية في النبل والشرف، ألا وهي مهنة (بل قل رسالة) التعليم, ولتدرك كم يقدر العالَم المتحضر هذه المهنة ويجلها، دعني أذكرك بأن الرئيس الأمريكي يقيم في كل عام حفلا مهيبا في البيت الأبيض يعلن فيه اسم المعلم الذي تشرف بأن يكون (معلم العام) في الولايات المتحدة الأمريكية، وللمعلومية فهذا الامتياز لا تحظى به أي مهنة أخرى.
عزيزي معلم المستقبل,,, قبل أن أحاورك سوف أفترض ما يلي: أولا أتوقع أن مجيئك إلى هذه الكلية قد تم بمحض إرادتك واختيارك الحر، وأن ضيق الفرص أو الرياح الحاسوبية لم تكن هي التي أتت بك إلى حرم هذه الكلية, ثانيا: أتوقع ان سماتك الشخصية وقدراتك الأكاديمية هي التي شقت لك الطريق إلى هذه الكلية، ثالثا: أتوقع أنك قد رضيت بقبول تحديات مهنة التعليم، وأنك سوف تعمل جادا ومتشوقا لتكسب تلك التحديات، رابعا: أتوقع أن الضمان الوظيفي والدخل والاجازات لم تكن هي فقط كل ما جال بخاطرك عندما اخترت هذه الكلية.
عزيزي معلم المستقبل,,, إذا خابت كل هذه التوقعات فمن المؤكد تماما أنك قد اتخذت القرار الخاطىء، ومن المؤكد أيضا أن وبال ذلك الأمر لن يعود على شخصك فقط بل وعلى أبنائي وأبناء الآخرين الذين سوف يعهد اليك بالمشاركة في تهذيب عقولهم وتشكيل سلوكهم وبناء شخصياتهم, وفي كل الأحوال فالطرف الخاسر في النهاية هو الوطن, دعني هنا أذكرك، بل وأؤكد لك، بأنه ليس هناك طريق نحو معانقة المجد سوى طريق التعليم، هل تعرف طريقا سواه؟ وعندما يبتلى التعليم بأشباه معلمين (وأرجو ألا تكون أحدهم) فتلك علة من شأنها أن تشل حركة التعليم وتضعف نبضه، بل وتحول دون وصول وطننا إلى ذرى المجد المنشود, إن هذا الحديث يا صديقي ليس فاصلا في الانشاء والتعبير (وما أبعده أن يكون)، بل هو حقيقة أرجو أن تدركها وتعيها قبل ان يكون الوقت متأخرا.
واخيرا، دعني أهمس في اذنك سرا, لقد أصبحت السلطة التعليمية لدينا الآن أكثر قناعة بأن للمعلم الدور الحاسم في تحديد نوعية ومستوى ما تقدمه للناس من تعليم، ولذا فإني أراها الآن قد عقدت العزم على ان تتفحص معلميها من وقت لآخر لتتأكد وتطمئن على أهليتهم في البقاء في التعليم، ومن لا تثبت أهليته فسيكون بشأنه حديث آخر, وما كان لهذه السلطة التعليمية أن تفكر بقرار جريء' كهذا لو لم تكن تدرك الخطورة التي يمكن ان تنجم عن مجيء معلم يسيء للتعليم أو الوطن (لا فرق).
Email: Alomar 20 @ YAHOO. COM
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved