أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 15th August,2000العدد:10183الطبعةالاولـيالثلاثاء 15 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

بوح
عصر الآلة
إبراهيم الناصر الحميدان
التعامل مع الآلة يتطلب الكثير من الصبر وضبط النفس فالمواجه لك ليس ذلك الإنسان المتفاعل الذي يتجاوب مع شعورك ويحس بمعاناتك فيخفف عنك الكثير من ثقل المسؤولية حتى وان بدا لك انه في عالم آخر فسوف تعطيه العذر لأن مشكلاته الخاصة حاضرة معه في عمله فأصبح متوتراً وربما منفعلاً لأن ابنته أو ابنه يشكو من ارتفاع في درجة الحرارة عندما غادر المنزل فهل تراه مازال في تلك الحالة او ان تناول الدواء قد بدأ يؤتي ثماره؟ فإن تبادر إلى ذهنك مثل هذا التصور فلاشك بأنك سوف تعطي ذلك الموظف بعض العذر وهو يتحدث معك بعصبية حتى تعتقد انه يتهمك بالغباء لأنك اعطيته تاريخ المعاملة التي تسأل عنها قبل رقمها أو ان الخط الذي كتب به الرقم غير واضح هل هو (2) أم (3) للاستعجال في تسجيله فأصبح الارتباك يشكل عقبة في تحديد الرقم مما جعلك أنت أيضاً تبدو عصبياً وحتى تفك الاشتباك تضطر إلى انهاء المحادثة، ذلك لم يعد يحدث هذه الايام بعد ان جرى تعميم الكثير من الأجهزة الآلية في بعض المصالح ابتداء من الهاتف الآلي الذي يحول دون ان تخاطب الطرف الآخر إلا من خلال التحويلة وهذه ايضاً قد تحيلك إلى جهاز آلي آخر وهي أوضاع لابد وان نسلم بأنها تطوير في أجهزة الاتصال بلغناها فجأة وليس على خطوات واعترف بأنني شخصياً أتضايق من التعامل معها لأنني شغوف بسماع صوت الآدمي حتى وان كان أجشاً على سماع هذه الآلات البديلة التي تتصنع التهذيب, ولست بهذا اعترض على أننا نسير في اتجاه تحديث انما أتصور انه اتجاه على مستوى العالم ليس في صالح الانسان ولقمة عيشه التي أخذت الايدي تتصارع لخطفها منه وهو الانسان المحتاج يتفرج دون ان يستطيع عمل شيء إنما قد يكون ساهم بدافع علمي في ان تصل المنافسة إلى انتزاع لقمة عيشه, ذلك ان العقول التي اخترعت هذه الاجهزة هي عقول إنسانية سعت دون تصميم سابق إلى تجميد الايدي الادمية وتحويلها إلى ايد صناعية هذا في الوقت الذي تزداد فيه نسبة المواليد في العالم ويزداد عدد البشر على هذه الأرض فهل يحق لنا ان نتساءل ما هو مصير هذا العدد الضخم أو الأفواه التي تبحث عن الطعام والعدد الذي يتزايد من العاطلين ما هي الخطوة التي سوف يقدم عليها؟ أتراه يحطم الآلة الصناعية التي قذفت به إلى المجهول أم يسعى إلى اختراع البديل الذي يوفر له فرص العمل, ولن أكون متشائماً على مصير الاحفاد إنما لا أتمنى لهم مشفقاً صعوبة العيش بكل تأكيد في حياتهم القادمة بحول الله تعالى.
* للمراسلة: ص,ب, 6324 الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved