أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 16th August,2000العدد:10184الطبعةالاولـيالاربعاء 16 ,جمادى الاولى 1421

تحقيقات

كانت 80 عيناً اندترث فأحيا السكان بعضها وغارت الأخرى
العيون تحكي نظام الري وقوانين الزراعة في العلا
القاضي: عين تدعل توقفت بلا أسباب وهذا هو سر الطنطورة و المعالم
المزارع سعد: هذه العيون تمتد مجاريها لمسافات طويلة ولا نعلم تاريخاً لمن قام ببنائها
*تحقيق : طلال حميد البلوي
سبق وان تحدثنا عن أهم الآثار في محافظة العلا حيث تكونت في العلا العديد من الحضارات، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك الى وفرة المياه وجودة التربة وخصوبتها، وسوف نتحدث اليوم عن نظام الري وقوانينه في محافظة العلا وعلاقة الطنطورة بعين تدعل .
حيث اعتمدت الحياة الاقتصادية بالعلا منذ زمن بعيد على الزراعة بصفة رئيسية وذلك باستغلال القنوات والتي يطلق عليها اسم العيون فماذا عن هذه العيون وكيف كانت طريقة واسلوب عملها؟ هذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية:
حيث كانت توجد بالعلا أكثر من ثمانين 80 عيناً وجميعها كانت في حالة خراب ما عدا عينين هما: عين تدعل وعين المعلق فقام أهالي العلا بإحياء أكثر من خمس وثلاثين عينا في ظل نظام دقيق.
ومن هذه العيون: عين العوجاء، الجديدة، صلاح الخميسية، السعادة، البحرية، الرزيقية، القراه، الحميدية، البركة، المحمودية، اليسيرة، المنشية، المنصورة، صدر مقيلة، مستورة، السهالة، فتح الخير، السعة، الصالحية، الزهرة، العزوه، العطية، ضبعة.
ومن قوانين الري في العلا أولاً: لكل عين رئيس أو رئيسان غالباً ما يكونان هما اللذان وجدا العين وقاما بإحيائها.
وقد حدثنا بهذا الموضوع المزارع سعد علي جبر حيث قال: هذه العيون موجودة منذ القدم ولا نعلم من قام ببنائها بهذه المسافات الطويلة والتي تجري تحت الأرض بعمق يزيد احياناً عن اربعة أمتار مبنية ومسقومة من الحجر الى حتى ان تظهر على سطح الأرض.
وأضاف جبر بقوله: لقد كنت رئيس إحدى العيون حيث وجدتها وقمت بإحيائها تسمى عين ضبعة .
حساب الليل والنهار
وعن أعمال رئيس العين يقول العم سعد جمعة: يقوم الرئيس بصيانة العين واحضار العمال لتنظيفها ويكون للرئيس وجبة ماء كاملة من العين لقاء قيامه بالرئاسة.
ثانياً: قُسِم الماء الى ورقة وهي الأساس في التوزيع قابلة للزيادة أو النقص حسب طول النهار وقصره.
ويخبرنا العم سعد بن جمعة عن كيفية حساب الورقة فيقول: في النهار تحسب بواسطة ظل عصا أو حجر وتوجد تقسيمات على الأرض كلما وصل الظل الى واحدة منها تحسب ورقة.
أما في الليل فيتم حساب الورقة بواسطة الماء حيث يتم احضار قدر كبير مملوء بالماء ويوضع داخل هذا القدر قدر صغير او طاسة صغيرة مثقوبة من أسفل فيبدأ الماء بالدخول إلى هذا القدر الصغير حتى يمتلئ فينزل داخل القدر الكبير ومن بداية وضع القدر الصغيرالى حتى امتلائه ونزوله تسمى هذه الفترة الزمنية ورقة.
يختلف الوقت
وعن حساب الفترة الزمنية للورقة أثناء ظهور الساعات يقول العم عبدالله رشيد القاضي مقوم عين تدعل : الورقة تحسب من سبع دقائق الى ثماني دقائق، فهناك مزارعون يأخذون العين خمس ورقات وآخرون عشر ورقات وهكذا,.
ثالثاً - المقومي: وهو الرجل الذي يتولى توزيع الماء في الاربع والعشرين ساعة بين المزارعين.
ويحدثنا العم: عبدالله رشيد القاضي عن ذلك بقوله: لقد كنت آخر مقوم لعين تدعل لان هذه العين ليس لها رئيس والسبب في ذلك أن تاريخ احيائها غير معروف وكذلك ان كان هناك احد احياها فهو غير معروف فهذه العين كانت تجري من قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وليس لها عمال ولا تحتاج الى صيانة لان مخرجها قريب من الجبل ولا تستمر في الجريان تحت الارض لمسافات بعيدة، وقد توقفت هذه العين في غرة رمضان عام 1401ه ولا نعلم سبب توقفها وقد حزنَّا عليها حزناً شديداً.
أما عملي كمقوم اتولى توزيع الماء للمزارعين الذين يسقون بواسطة عين تدعل فيجتمعون في الدرب وهذا متسع من الارض تطل عليه الطنطورة الساعة الشمسية وهناك معالم على الأرض على مسار ظل الطنطورة فيتم اخبار المعلم وهذا المعلم هو الرجل الذي يقوم بالايعاز لاصحاب الماء الذين تم توزيع الماء عليهم فاذا ركب الظل علم شخص ما اوعز له المعلم بالانطلاق الى مجرى العين ليأخذ الماء من سلفه.
يوقظه من النوم
رابعاً - بيت المعلم: بعد غروب الشمس يتم الذهاب الى بيت المعلم حيث يجلس المزارعون الذين لهم استحقاق في تلك الليلة عند المعلم ويحضر كل منهم كمية من الحطب لايقاد النار والتدفئة وعمل القهوة والشاي حتى اذا جاء دور احدهم ايقظه المعلم من نومه وامره ليأخذ الماء من سلفه.
خامساً - الوجبة: هي أخذ ماء العين لمدة اربع وعشرين ساعة وهناك نصف الوجبة وربع الوجبة.
كما جرى تسمية بعض المعالم مثل الشرقة : وهي من بداية شروق الشمس, ربع توالي الشرقة أي يزل ربع سدس بعد طلوع الشمس، ثلث توالي الشرقة يزل ثلاثة من الشرقة بعد شروق الشمس بثلاث ورقات والورقة تأخذ من سبع دقائق الى ثماني دقائق.
وقُسِمَ اليوم في النهار الى: النصف، الثلث، ربع الميخر، سدس الميخر، وقُسِمَ الليل الى: الغيبة، وهي غياب الشمس ويزيل ورقات من الغيبة, والبكرة: هي من بداية الثلث الأوسط من الليل الى شروق الشمس وثلث توالي الليل وهكذا.
سادساً: إذا اشار لك المعلم بالذهاب الى مجرى العين لأخذ الماء يجب ألا تركب أي وسيلة نقل بل تذهب على رجليك.
سابعاً: اذا وصلت الى المكان الذي ستأخذ الماء منه يجب ان تنادي بأعلى صوتك للذي معه الماء بكلمة قودك وتسمى هاهيلة فإذا رد عليك بالايجاب اخذت الماء واذا طلب الانتظار تنتظر.
ثامناً: اذا اشار لك المعلم بالذهاب لأخذ الماء وكان الذي سبقك قد أخذه من مكان بعيد ومشى به الى مزرعته فيأخذ وقتاً طويلاً حتى يدخل الماء مزرعته فعليك ان تأخذ شيئاً من قش القمح أو غيره وترميه في مجرى العين وتتبعه حتى تصل الى مكان أخذك الماء ثم تأخذ الماء, وفي بعض الأحيان يتطلب إعادة القش من بعد المكان الأول وتسمى العملية الأولى ذر الورقة وتسمى العملية الثانية الوسية والتمضاه ويكون من ورق الكريس الذي ينبت على جانبي الساقية.
وإذا لم يكن وضع القش أو ذر الورقة ممكناً فيقوم المعلم باقتطاع هذه المسافة من عنده بالزمن المتعارف عليه.
وحددت اماكن تذر منها الورقة مثل المقر والصبيري .
تقسيمات مختلفة
تاسعاً: تختلف العيون في تقسيماتها فمنها ما يتم تقسيمه على مدار الأربع والعشرين ساعة ومنها على مدار الأسبوع ومنها ما هو على مدار ثلاثة اسابيع والتقسيم الأخير خاص بعين تدعل .
عاشراً: يتعرض العاملون في صيانة ونظافة العيون إلى مصاعب كبيرة ومخاطر جمة، فمن المعلوم ان مجرى العين يصل عمقه تحت الأرض الى اكثر من عشرة أمتار، والمجرى ضيق فينزل أحدهم مع فتحة تسمى البقيرة ويدخل في مجرى العين محاولاً ايجاد سبب انحباس الماء، والباقون في الأعلى يتابعون صوت زميلهم في داخل العين، فإذا وصل الى مكان الانسداد ضرب على سقف العين من أسفل فيسمع الذين في الأعلى فيبدءون بالحفر حتى يصلوا اليه ومن ثم يتم إزالة سبب الانسداد, وهناك مخاطر من الأفاعي والغرق داخل العين.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved