أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 11th August,2000العدد:10179الطبعةالاولـيالجمعة 11 ,جمادى الاولى 1421

أفاق اسلامية

تعاون المؤسسات الإسلامية,, كيف يمكن تحقيقه؟!
يقول الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى), ولاشك أن تعاون المؤسسات الإسلامية من بين الاهداف النبيلة للفكر الاسلامي الصحيح، وهو أمر لاغنى عنه لتلك المؤسسات.
ترى كيف يمكن تحقيق ذلك؟ وما هو مردوده في ايجاد صيغة توحد فكري للأمة الاسلامية؟
كان ذلك محور ماطرحته الجزيرة على عدد من العاملين في المؤسسات الاسلامية وفيما يلي نص احاديثهم:
أهم الأولويات والضروريات!
في البداية تحدث مدير المركز الثقافي الاسلامي في فيينا الدكتور فريد خوتاني قائلا: نحن أمة الاسلام احوج ما نكون الى توحيد الجهود وتضامن المسلمين، فنحن امة واحدة ودين واحد واهدافنا الاسلامية واحدة، وواقع المسلمين يبشر بالخير في هذا المجال اذا ما قورن بالقرون الاخيرة من حياة الامة الاسلامية، فقد بدأت مشاكل الخلافات المذهبية تنحسر من الساحة وبدأ الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح من علماء الامة يأخذ طريقة حياة وفكر المسلمين، وتوحد المسلمون في صلواتها وفي تطلعاتهم وآمالهم.
ولقد اصبح اليوم التعاون والتنسيق بين المؤسسات الاسلامية من اهم الأولويات، واكثر الضروريات الحاحا، فنحن نرى التكتلات والوحدة بين الدول والشعوب رغم عدم توفر عوامل الاندماج والتوحد واختلاف المبادىء والاهداف.
وقال د, خوتاني ان المؤسسات الاسلامية اليوم بدأت تأخذ طابع الدراسة والتمحيص والاستفادة من التجارب السابقة في ايجاد وسيلة افضل للعمل الاسلامي بعد ان كانت في المضي تحركها العواطف الجياشة بارتجالية عفوية، ولقد وجد العاملون في الحقل الاسلامي الغيورون على دينهم ان التعاون والتكامل بين الجمعيات والمؤسسات افضل من اثارة المشاكل والبحث عن نقاط الاختلاف، وانشغال العاملين بانجازاتهم وبرامجهم وتقديم الخدمات الدينية والعلمية والثقافية والاجتماعية للمسلمين لايترك لهم متبقى من الوقت للجدل والخلاف، وما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع.
واما المردود فمعلوم للجميع ماذا يمكن ان يحقق المسلمون اذا اتحدوا وتكاتفوا وتعاونوا والآية القرآنية تقول (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:عليكم باصلاح ذات البين فان فساد ذات البين هي الحالقة، لا اقول تحلق الرأس وإنما تحلق الدين .
اخلاص النية أولا!
ويؤكد فضيلة مدير مكتب الدعوة والارشاد بباكستان الشيخ/ محمد بن سعد الدوسري انه يمكن تحقيق التعاون بين المؤسسات الاسلامية وذلك عن طريق اخلاص النية أولا ثم الثقة المتبادلة، ثانيا: تنسيق الجهود، ثالثا: التركيز على القضايا الكبرى لصالح الاسلام والمسلمين وذلك على سبيل الاجمال، وأما مردوده في ايجاد صيغة توحد فكري للامة الاسلامية فهو لاشك يمثل صورة عملية مصغرة لهذا التوحد الفكري، وبالتالي فهو يمثل لبنة في ارضية اوسع لايجاد صيغة فكرية موحدة للأمة الاسلامية ككل، واهم أسس ذلك الثقة المتبادلة والتفاهم، والتنسيق في العمل وتبادل الآراء ومناقشتها على مائدة الاخوة.
توحيد الرؤية الفكرية
اما فضيلة مفتي جبل لبنان الدكتور محمد الجوزو فيشير الى انه كلما اتسعت آفاق الثقافة الاسلامية كلما ازدادت عوامل التقارب الفكري، واذا كان العالم يتحول تدريجيا ليصبح قرية واحدة، فانه من باب اولى ان تتوحد المؤسسات الاسلامية التي تعمل لتحقيق هدف واحد هو خدمة العقيدة الاسلامية، والمحافظة على الهوية الثقافية للمجتمع الاسلامي، وللأمة الاسلامية,, وهذا يفرض على العلماء المسلمين الكبار ان يعملوا على توحيد الرؤية الفكرية وتناسي الخلافات الفرعية من اجل قيام ثورة فكرية جديدة تبعث الحيوية في المجتمع الاسلامي لمواجهة الاخطار التي تحدق به من كل جانب.
ثورة فكرية تقوم على الحكمة، والعلم، والعقل، والتوازن، والتعاطف، والتعاون، فتظل عقيدة واحدة، هي عقيدة التوحيد، ومن اجل تحقيق هذا الهدف لابد من التخلي عن المؤتمرات الآحادية التوجه لنعمل على انشاء مؤسسة علمائية تضم كبار العلماء والمفكرين الاسلاميين من اجل تحقيق صيغة توحد الجهود للنهوض بالشأن الديني على اسس متطورة حديثة تستطيع حماية الشخصية الاسلامية وتبعث الروح من جديد في شرايين الحضارة الاسلامية.
عدم التوسع في الخلافات!
ويؤكد البروفيسور ساجد مير رئيس جمعية اهل الحديث المركزية بباكستان على اهمية التعاون بين المؤسسات الاسلامية، وهو مهم بالذات الجمعيات بان الاختلافات (التي فيما بينهم) سواء كانت منهجية او فرعية، او في المناصب ان تكون خاضعة للقرآن والسنة وتحل في ضوئها.
الامر الثاني: وعلى قدر الامكان لا ينبغي التوسع في هذه الخلافات الى طبع الكتب واذاعتها عبر وسائل الاعلام الا في حاجة ماسة او نطاق ضيق.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved