أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 12th August,2000العدد:10180الطبعةالاولـيالسبت 12 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

كل السبت
المشاكسون
عبدالله صالح الرشيد
هناك مع الأسف في مجتمعنا وغيره من المجتمعات المماثلة فئة محدودة العدد فارغة ومتفرغة ديدنها الوحيد وشغلها الشاغل وهمها الاكبر حب المشاكسة والعناد والمكابرة فهي قد استمرأت هذا السلوك المعوج في حياتها والتنكيد على الآخرين وايذائهم والتطفل على خصوصياتهم والوقوف أمام كل خطوة لا تروق لها أو لا تخدم مصالحها الانانية أو لا تتفق مع افكارها الدونية القاصرة,.
اعرف في بواكير شبابي رجلا كان يطرق ابواب بعض الوجهاء في إحدى البلدات لينال رفدهم المادي ليس لرأب الصدع أو إصلاح ذات البين أو لسد حاجته المادية وتوفير سبل المعيشة الرغيدة لأسرته، بل ليسافر خارج المنطقة إلى العاصمة مثلا بإدعاء المطالبة ببعض المشاريع وهو في حقيقة الامر والواقع يؤدي دور المشاغب الاول في شكاوي كيدية سافرة ضد بعض المسؤولين من بني وطنه ينال من هذا ويخدش سمعة الآخر وبعد أن يفرغ ما في جيبه ويخف زاده يعيد الكرة تلو الاخرى، وهكذا دواليك,, وقيل لي بعد أربعة عقود انه لازال على منهجه رغم شيخوخته المتقدمة وضعف بصره,, وفي وقتنا الحاضر اختلفت الأساليب والوسائل ولكن بعض العقول لازالت تعيش نعرات الماضي وتتوارث صفات المشاكسة ولكن بطرق اخرى اكثر حداثة ومجالاتها متعددة أهمها الوسائل الإعلامية,, في الصحافة مثلا ما إن تظهر فكرة بناءة تخدم المجتمع او تسعى الى تطويره وتسعد الآخرين ويتحمس لها الجميع ويجاهدون من أجل تحقيقها بالرأي والحكمة وبُعد النظر ووضوح الرؤية فسرعان ما تتصدى لها الأقلية من فئة المتطفلين والمشاكسين والحمقى ممن لا يعجبهم العجب ويجدفون ضد التيار ويبحثون عن ضالتهم المنشودة دائماً عن طريق التنكيد والعناد ليبرزوا أنفسهم بطريقة خالف تعرف ولا يهمهم حصاد عنادهم مادام انهم يشبعون فضولهم ونزواتهم بغض النظر عن تبعاته وأثره على الآخرين,, وأعرف عن هذه الفئة الشاذة أنه عندما تعوزها الحجة أو تفتقد وسائل مقارعة الخصم بالدليل الواضح والبرهان الصادق تتكتل مع بعضها بطريقة جهنمية كالأخطبوط وتتبادل الأدوار وتستعين ببعضها وممن هم على شاكلتها وتصر في عناد وحمق وهوس واستعداء على وأد أي فكرة لا تريح توجهاتها المريضة وتحاول مستميتة وبكل الوسائل على النيل من الأقلام الشريفة ذات التوجهات المخلصة الواعية وتنتظر وتترصد كل فكرة بناءة من أجل وأدها أو تحطيمها,, ولا نملك في الختام إلا أن نقول ويل لكل أمة يكثر فيها مثل هؤلاء الأدعياء الأشرار,, ولكنهم غالباً غثاء كغثاء السيل الذي يطفو أحياناً ولكنه يخمد ويتلاشى على الأطراف,, والله المستعان.
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved