أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 15th August,2000العدد:10183الطبعةالاولـيالثلاثاء 15 ,جمادى الاولى 1421

محليــات

رأي الجزيرة
إنه صدام حسين الطاغية,, المجنون
نضم صوتنا بقوة إلى صوت صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، النائب الثاني وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لقوله: إن تهديدات طاغية العراق صدام حسين للمملكة والكويت خصوصاً ودول المنطقة الخليجية عموماً لا تستحق عقد اجتماع لوزراء دفاع الخليج,, فقد: اعتدنا منه على إطلاق مثل هذه الأقوال .
كما نضم صوتنا لصوت سموه الكريم لقوله: إننا نؤكد بأننا أصدقاء للشعب العراقي، وأن المملكة العربية السعودية لم تطلق رصاصة ضد عربي بأي حال من الأحوال انتهى .
ولكن يا سيدي سمو النائب الثاني، إن صدام لم يتورع عن أن يرسل جيشه الدارع ودباباته الضخمة إلى دولة الكويت جارته الصغيرة الشقيقة ليحتل أرضها ويشرد قيادتها وشعبها، وينهب ثرواتها وممتلكات حكومتها ومواطنيها!
إنه يرى في هذا العدوان منه عملاً بطولياً، وكان ينتظر من العالم حوله أن يصفق له!
وفي نفس الوقت يرى الطاغية المعتوه في الرد عليه لطرد قواته من أرض الكويت وردعه من تكرار عمله الخائن الغادر، ظلماً له وعدواناً عليه من المجتمع الدولي ,, ويحمل المملكة خصوصاً تبعة دعواه، لأنها قادت العمل الذي كان يجب أن تقوم به وتقوده وهو ردع عدوانه وخيانته وتحرير الكويت من احتلاله العسكري.
هذه هي العقلية المريضة التي يفكر بها صدام حسين ويتعامل بها مع الحقائق والأحداث داخل وخارج العراق.
وبهذه العقلية المريضة يتحكم في مصير الشعب العراقي الذي تتفاقم معاناته ومآسي حياته, وكلما تعالت الأصوات الخيرة تطالبه بأن يرعوي ويتقي الله في العراق وفي شعب العراق يزداد طغياناً وعزة بالإثم,, فينفث أحقاده ويمارس إسقاطاته من قاموس شتائمه، فيوزع اتهاماته ضد المملكة والكويت، وهو مزبد الشدقين كالبعير الهائج!
والملاحظة أن صدام حسين لا يمارس هذا الجنون إلا في الأوقات الزمنية التي يشعر فيها بأن الدول العربية أحوج ما تكون للمّ شملها وتضامنها كقاعدة للعمل المشترك بمواجهة أخطر التحديات السياسية والأمنية والعسكرية بل والدينية التي تمس المقدسات التي لا يمكن أن يقبل عربي ومسلم بتعريضها لأدنى خطر.
وجاءت هجمة صدام حسين الأخيرة على المملكة والكويت ودول المنطقة في الوقت الذي فشلت فيه قمة كامب ديفيد، ويتحرك فيه الرئيس الفلسطيني لكسب التأييد للدولة الفلسطينية، وتدعو فيه إيران كرئيس للدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي لاجتماع هام بشأن مدينة القدس الشرقية المحتلة وما تتعرض له من تهويد وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك لها من خطر الهدم والتدمير من عتاة الصهاينة.
ولم يعد ثمة شك عند أي عربي ومسلم أن طاغية بغداد يختار التوقيت المناسب دائماً لزعزعة الصف العربي ومنع وحدته وتضامنه ومحاولة شغل القادة العرب بقضايا انصرافية عن القضايا الجوهرية، كقضية القدس والمسجد الأقصى والحقوق الفلسطينية وخطر التعنت الإسرائيلي.
كما لم يعد ثمة شك أن صدام حسين يخدم أجندة قوى دولية شديدة الحقد على الإسلام وعلى المسلمين وعلى العرب وحقوقهم، ويخدم أجندة هذه القوى على حساب الواقع والمستقبل والمصير العربي, وليس أدلّ على ذلك من انصرافه عما يحدث في شمال العراق على سبيل المثال حيث تتوغل القوات التركية داخل الأراضي العراقية، وحيث يدرَّس المنهج التعليمي التركي في أقاليم الشمال العراقي تمهيداً لتتريك شمال العراق وتوطين كل الأكراد وفصله نهائياً عن كيان الدولة العراقية التي ناضلت وما زالت تناضل الأمة العربية وفي مقدمتها المملكة والكويت من أجل الحفاظ على وحدته تراباً وأهلاً, إنه صدام حسين الطاغية المجنون.
الجزيرة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved