أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 15th August,2000العدد:10183الطبعةالاولـيالثلاثاء 15 ,جمادى الاولى 1421

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
صحافة تسعى,, وإليها المسعى (2 - 2)
عبدالله الضويحي
(في منتصف الأسبوع) قبل الماضي طرحت تساؤلا عن مدى مساهمة الصحافة (وأعني الرياضية المقروءة) في تنمية العلاقة بين النادي من جهة,, ومنسوبيه أو المنتمين اليه من جهة أخرى,, وايضا العلاقة فيما بين هؤلاء,, كل على حدة,, وتقريب وجهات النظر فيما بينهم عند تباينها,, اكثر من محاولة زيادة رقعة المساحة الفاصلة,.
وقلت ان هذا التساؤل يمكن ان تتحدد ملامحه في أطر ثلاثة:
الصحافة، العلاقة بين النادي والمنتمين إليه، العلاقة بين المنتمين للنادي فيما بينهم.
وأشرت إلى ان الطرح الصحفي لهذه القضية يمكن ان يتم عبر اتجاهين متضادين:
أحدهما: تسعى إليه الصحافة.
والآخر : يسعى بنفسه إلى الصحافة.
وقد تناولت كلاًّ من الاتجاهين بشيء من التفصيل خلصت منه في النهاية إلى انه بغض النظر عن فكر كل فريق ورؤيته او وجهة نظره في توجهه نحو الصحافة,, إلا انهما في نهاية الامر يتفقان على الهدف من وراء هذا الاسلوب وهو (أي الهدف) يمكن من وجهة نظري تحديده في ناحيتين.
وقد توقفت عند هذه النقطة على ان اواصل الحديث في منتصف الاسبوع الذي يليه (الماضي),, إلا ان احداث انسحاب الهلال السوداني من بطولة الصداقة الدولية المقامة هذه الايام في ابها بضيافة النادي الأهلي فرضت مناقشتها لعدم امكانية تأجيل ذلك.
ورغم توالي الاحداث الرياضية,, وتشعبها إلا انني أجد نفسي مضطراً لمواصلة الحديث المشار إليه تكملة لما بدأته,, وحتى لا ينقطع,, لأهميته,.
وها أنذا,, أواصل الحديث:
** والناحيتان المشار إليهما أعلاه هما:
نقل وجهة نظر هذا المسؤول او الاداري او اللاعب,, إلى الرأي العام خصوصا جماهير ناديه,, واطلاعهم على مواقفه تجاه قضية ما,, لا يمكن اطلاعه عليها بغير هذه الطريقة,, لأسباب كثيرة ومختلفة,, لا مجال للخوض فيها تتعلق بالموضوع نفسه,, سواء كان قرارا اداريا,, أو سياسة معينة للنادي,, او اختلافا في وجهات النظر,, او البحث عن حق مكتسب.
استخدام هذا الأسلوب (اللجوء الى الصحافة) كوسيلة ضغط لتمرير وجهة نظر,, او تحقيق مكسب معين,, من خلال طرح القضية بصورة يهدف من خلالها إلى إسماع صوته لاعضاء بارزين ومؤثرين او قادرين على حسم القضية، ومعالجتها بما يحقق مصلحته.
وعادة ما يلجأ لمثل هذه الاساليب اللاعب,, أو رئيس مجلس الادارة في بعض الاحيان عند البحث عن تمويل صفقة ما,, او دعم خزينة النادي او حل لبعض القضايا المالية,,, الخ.
على ان تلك الاساليب لا تخلو في كثير من الاحيان من العاطفة وتأثيرها على مصداقية اللاعب او غيره,, وتحديدا صاحب الرأي والرأي المضاد,, حيث تنشأ الآراء المتضاربة ووجهات النظر المختلفة التي قد تؤدي إلى ضياع الحقيقة على المتلقي، وربما تساهم في تعميق الهوة داخل النادي نفسه.
هنا نصل إلى النقطة الهامة,, وخلاصة الموضوع,, أو بيت القصيد كما يقولون:
على من تقع المسؤولية إذاً,,؟!
لاشك ان الصحافة غير مسؤولة على الأقل بصورة مباشرة,, وكما اشرت في ثنايا الموضوع,, وهذا ليس دفاعا عنها من احد المنتمين إليها,, فهي ميدان فسيح يزدهر بتواجد ابطال اللعبة على ارضه وتنافسهم فيه، لكنني من جهة اخرى لا أعفيها من بعض المسؤولية عندما تتبنى وجهات نظر اطراف اخرى,, إما لمصالح شخصية,, أو عدم قدرة في البحث عن الحقيقة,, لانها بذلك تخرج عن رسالتها الحقيقية بضرورة وقوفها على الحياد تجاه كثير من القضايا المطروحة.
ومن هنا فإن المسؤولية اكثر تقع على اطراف اللعبة,, وان كنت اتفق مع بعضهم على التوجه نحو الصحافة في بعض الاحيان,, لكن هذا الحل ليس صالحا ومقبولا في كل الاحوال.
فالصحافة مهمتها البحث عن الحقيقة,, وعن الخبر او الحدث الذي هو وسيلتها التسويقية,, دون مراعاة او اهتمام (في نظر البعض) لما يترتب على ذلك تجاه الآخر فتلك ليس من مسؤوليتها,.
واللاعب المنتمي للنادي هو الآخر مسؤول تجاه نفسه اولا,, وعليه ادراك ما يترتب على ذلك,.
ان المشكلة لدى البعض من المنتمين للأندية خصوصا اللاعبين هي في ردة فعل معينة وعاجلة تجاه موقف معين ما تلبث ان تتغير بمقدار 180 درجة عندما يقف هذا اللاعب مع نفسه,, ويدرك حقيقة موقفه,.
وإذا كانت الصحافة حرة فيما تطرح,, او تناقش فعلينا ان ندرك ايضا ان لمجتمعنا خصوصية معينة وان للصحافة اخلاقيات وأسساً,, يفترض ان تكون مرعية من قبل القائمين عليها,, إذ يفترض في حالة كهذه ان تكون عاملا ساعدا في تضييف الفجوة (إن وجدت) وليس في تعميقها,, وهذه لن تتأتى إلا عندما يدرك الصحفي دوره وحدود مسؤوليته,, في طرح القضية كطرف محايد,, يتيح الفرصة للنقاش العقلاني على ساحة النقد,, لتقديم حوار بناء للمتلقي الذي يمكن ان يساهم في نجاحه دون تبني وجهة نظر معينة على حساب اخرى (كما أشرت) لأن هذا هو مكمن الخطورة وصعوبتها.
ولا ننسى في هذا المقام ادواراً إيجابية قامت بها الصحافة في بعض الاحيان لإصلاح ذات البين,, وتقريب وجهات النظر,, وممارسة عمل ايجابي كجزء من رسالتها تجاه المجتمع.
وما هو الحل,,؟!
ان الحل الصحيح في نظري لقضية شائكة,, كهذه القضية,, طرحناها على مدى حلقتين ومن خلال اسطر عديدة,, ومئات الكلمات,, والحروف,, ويمكن زيادتها اكثر من خلال بحوث,, ودراسات تطبيقية يكمن في كلمة واحدة فقط,, هي:
الوعي,.
وأعني وعي كل بدوره,, سواء المسؤول في النادي او اللاعب,, وحدود صلاحيات كل منهم,, والمساحة التي يتحرك فيها,, ومن ثم الصحفي وادراكه لمعنى رسالته,.
**وكيف يمكن زرع هذا الوعي,,؟!
الإجابة على هذا التساؤل تدخلنا في متاهات يصعب الخروج منها,, لصعوبة تحديد,, مداخلها ومخارجها,, وربما حدودها,, تتعلق بسياسات الاندية والعلاقة بين اطرافها.
***
لا (عسير),, في (عسير)
** بغض النظر عن نتيجة مباراة مساء البارحة بين منتخب عسير وفريق الهلال على نهائي دورة الصداقة التي تحتضنها أبها هذه الايام,, فإن ثمة شيئين لفتا الانظار في الفرق المشاركة,, لا ينكرهما إلا كمن يحاول حجب اشعة الشمس بالمنخل,.
هذان الشيئان هما:
** فريق عسير طوال الدورة.
** فريق الهلال امام الاهلي في الدور نصف النهائي.
ولهذا حديث قد يطول,, وله زمن آخر.
والله من وراء القصد.
raseel@la.com.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved