أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 18th August,2000العدد:10186الطبعةالاولـيالجمعة 18 ,جمادى الاولى 1421

الاقتصادية

آخر الأسبوع
هل يصلح العطار ما أفسدته الإدارة؟
د, صنهات بدر العتيبي
في سوق المستحضرات التجميلية هناك العديد من الحيل والادوات التي تساهم في معالجة ما أفسده الدهر وعوامل التعرية الاخرى ولكن هل هناك أدوية تعالج ما أفسدته الادارة وسوء (الدبرة)!؟ أكتب هذا الكلام بشكل عام ولكني أخاف ان يضع بعض مديري الشركات المساهمة أيديهم على رؤوسهم بحثا عن قليل من التراب!! على كل حال، كثيرون هم الذين يهمهم ان يعرفوا كيف يتخلصون من (آفة) سوء الادارة وليس كيف يخفونها خلف بعض من المكياجات والتصاريح التبريرية.
من الممكن اصلاح ما أفسدته الادارة بطريقتين: الأولى: إعادة الهيكلة,, والثانية: أسلوب التحسين المستمر,, هاتان الطريقتان ليستا على طرفي نقيض ولكن يمكن ان تمزجا وتستخدما في الوقت نفسه, ولعله من المناسب أن نشير إلى ان اتباع اي منهما في وقت معين لا يعني بالضرورة نقص أو تهمة للادارة, أقول هذا لأن اغلب عملية اعادة الهيكلة أو التحسين الاداري في شركاتنا ومؤسساتنا تأتي بعيد تغييرات في الادارة العليا، ويصاحبها بعض من اللغط والتشكيك في الادارة السابقة، فأصبحت عمليات التطوير والتحسين (تهمة) ينفر منها المديرون بدلا من أن تكون طريقة ادارية صحيحة ومحترمة للتعلم وتفادي الأخطاء, وعلى فكرة في الإدارة (والحياة كذلك) الخطأ لا يكون عيبا ولكن العيب هو الاستمرار في الخطأ وتغطيته بورق التوت !!.
إعادة الهيكلة هي مفهوم اداري واسع يركز على ثلاثة محاور تبدأ كلها بكلمة اعادة:
1 إعادة بناء الفكرة أو الرؤية الكلية للمنشأة.
2 إعادة صياغة آليات واستراتيجيات العمل.
3 إعادة تشكيل البناء التنظيمي للمنشأة.
وقد طغت شهرة المحور الثالث على المحاور الاخرى فارتبطت اعادة الهيكلة بالتغيير التنظيمي وليس بالتغيير الاستراتيجي، وهذا خطأ شائع في المفهوم وتطبيقاته,, وكمثال من واقعنا نجد ان النجاح في اعادة هيكلة شركة المواشي، الذي ركز على زيادة تركيز اعمال الشركة في مجالات تخصصية متقاربة، قد ساهم في تحسن عمليات ونتائج الشركة لفترة من الفترات, ولكن تعثرت الشركة بعد الاندماج لانها لم تعتنق مفهوم التحسين المستمر.
التحسين المستمر هو مفهوم قديم في الادارة يماثله ما يعرف اليوم بنظام الجودة الشاملة، ومن أدواته: أنظمة السكوركاردز وبرامج الايزو وحلقات الجودة وغيرها كثير, الفكرة الاساسية لهذا المفهوم هي ان الادارة تعمل بمصاحبة (أو بمعية) آليات للتحسس وكشف الأخطاء والانحرافات ومن ثم معالجتها والانطلاق في مسيرة التحسين التي لا تنتهي (لذلك يسمى المستمر).
شركاتنا ومؤسساتنا تعيش، للأسف في غفلة عن هذه المفاهيم وما زالت تعمل تحت وطأة الاعتقاد بأن الخطأ والقصور الاداري عيب كبير لا يجب كشفه والتعامل معه ولكن حجبه بكثير من الاعلانات الموجهة والتصاريح المليئة حد التخمة بالفلاشات والتبريرات.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved