|
| العالم اليوم
* القاهرة مكتب الجزيرة عبدالله الحصري
تشير التوقعات الى ان عدد سكان العالم سيزداد خلال الاعوام الثلاثين القادمة الى ثمانية مليارات نسمة مما يلقي بشكوك حول امكانية توفير الغذاء لهذا العدد الهائل.
وطبقا لأحدث تقرير اعدته منظمة الفاو تحت عنوان الزراعة في الفترة من 2015 الى 2030 فانه يمكن تلبية احتياجات البشر من الغذاء,ويؤكد التقرير ان العقود الثلاثة الماضية شهدت تقدما ملحوظا في مجال توفير الغذاء على المستوى العالمي ففي حين زاد عدد سكان العالم بنسبة تزيد عن 70% فان معدل الارتفاع في نصيب الفرد من الاستهلاك الغذائي تفوق ذلك بنسبة 20% في البلدان النامية ورغم ان عدد السكان في الدول النامية زاد بنسبة 50% فان نسبة الذين يعانون نقصا في التغذية انخفضت بمقدار النصف حيث وصلت الى 18%.
واذا كانت منظمة الفاو تؤكد ان ما شهدته العقود الثلاثة الماضية من تقدم في مجال توفير الغذاء سيمتد الى السنوات المقبلة، فانها تشير الى ان العدد المطلق للجوعى سيظل مرتفعاً حيث يبلغ عددهم 580 مليون انسان بحلول عام 2015.
وتشير الفاو الى ان الانتاج الغذائي سيواصل اتجاهه التصاعدي مع انخفاض معدل الزيادة السنوي بمقدار 2% تقريباً يصل الى 1,5% عام 2030 الا ان هذا المعدل سيظل اعلى من نسبة معدل النمو السكاني.
وتتصدر الحبوب بلا منازع قائمة الموارد الغذائية المهمة من حيث ما توفره من سعرات حرارية، ووفقا للتوقعات المستقبلية فان انتاج الحبوب والطلب عليها سيرتفعان بما يقرب من نحو مليار طن ليزداد الانتاج العالمي من 1,8 مليار حاليا الى 2,8 مليار طن عام 2030، كما تشير التوقعات الى ان الاعلاف ستمثل من هذه الكمية ما نسبته 44% لتظل اهم عنصر حيوي يحرك قطاع الحبوب على مستوى العالم.
ويؤكد تقرير الفاو ان الدول النامية سيزداد اعتمادها على استيراد الحبوب حيث يتوقع التقرير زيادة فاتورة الواردات من 107,8 مليون طن حالياً الى 270 مليون طن عام 2030 وهو ما يتطلب من اسواق التصدير التقليدية مثل امريكا الشمالية واوروبا الغربية واستراليا زيادة صادراتها من الحبوب من 142 مليون الى 280 مليون طن بحلول عام 2030 لمواجهة الطلب المتزايد,وطبقا للتقرير فان الاقتصاد الغذائي العالمي ينشط بفعل الطلب على المنتجات الحيوانية حيث شهدت الاعوام الماضية نموا كبيرا في الطلب على اللحوم في البلدان النامية بزيادة 5,5% سنوياً رغم ان العديد من البلدان التي تتسم بزيادة الاستهلاك البروتيني لم تشارك في هذه العملية، وقد حقق قطاع الدواجن مشاركة فعالة في انتاج اللحوم الذي زادت نسبته الى 28% خلال العقود الثلاث الاخيرة، وفي هذا المجال تتوقع منظمة الفاو حدوث تباطؤ في سوق اللحوم العالمية في ظل استقرار طلب الدول النامية على اللحوم وانخفاض معدلات الاستهلاك في الدول الصناعية.
وفيما يتعلق بالمحاصيل الزراعية فان الفاو تتوقع ارتفاع حجم الانتاج بنسبة 70% عام 2030 مقارنة بالوضع الحالي حيث يتم تحقيق اربعة اخماس هذا النمو من خلال تكثيف الانتاج عبر استخدام اصناف وفيرة الغلة واتباع اسلوب الزراعة المتعدد واختصار فترات الراحة للتربة، اما الخمس الاخير فيتحقق بفضل التوسع في مساحة الاراضي المزروعة في كل من امريكا الجنوبية وافريقيا جنوب الصحراء ومع التوسع في نظام الري الذي يوفر 40% من مجموع الانتاج المحصولي وتزداد النسبة الى 47% عام 2030.
وطبقا لتقرير فان نصيب الفرد من الاستهلاك العالمي للاسماك يمكن ان يرتفع الى 16 كجم بحلول عام 2030 بما يعني ارتفاع حجم الاستخدام الغذائي للثروة السمكية ليصل الى 150 مليون طن فيما لا يزيد حجم الغالات السنوية للمصايد البحرية الطبيعية عن 100 مليون طن.
ويؤكد التقرير بأنه ستتواصل الضغوط البيئية بمعدل اقل مع تباطؤ معدل النمو الزراعي حيث من المنتظر ان يتناقص معدل ازالة الغابات بما يعكس تراخي التوسع في الاراضي المزروعة كما ان استعمال الاسمدة والمبيدات والمدخلات الزراعية الاخرى سيتباطأ وذلك بالرغم من ان الانتاج الحيواني المكثف يمكن ان يزيد من الاضرار اللاحقة بالبيئة بسبب ارتفاع معدلات تلوث التربة والماء والهواء.
|
|
|
|
|
