أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 15th August,2000العدد:10183الطبعةالاولـيالثلاثاء 15 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

شدو
ماذا عن حظك (أنت؟!)
د, فارس الغزي
أولا وقبل كل شيء!، فأنا في الحقيقة أعتبر نفسي محظوظا كونك تقرأ هذه المقالة الآن! ومع ذلك دعني (أشوش)عليك فأسألك عما هو الحظ؟,, ما هو كنهه,, طعمه,, لونه,, رائحته؟,, شروط الحصول عليه؟,, وهل هو متاح للجميع أم حكر على انسان دون آخر؟!,, في الحقيقة انني لم استعرض هذه الأسئلة لغرض اجابتها، إنني دونتها هنا فقط لأنني ضقت ذرعا بالتفكير بها فقررت إضافتها لإضفاء المزيد من الغموض الى ما هو غامض أصلا!!, إنني فعلت ما فعلت تأسيا (بأبي الثعالب!) الذي لم يتوان عن وصم العنب (بالحموضة!) وذلك تبريرا لسوء حظه الذي حال دون حصوله عليه!، مما يقودني الى التساؤل، مرة أخرى، عما إذا كان الحظ حكرا على بني الانسان فقط، أم انه كذلك حق مشاع للحيوان والطير وغيرهما من المخلوقات الأخرى؟,, وعليه، فهل حظ (قطو!) منفوحة، مثلا، على قدر حظ (قطو!) العليا؟,, أو فلنعبر القارات متسائلين عما إذا كان الكلب الذي قدر له ان يولد في (هوليوود) أكثر حظا من ابن عمه (كلبان!) القابع في طعوس الثمامة؟,, لا أدري وإن كنت أدري أنه ولسوء حظي فحظ هذه الأسئلة من العقلانية كحظ العقلانية في هذه الأسئلة!!
مرة أخرى وكما (نفيت!) آنفا فلم أطرح تساؤلاتي هذه للإجابة عليها وذلك لثقتي بأن سوء الحظ لن يسعفني بإجابات شافية كافية: فالمتوحش متوحشا سواء أكان حيوانا أم طيرا أم حظا؟,,, ولذا دعوني (أتعلل!) بإلقاء المزيد من التساؤلات:,, ما رأيكم فيمن قال: حظا أعطني وفي البحر ارمني؟! ، وما هو هذا الحظ الذي يتطلب الحصول عليه رميا بغبة بحر هائج؟,, بل ألا تحسون بأن قائل هذا المثل انتهازي محظوظ,, أو غطاس ماهر,, أو أحد قراصنة البحر المحترمين؟! وإلا فما هي جدوى الحصول على حظ مصير صاحبه الغرق فالتلاشي في بطن سمك قرش عابر؟! بالمناسبة (ذكرت للتو!) عبارة طالما رددتها على مسامعي والدتي الحنونة حفظها اللّه نصها: اللّه يثوّر حظك يا ولدي!,, مما يجعلني أتساءل (ذاتيا!): إذا كان حظي بحاجة الى (تثوير!) فهل هذا يعني أنه قد (برك!) مثل ناقة عريمان! الشهيرة بأنها ناقة: إن ثارت نارت، وان بركت ما ثارت؟! , هنا وتفهما مني لسوء حظ عريمان مع ناقته، فسوف انتهز الفرصة لأهمس في أذنه قائلا: ثوّر اللّه حظك,, عليك بالصبر الجميل على ناقتك (الجميلة!) حيث ان هذه الدنيا، يا عريمان، تفاحة (لا يعرمها!) إلا من له حظ عظيم,, أما (العقل)فدعك من العقل واستمع الى ما قال عنه اولئك (من العرب البائدة: أقصد غير المحظوظة!) حيث قالوااستأذن العقل على الحظ فحجبه! أي منعه من الدخول!!
في الختام ( وبكل جدية الآن!) فالحظوظ كما تعلمون من الغيبيات التي علمها عند اللّه سبحانه فها هو العلامة الصفدي يخبرنا قائلا في كتابه المعنون: الغيث المسجم في شرح لامية العجم (ص 120): و الصحيح أن الحظوظ لا تعلل فما وجدانها وعدمها باستحقاق من الطرفين، بل اللّه سبحانه وتعالي يرزق من يشاء بغير حساب ,
* للتواصل :ص ب 4206 رمز 11491 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved