أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 15th August,2000العدد:10183الطبعةالاولـيالثلاثاء 15 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

الأمير نايف والوقفة الحازمة لصالح سوق العمل
د, خالد بن عبدالله بن دهيش *
في مقابلة صحفية تمت مؤخراً مع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة اجرتها مع سموه صحيفة 26 سبتمبر اليمنية ونشرتها صحيفة الجزيرة بالتزامن معها، تحدث سموه كعادته بوضوح وصراحة في موضوع هام ومصيري لأمن هذا الوطن ومواطنيه.
لقد أوضح سموه الكريم بأن الأمن الوظيفي أو المعيشي لأبناء الوطن رجالاً ونساء من أولويات أهداف الدولة الاستراتيجية، من خلال توفير الفرص الوظيفية وتوسيعها لأبناء الوطن بنسبة تتناسب مع نسب النمو السكاني بالمملكة على المدى القريب والبعيد في آن واحد مهما كانت الضغوط والعوائق الداخلية والخارجية.
ولقد ألمح في المقابلة وبصراحته المعهودة عنه، والمستمدة من سياسة هذه البلاد الواضحة والصريحة، بأن هناك مشكلة قائمة أثرها كبير على حاضر البلاد ومستقبلها ما لم يتم معالجتها بحكمة ودون مجاملات، وهي مشكلة إيجاد فرص وظيفية لشباب وشابات هذه البلاد تضمن لهم حياة كريمة، في ظل معدل النمو السكاني المرتفع بالمملكة، والذي يعد من أكبر معدلات النمو السكاني في العالم والذي يقارب من 3,5%، وفي ظل النجاح الكبير لخطط وسياسات التعليم التي وضعها وأشرف على تنفيذها خادم الحرمين الشريفين رائد التعليم الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله عندما أُسندت إليه أول وزارة للمعارف قبل أكثر من 48 عاماً والتي كان من نتائجها الكم الهائل من مخرجات التعليم التي مكنت أبناء الوطن بفضل الله من التربع تقريباً على معظم الوظائف في الدولة في كافة المستويات والمجالات والتخصصات، ولقد أصبحت مؤخراً هذه المخرجات بأعداد كبيرة يغلب عليها الكيف قبل الكم محصنة بالعقيدة الإسلامية الصحيحة, إلا أن هذه المخرجات واجهتها بعض العوائق للعمل في القطاع الخاص لأسباب عدة.
مؤكداً سموه في تلك المقابلة بأن عملية سعودة الوظائف في القطاع الخاص من الأهداف ذات الأولوية في استراتيجية خطط المملكة والتي تركز على رفاهية المواطن السعودي ليجد عملاً شريفاً يصنفه بالإنسان المنتج لخدمة دينه ومليكه ووطنه ويبعد عنه صفة الإنسان العاطل أو غير المنتج, إن من نتائج تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية الحد من انتقال الاجور التي يتقاضاها العامل غير السعودي لخارج الوطن والتي لها آثار سلبية على اقتصاد الوطن، ومن نتائجها أيضاً تخفيف الضغط على المرافق العامة كالمياه والكهرباء والاتصالات وغيرها، وأيضاً الحد من تسرب العادات والتقاليد غير المنسجمة مع قيمنا الإسلامية إلى بلادنا المقدسة والتي لها آثار أمنية واجتماعية خطيرة جداً على المجتمع.
إن وضع سوق العمل بالمملكة يستلزم هذا الحزم والتوجه الصحيح الموفق إن شاء الله من القيادة الحكيمة للانتقال من مرحلة العاطفة مع الاستقدام إلى ترشيد الاستقدام والوقوف بحزم للوصول إلى الاستقدام المنتج اقتصاديا والمؤقت في نفس الوقت، واتخاذ أقصى العقوبات لمن يأوي المتخلفين عن الغرض القادمين من أجله لمزاحمة أبناء الوطن على وظائفهم، أو الهاربين من أعمالهم التي استقدموا من أجلها إلى أعمال أخرى يمكن أن يؤديها المواطن.
ويستلزم الأمر أيضاً الوقوف بحزم وشدة نحو تطبيق قرار مجلس القوى العاملة رقم 50 المتضمن سعودة وظائف القطاع الخاص بالتدرج من خلال زيادة توظيفهم بالقطاع الخاص بنسبة مئوية سنوية لا تقل عن 5%,.
إن ما يثلج الصدر حقاً صدور قرار مجلس الوزراء الأخير في نهاية الشهر الماضي المتضمن إنشاء صندوق لتنمية الموارد البشرية الذي يهدف إلى تأهيل وتدريب القوى العاملة السعودية لدعم سياسة السعودة والإحلال من خلال تقديم التدريب المناسب للعمل بالقطاع الخاص والذي يطالب به القطاع الخاص ويضعه كأحد العوائق نحو سعودة وظائفه.
لقد كان هذا الصندوق أحد ثمار توصيات ندوة توظيف العمالة الوطنية في القطاع الأهلي وآليات تنفيذها التي عقدت عام 1417ه برعاية ومتابعة لصيقة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة، وكلنا أمل بأن يتفضل سموه الكريم برئاسة مجلس إدارة هذا الصندوق لينطلق قويا هادفاً منتجاً بعيداً عن البيروقراطية وإجراءاتها الطويلة وليكون نتاجه سريعاً ومثمراً ويحقق أمل وتطلعات ولاة الأمر ورجال الأعمال وأبناء هذا الوطن في آن واحد, وهذا سيتحقق إن شاء الله برعاية ومتابعة كريمة من المسؤول الأول عن الأمن الوظيفي لأبناء الوطن سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز, كما آمل أن تكون أهداف صندوق تنمية الموارد البشرية ومهامه وبنود نظامه وآلية تنفيذها واضحة محققة لتطلعات ولاة الأمر, وان يركز هذا الصندوق على معرفة التفاصيل الدقيقة لنوعية العمالة الوافدة المراد سعودة الوظائف التي تشغلها، وان تكون السعودة أكثر تحديدا ودقة حتى تأخذ طابعاً عملياً وواقعياً لأن هناك الكثير من الوظائف تحتاج إلى تدريب متعمق وخبرة طويلة، إلى جانب أن بعض الوظائف تحتاج إلى تخصصات نادرة وخبرات متميزة وأن يكون ديدن عمل الصندوق الحزم في تحقيق الهدف الذي من أجله تم إنشاؤه، وأن يبتعد عن العاطفة التي قد تؤدي إلى اختيار الوظائف السهلة على حساب الوظائف الدقيقة والتي تحتاج إلى مهارات محددة وتدريب مكثف للوصول إلى تحقيق الاستثمار الاسمى وهو الإنسان , فشكراً يا صاحب السمو على هذه الوقفة الحازمة لصالح الوطن ومواطنيه وفقكم الله وجزاكم الله خيراً، أقولها نيابة عن كل شاب وشابة من أبناء هذا الوطن.
وكيل الرئاسة العامة لتعليم البنات المساعد للتخطيط والتطوير

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved