أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 7th August,2000العدد:10175الطبعةالاولـيالأثنين 7 ,جمادى الأول 1421

عزيزتـي الجزيرة

كلاب خمسة نجوم
عزيزتي الجزيرة
اطلعت على مقال الاستاذ / جاسر الجاسر في جريدة الجزيرة بتاريخ 15/4/1421ه تحت عنوان يتمنون أن يصبحوا كلاباً وقد ذكر الكاتب تأثير الحياة المادية في الغرب التي أصبحت المعيار في حياة الأمم وقد ورد في المقال أن الكلب غونتر والذي اشترى فيلا بمبلغ 7,5 ملايين دولار وأنه أصبح أغنى كلب في العالم وقد ذكرت الصحف الأمريكية أن شركة غونتر كوربوريشن تولت إدارة أموال الكلب غونتر ولاشك أن هذا الكلب وغيره من الكلاب أصبحوا أبناء مدللين للغربيين بما تحظى به من اهتمام يفوق ما يلقاه الأبناء أو الآباء في المجتمعات التي داست على المبادئ الإنسانية إن كانت هناك مبادئ تذكر وقد ذكرني مقال الأستاذ / الجاسر بحادثة عشت أحداثها وسمعتها بأذني ورأيتها بأم عيني وذلك في المجتمع البريطاني مند ما يزيد على عشرة أعوام حيث كنت أقيم مع أسرة انجليزية في مدينة بورمث وهي مدينة صغيرة هادئة ومعظم ساكنيها من كبار السن والمتقاعدين ومكونة من أب وزوجة واثنين من الأبناء يبلغ الّأكبر ثلاثة وعشرين عاماً والآخر سبعة عشر عاماً وكانت جدة هذين الشابين تسكن في حي آخر وحيدة في شقتها ولها ابنة أخرى متزوجة تسكن في منطقة قريبة جداً منها واتصلت الجدة بابنتها القريبة منها تطلب مرافقتها للتسوق فاعتذرت نظراً لارتباطها بدعوة صديقتها لتناول طعام العشاء في أحد المطاعم الهندية بالمدينة فما كان من هذه الجدة إلا أن اتصلت بابنتها التي أقيم أنا بمنزلها تطلب مرافقتها للتسوق ومساعدتها لكبر سنها ووحدتها فاعتذرت الابنة الأخرى لأنها مرتبطة بعمل في الفندق الذي تعمل به وليس لديها وقت لمدة أسبوع فشعرت الأم الجدة بالألم والحسرة وبعد انتهاء المحادثة التليفونية بين الأم وابنتها ضحكت الابنة وحكت لي ما دار بينها وبين والدتها وأمنيتها العجيبة فقد تمنت والدتها لو أنها كانت كلباً لما تراه من اهتمام بالمجتمع الكلبي حيث أن هناك برنامجا يوميا يشتمل على التغذية الصحية والنظافة اليومية حتى الاهتمام بالفرشة والفراش وكذلك نظام المشي اليومي برفقة صاحب أو صاحبة الكلب لفترة طويلة دون الاعتراض على رغبات وطلبات الكلب أثناء النزهة اليومية لهدف تغيير الجو المنزلي للكلب, إن هدذه الأمنية للعجوز تؤكد مقولة الأستاذ/ الجاسر بأن غيرة الكثير من الافراد في المجتمع الغربي هي من الكلاب ولكن ماهو شعور هذه العجوز إذا علمت أن ثروة الكلب غونتر الرابع التي بلغت ملايين الدولارات والفلل التي يملكها ويسكنها متنقلاً من بلد لآخر ومن فيلا لأخرى ربما تتمنى حينها أن تكون جدة لهذا الكلب, لتنعم بما ينعم به الكلاب في بلادها.
وأخيراً طالعتنا جريدة المدينة بتاريخ 28/4/1421ه عن قصة متأصلة في هذه المجتمعات الغربية فقد حدثت في نيوزيلاندا حيث أقدم شاب يدعى ديفيد على قتل والديه واخوته مع كلبه للتنزه وجاء في وقائع الجريمة أن ديفيد استيقظ في الخامسة صباحاً وعبأ بندقيته بالرصاص وألحق بها كاتم الصوت وارتدى قفازين أبيضين في يديه وذهب إلى غرفة شقيقته /لانيت فأفرغ رصاصتين في جبينها وهي غارقة في النوم فأصبحت غارقة في دمائها ثم ذهب إلى غرفة شقيقه ستيفن ووضع البندقية فوق رأسه ولكن ستيفن استيقظ وأزاح البندقية سريعاً عن رأسه أثناء انطلاق الرصاص مما أصابه بجرح سطحي وقام ستيفن مخلوعاً دون سلاح ولكنه قاوم شقيقه لكن شقيقه القاتل تمكن من الإمساك بقميصه ال تي شيرت وخنقه وعندما انهار ستيفن من أثر الحنق عاجله ديفيد بطلقة أنهت حياته.
وعندما عاد لغرفة شقيقته اروى أطلق عليها طلقة أخطأتها لأنه لم يكن يصوب بدقة لضعف بصره, وأطلق الطلقة الثانية فقتلها ثم ذهب لغرفة أمه وأطلق النار عليها فأرداها قتيلة ثم خرج مع كلبه للنزهة وذهب لأبيه الذي كان على خلاف مع أمه وينام في السيارة الفان فعاجله بطلقة.
فأين حقوق الانسان يامن ينعق بين فترة وأخرى بل ينبح بين الفينة والفينة بضرورة حماية حقوق الإنسان وهم من اهتم بالكلب على والديه وفضل حياة الكلاب على حياة أسرته.
فالحمد لله رب العالمين الذي جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم واعزنا بالإسلام حيث عصم دماءنا وأعراضنا وأموالنا نحمد الله كثيراً ونسأله عز وجل الذي هو عصمة أمرنا والذي حفظ لنا حقوقنا بإذن الله عز وجل وأسأل الله أن يتولانا برحمته إنه على كل شيء قدير.
تركي يحيى السرحاني
نائب المشرف العام على مستشفى عسير المركزي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved