أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 20th August,2000العدد:10188الطبعةالاولـيالأحد 20 ,جمادى الاولى 1421

تحقيقات

يهربون من مشكلات الزواج فيقعون في قضايا ما بعد الطلاق:عشر قواعد للطلاق العقلاني الناجح!!
عشر قواعد للطلاق العقلاني الناجح!!
الطلاق العاطفي النفسي يعصف بالزوجين ويفضي إلى انفصالهما
* تحقيق: هيا السويد
حينما يعلو صراخ الزوج والزوجة ويبدأ الأبناء بشد الأم مرة والأب مرة اخرى ويصبح البيت مزيجا من تفاعلات المشاكل والمنغصات الأسرية، يعتقد البعض ان الطلاق هو المنفذ الوحيد لحل المشاكل والحقيقة ان الطلاق مشاكله كثيرة لا يشعر المطلقون بها إلا بعد الطلاق, فبرغم من معرفة الزوجين الحياة الزوجية إلا ان البعض بفقد العديد من الثقافات في مثل هذه الأمور ومن المعروف ان الطلاق هزة نفسية للانسان لكن في بعض الحالات الميؤس منها يكون قرار الطلاق راحة للطرفين وللأبناء لكن اي طلاق؟ إنه (الطلاق الناجح) في دورة للأسرة السعيدة التي نظمها الأستاذ جاسم المطوع وحضرتها الجزيرة حيث فتح مخرجا ومتنفسا الى أبجديات الطلاق الناجح.
ونحن هنا وعبر السطور التالية نتعرف من خلال هذا الموضوع الى كيف يتم الطلاق الناجح,,
كما يراه حاضرو الدورة والمشاركون بها:
في البداية قال الأستاذ جاسم المطوع,, إن هذا الموضوع مر فيه بعض الناس,, لكن الثقافة في مثل هذه الأمور من المواضيع المهمة عنوان الحديث هو الطلاق الناجح,, وإن شاء الله دائما أسرنا تكون مستقرة وتكون في سعادة ونتمنى ان لا احد يصل للطلاق او الى التفكك ولكن لو مررنا بظروف معينة وأصبحت الحياة بين الزوجين مستحيلة فهنا يكون الطلاق رحمة , لكن اي نوع من أنواع الطلاق الواقع الذي نشاهده الآن لو نأخذ جولة في المحاكم او جولة داخل البيوت سنكتشف ان اكثر انواع الطلاق اليوم هو الطلاق السيء، وهو الطلاق الفاشل,, الله عز وجل حينما أمرنا بالتسريح قال (وتسريح بإحسان) فالمراد بالإحسان هو الطلاق الناجح, ولعل البعض يتساءل هل هناك طلاق ناجح وطلاق فاشل، الطلاق هو الطلاق, لكن نعم هناك طلاق ناجح وطلاق فاشل ولذلك هناك كثير من الأمور متعلقة في موضوع الطلاق أحيانا الزوج يعتقد حينما يطلق انها انتهت العلاقة بينه وبين زوجته لكن هذا الحديث غير صحيح , الزوج حينما يطلق تبقى العلاقة بينه وبين مطلقته، وتبقى العلاقة بينه وبين أهل مطلقته وكذلك الزوجة المطلقة، وهناك علاقة ما بينهم وبين نفسيتهم وهناك علاقة ما بينهم وبين مجتمعهم كل هذه الدوائر وهذه الشبكة من العلاقات حقيقة هي لا تنقطع ولا تتوقف بمجرد قول الزوج لزوجته (أنت طالق) وإنما كثير من الأزواج وكثير من الزوجات يسعون للطلاق من أجل الارتياح النفسي لكنهم يكتشفون بعد ذلك انهم دخلوا في دوامة نفسية وفي قلق وفي مشاكل جديدة لم يكونوا حقيقة دارسيها ولا متوقعيها قبل ان يتخذوا قرار الطلاق.
فروق في التفكير والخيال
ويضيف الأستاذ المطوع,,ان الناس يصنفون على اربعة أنواع، هناك صنف من الناس دائما ينظرون الى الوراء بمعنى انهم دائما يحبون ان يعيشوا ذكرياتهم الماضية وهذا صنف يسمى السلبيين ودائما نرى هذا الصنف يتحدث عن الماضي وان الأولين هم الأفضل وأن أيامنا الأولى هي الأحسن وأن دائما ذكرياتنا هي الأفضل كل هذا الحديث يعيشه، فهو لا يعيش واقعه ولا مستقبله دائما يعيش في ماضيه.
* أما الصنف الثاني فهم الذين دائما ينظرون الى الأسفل ويعتقد ان يومه وأمسه واحد فلا يعيش في فرح ولا يعيش في أنس ولا يعيش في سعادة دائما عنده ماضيه ويومه واحد ولا يرى مستقبله أبدا.
* أما الصنف الثالث المستقبليون وهذا الصنف من أسمهم نعلم صفاتهم فهم كثيرو الأحلام ينظرون الى الأمام ولا ينظرون الى ماضيهم ولا يفكرون في حاضرهم دائما ينظرون الى الأمام.
أما الصنف الرابع الذي يمتلك النظرة الصحيحة وهو الذي يستفيد من ماضيه ويعيش حاضره ويخطط لمستقبله وهذا الصنف الذي نتمنى أنكم تصبحون مثله.
وبمقارنة هذا المعنى بالطلاق نجد ان بعضا من الناس بعد الطلاق يعيش في أزمات نفسية الىان يتوفاه الله وهذا الصنف الأول الذي دائما ينظر الى الوراء فدائما يعيش في أحلامه وذكرياته الماضية وبالتالي فهو غير مستمتع في حياته ولا هو قادر علىان يخطط لمستقبله.
* والبعض بعد الطلاق يعيشون ماضيهم وحاضرهم فنلاحظهم دائما يحطمون انفسهم فلا هم يعيشون في ماضيهم ويستفيدون منه ولا هم عاشوا حاضرهم واستفادوا منه.
مشاعر المطلق
عن ذلك قال الأستاذ المطوع,, ان الزوج او الزوجة أحيانا يفكرون في اتخاذ قرار الطلاق بمعنى انه بعد ثلاث او خمس او عشر سنوات من الزواج يبدؤون يفكرون ان الاستمرارية بينهم ستصبح صعبة جدا وهناك عدة مشاعر يمر فيها الزوج والزوجة حينما يفكرون في قرار الطلاق اول هذه المشاعر ,.
الصدمة
وهذا اول شعور لكن ليس معنى الصدمة ان من اثارها يبدأ الطرفين يركزون على كل خطأ يقع فيما بينهم سواء كان هذا الخطأ كبيرا او صغيرا، كل واحد منهم يفتح عينيه ويتربص يراقب الثاني وينتظر اي خطأ يقع منه بل أحيانا من مشاعر الصدمة انه احيانا الزوج يتصرف تصرفا صحيحا فتشاهده الزوجة على أنه خطأ او العكس,, على اعتبار ان المشاعر النفسية التي يمر فيها من ينوي الطلاق مشاعر غير متزنة وكذلك تبدأ الاحكام عنده تكون أحكاما مختلطة من علامات الصدمة,, فيبدأ كلا الطرفين بالانعزال، فالزوج في هذه المرحلة يجب ان يجلس لوحده والزوجة كذلك لا يتحدثون ولا يستشيرون احدا وكأن الدنيا أطبقت عليهم هذه هي مراحل الصدمة.
ومن علامات الصدمة,, أنه يبدأ كل زوج وكل زوجة بالتركيز على تصرفات بعضهم البعض وكل واحد يقول في قرارة نفسه أن الطرف الثاني أصبح يتصرف تصرفات جنونية هذه هي مراحل ثلاث يمر فيها الطرفين في مرحلة الصدمة.
التقلب
ومن ينوي الطلاق يمر في شعور آخر غير شعور الصدمة وهو (التقلب) ,, بمعنى أننا نلاحظ الزوج او الزوجة أحيانا يضحكون وأحيانا يبكون في حزن وفي فرح وكل هذه المشاعر في غير وقتها، بعض الساعات يقنع نفسه ان قرار الطلاق هو الصح,, ونشاهده في لحظات أخرى يقول (لا والله قرار الطلاق لو اتخذناه هو خطأ) هذا التقلب النفسي الذي يمر فيه من ينوي الطلاق تقلب متعب لنفسية الإنسان ولذلك يحتاج فيه لتدخل طرف ثالث,, بمعنى ان يكون هناك مرشد او مستشار يجلس مع الطرفين فيحاول ان يهدئ الوضع وبالتالي تستقر نفسيتهم وترجع كما كانت.
البداية الجديدة
أما المرحلة الثالثة التي يمر فيها من ينوي الطلاق والتي يسميها (البداية الجديدة) هذا الشعور شعور غريب يكون هناك أمل على من ينوي الطلاق سواء الزوج او الزوجة بأن بعد الطلاق سيعيشون حياة سعيدة وحياة جديدة وصفحة بيضاء ويبدأ هذا الأمل يضغط علىنفسيتهم فيقنعهم ان حياتهم الآن مستحيل ان تستمر.
المشاعر الجديدة
والمرحلة الرابعة وعنوانها (المشاعر الجديدة) ومثل ما يقال في الأمثال (إذا راحت السكرة جات الفكرة) بمعنى ان هذه المرحلة يعزم كلا الزوجين على اتخاذ قرار الطلاق ويتم الطلاق ولكن يأتي شعور الى الزوجين بأن أصبح لديهم توازن نفسي وانهم الآن استقروا وكل واحد منهم حامل على رأسه جبل من الهم والآن انزاح ذلك الجبل وشعروا بالارتياح لكن تأتي بعد هذه المرحلة مرحلة اخرى او شعور جديد اسمه (تأنيب على الماضي) بمعنى ان يبدأ التراجع هل القرار الذي اتخذه صح او خطأ (هل كان القرار سليما,,هل فعلت الصواب أم لا,,؟).
ظواهر التأنيب
بعد ذلك تخرج لدينا ثلاث ظواهر في المرحلة الأولى (ظاهرة الألم) و (ظاهرة الغضب)و (ظاهرة الخوف).
أما الأولى (الألم)فمثل الجرح الذي يكون في اليد وبعد ما يلتئم الجرح وكل ما الإنسان يلاحظ مكان الجرح يتذكر موضع الألم حينما يكون في بداياته بالمقابل موضع الطلاق فكل ما يشاهد ابناءه او البيت او الزوجة يأتيه هذا الألم على الماضي والألم على الأيام التي كانوا مع بعضهما.
والغضب بمعنى انه كلما يفتح عنده ملف من ملفاته القديمة التي كانت مفتوحة ايام الزواج,,ولذلك نلاحظ نفسية المطلق او المطلقة ان غضبهم سريع جدا علىاعتبار ان هذه المرحلة النفسية التي هم عاشوها يكون لها اثر نفسي في حياتهم.
واما الأخير وهو الخوف فيكون شعور بالخوف من تكرار هذه التجربة ومن تكرار هذه المعاناة التي عاشوها مع بعض وان كان بعض الزوجات وبعض الأزواج يمرون في معاناة الطلاق شهرا او سنة او سنتين او خمس سنين وهم يفكرون في موضوع الطلاق فهذه مشاعر مجموعة يمر فيها من ينوي او تنوي الطلاق.
مراحل الطلاق
هناك ست مراحل يمر فيها الإنسان الذي ينوي الطلاق وهذه المراحل التي نسميها أنواع الطلاق النفسي,.
النوع الأول,,الطلاق العاطفي,, وهو حالةنفسية يمر فيها من ينوي الطلاق سواء الزوج او الزوجة وهذه الحالة تزداد فيها المعارك النفسية ففي اوقات تحدث مشكلة بين الزوجين في فترة الصباح أحيانا ويظل الزوج او الزوجة طوال النهار وهم يتحدثون مع انفسهم من الداخل مثلا تقول الزوجة: (مدري وش وفقني مع هذا الزوج يا ليت ما تزوجته, وماأعرف كيف والله صار الزواج,, لو أهلي ما أجبروني فيه ما كان عشت معاه,,!) والزوج يقول أحيانا (والله أنا محد غشني فيها إلا أختي وقالت انها معها أيام المدرسة,,!) هذه كلها معارك نفسية تمر فيها الزوجة والزوج وها نحن نسميه الطلاق العاطفي بمعنى انه يكون هناك انفصال في المشاعر والعاطفة والحب والمودة بين الزوج والزوجة,, لكن يبقون ما زالوا عايشين مع بعض وما زالوا يأكلون مع بعض لكن هناك يوجد طلاق عاطفي ما بينهم يعني ان هناك انفضال في المشاعر.
اما الثاني,, الطلاق القانوني، وهذه المرحلة لمن يكون كل منهما في مكان بعيد عن الآخر فالزوج بعدما يطلق يجلب ورقة الطلاق ويسلمها للزوجة او لأهلها بالتالي تصبح الزوجة مطلقة فعلا وهذا هو الطلاق القانوني.
والنوع الثالث الطلاق الاقتصادي,, وهذا يترتب بعد الحصول على الطلاق القانوني تشعر الزوجة بانها اصبحت الآن مستقلة ماليا والزوج كذلك فيكون كل واحد منهم له دخله وأمواله الخاصة.
والرابع,, الطلاق الأبوي وهذا الطلاق ومن اسمه يعالج مشاكل الأبناء ونلاحظ ان من آثار الطلاق تصبح هناك مشاكل بين المطلق والمطلقة على الأولاد وعلى سبيل المثال مسألة رؤية الأبناء (متى يرى الأب المطلق الأولاد,, وهل يأخذهم يوما في الأسبوع او يومين والأولاد الذين اعمارهم 12 سنة هل حكمهم مثل حكم الأولاد الذين اعمارهم 6 سنوات او خمس,,؟) هذه الأمور تنشأ عنها خلافات بعد الطلاق وأحيانا بعض الزوجات المطلقات يمنعن رؤية الأبناء لآبائهم فهذه مشكلة من المشاكل التي تحصل بعد الطلاق الأبوي ومنها مشكلة الحضانة حضانة الأولاد عند من,,؟ هذه كلها خلافات تحصل بعد حصول الطلاق إذا كان هذا الطلاق غير ناجح,.
اما الخامس,, الطلاق الاجتماعي,, وهذا في الحقيقة يشكل ضغطا نفسيا على المطلق والمطلقة لأنهم يبدؤون يتحسسون حديث الناس ويبدأ الناس التدخل في حيلاتهم الخاصة فيسألونهم (ما سبب الطلاق,, لماذا حدث الطلاق,,هل فكرتم قبل اتخاذ قرار الطلاق في الأولاد,,؟) ويبدأ ضغط الناس عليهم من خلال الأسئلة والتحقيق وهذا ما نسميه الطلاق الاجتماعي.
واخيرا الطلاق النفسي,, وهي الآثار التي خلفها فشل الزواج في نفسية كل زوج وكل زوجة.
معوقات الطلاق الناجح
أحيانا الزوج او الزوجة يتمنون ان يكون الطلاق (طلاقا ناجحا) لكنهم لا يستطيعون لأن الطلاق الناجح مشكلته انه لا يتم من طرف واحد لا بد ان يكون التنسيق بين الطرفين بمعنى ان تكون هناك رغبة من الزوجة ورغبة من الزوج على ان يكون طلاقهم ناجحا عندها يمكن ان يحدث الاتفاق اما لو كانت الرغبة من طرف واحد يمكن ان يكون طلاقا ناجحا لكن هذا النجاح سيكون نسبيا ولن يصبح كليا ولذلك لدينا عدة معوقات لحصول الطلاق الناجح,.
الأول عائق العاطفة الزوج او الزوجة يكونان دائما مترددين ونسبة العقلانية في مرحلة ما قبل الطلاق نسبة ضعيفة جدا ونسبة العاطفة نسبة كبيرة جدا وطبيعي الإنسان ليس فقط في العلاقة الزوجية حتى مثلا لو لدى شخص ساعة يد وظلت الساعة في يده سنة او سنتين وفي حينها حصل على هدية ساعة أجمل ثم أحب هذا الشخص ان يقتني الساعة الجديدة نلاحظ ان هناك شعورا داخليا لديه حينما يزيح ساعته القديمة كأن فيه عاطفة بينه وبين الساعة مع العلم ان الساعة الجديدة أجمل.
فكيف لو كانت زوجة وكيف لو كانوا أولادا وكيف لو كانت عشرة لا شك ان هذا يفقده جزءا من التفكير على اعتبار انه يمر في حالات نفسية غير متزنة وليست مستقرة فالعاطفة التي لدينا تتحرك في موضوع الأولاد والسكن والمصاريف المستقبلية والخوف من المستقبل، لا يعلم الإنسان بعد الطلاق كيف حياته ستصبح وهذه كلها مخاوف تؤثر على عاطفة الإنسان.
أما العائق الثاني الذي يعيق حصول الطلاق الناجح فهو عدم الشعور بالأمان في الحوار الذي يحصل بين الزوج والزوجة المقبلين على الطلاق دائما يكون في قرارة الزوج ان حديث الزوجة ليس صحيحا وليس صادقا ودائما حواره النفسي يتهمها بالكذب والمخادعة والعكس الزوجة تتهم زوجها على انه كاذب وانه مخادع وخائن هذه المشاعر التي تحدث عند الزوج وعند الزوجة قبل الطلاق وتعيق من الوصول إلى الطلاق الناجح,واما العائق الثالث وهو المعلومات الخاطئة بمعنى ان الزوج او الزوجة حينما يغضبون على بعضهم كل واحد منهم يسيء فهم الآخر وهذه كلها تؤثر في اتخاذ القرار وسلامة التفكير.
العائق الرابع أسلوب المحامين او القوانين المتبعة لدينا في بعض مجتمعاتنا أحيانا القضية تصل الى المحامي فيعقّد المشكلة ويزيدها تعقيدا لأن من مصلحته ان يكسب من وراء القضية وان كان بعض المحامين فيهم الصلاح والخير يحبون إصلاح ذات البين كما أخبرنا النبي محمد صلىالله عليه وسلم (أفضل الصدقة إصلاح ذات البين) فهذه مجموعة عوائق أحيانا تعيق من حدوث الطلاق الناجح لكن لو كان الزوج والزوجة لديهم ثقافة في الطلاق الناجح ولديهم وعي في كيفية الفراق بينهما وبين بعض حقيقة لتم الطلاق بنجاح واستمرت علاقتهم بعد الطلاق لأن الزوج بعد الطلاق تنتفي منه صفة الزوجية لكن يبقى هو أب والزوجة بعد الطلاق تنتفي منها صفة الزوجية وتبقى هي أم وهذه قضية مهمة لا بد ان نقف عندها وقفة.
مواقف من بيوت المطلقين
قال الأستاذ المطوع عن قصة طلاق صديقين مطلقين الأولى أم عبد الله ولديها ستة أطفال وصديقتها أم محمد ولديها أربعة اطفال فكروا في يوم من الأيام ان يستأجروا حافلة صغيرة للتنزه حتى يتم الترفيه عن أنفسهم وأنفس أبنائهم تم ذلك اليوم وأخذوا الحافلة وركب العائلتان فيها فكان الأطفال في الخلف يلعبون وينشدون وفجأة بدأت أم عبدالله وصديقتها يستمعون لحوار الأبناء وهو يلعبون لعبة عنوانها (كيف كل واحد منهم ان يقتل والده ويستولي على أمواله) فحينما لاحظت ذلك ام عبدالله وصديقتها بدؤوا يصرخون على ابنائهم انه حرام عليكم هذا والدكم كيف تقتلونه,, كيف تسرقون أمواله,,؟.
وكانوا حقيقة في لحظات غضب ومر الحادث وجلست أم عبدالله وصديقتها وبدؤوا يحللون الموقف وتبين ان الأبناء لم يلعبوا هذه اللعبة من فراغ وانما لعبوها من المشاعر التي تلقوها من أمهاتهم في لحظات الغضب حينما كانوا يشتمن الأب ويدعون عليه فهذه الكراهية تولدت عند الأنباء وهذه تعتبر إشكالية ما بعد الطلاق، لو علمت الزوجة ان الزوج كيف يمكن ان يتعاملوا مع بعضهم البعض لما حدث ذلك.
اما قصة أم هيثم بعدما طلقت من زوجها ومرت السنين وكبر أطفالها قالت ذات يوم توفيت أخت زوجي بمعنى توفيت اخت مطلقي فقلت للأولاد هذه عمتكم متوفية واذهبوا الى العزاء فقالوا لي لماذا يا أمي أنت أيضا اذهبي معنا أليسوا أهلك,,!.
فوقفت وقفة وقالت لهم نعم هم أهلي صحيح انه حدث طلاق بيني وبين والدكم لكن تبقى هناك علاقة تربطنا ما بعد الطلاق ثم ذهبت معهم للعزاء.
فهذه إذن من النقاط التي بالفعل مهمة جدا ولذلك فالطلاق ليس نهاية العلاقة الزوجية، وانما بعد الطلاق هناك علاقات وشيجة بين البيتين على اعتبار ان الزواج ليس بين طرف واخر وانما الزواج بين عائلة وعائلة بين أهلها وأهل الزوج ليس بين الزوج والزوجة فقط فلذلك تبقى العلاقات ويبقى التراحم وتبقى المودة حتى لو كان بعد الطلاق.
كيف نتأقلم بعد الطلاق
قال الأستاذ المطوع,, دعونا نفترض ان الطلاق حدث وان هناك ضغط نفسي سيحدث على نفسية المطلق والمطلقة ، هنا عشر قواعد لو أحسن المطلق او المطلقة التعامل معها سيشعرون بالراحة بعد الطلاق,.
الأولى (التبرير قاتل التغير) بمعنى ان المطلق او المطلقة يعيشون في نفسية (ان الزواج فشل) ودائما يحاولون الدفاع عن انفسهم وانهم ليسوا هم السبب في فشل الزواج وبالتالي يبدأون يبررون لأنفسهم ذلك فلا ينامون الليل بسبب هذا التبرير وحينمايسأل يقول (والله أنا طلقتها) وهي سبب الطلاق ويبدأ يذكر سلبياتها ويكررها حتى يبرر لزواجه الذي فشل, بالتأكيد هذه النفسية تقتل صاحبها وتؤذيه وتجعله دائما يعيش في ألم وفي جرح وفي الأصل ان الإنسان يتجاوز هذه القاعدة ولا يبرر لنفسه وانما يتعامل مع هذا الحدث (انه قضاء وقدر) والله عز وجل ابتلاه وليبدأ بعدها مسيرة وصفحة جديدة وينطلق للمستقبل مستفيد من ماضيه,ثمت قاعدتان بين الاستثمار واكتشاف الهوايات استثمار الماضي للسعادة المستقبلية اي ان كل انسان منا يمر في لحظات ألم في حياته اماطلاق او غيره كم من حادثة تؤلم وتعقد فيها المآسي لكن الذي حدث في الماضي لا بد ان نستثمره حتى نعيش بالفعل سعداء ومن الأفضل ان نتعرف على ايجابياتك وهواياتك فان المطلق او المطلقة لا بد ان يعرفوا انفسهم وان كل انسان لديه نقاط ضعف وقوة، إذن ما هي نقاط القوة لدي لا بد انني اقوم بدراستها وبالتالي استثمرها حتى ممارستي لهوايتي بعد الطلاق لا بد ان يكون بشكل اكبر فأنمي هوايتي واستفيد من النقاط الإيجابية الموجودة لدي ولذلك يعلم عن الكثير من المطلقات بعد الطلاق بدؤوا يؤسسون ويعملون في نشاط العمل التطوعي والعمل الخيري وكثير من المطلقين تغيرت حياتهم بعد الطلاق واصبحوا رجالا ناجحين في المجتمعات كل هذا الأمر يبرر الاستفادة من طاقة الإنسان بعد ما ينفرد لوحده في هذه الدنيا ويبدأ في انطلاقته.
( كن اجتماعيا) بعد ما يحدث الطلاق من الجميل ان تزيد معارفي وعلاقاتي وصداقاتي فالعلاقة الاجتماعية تغذي الإنسان وتشبع لديه الحاجة الى الانتماء، لأن الزواج يعتبر مؤسسة ينتمي لها الانسان فعندما يفقد هذه المؤسسة يحتاج الى مؤسسة اخرى بديلة وتصبح هي مؤسسة العلاقات الاجتماعية فتزداد علاقته وانتاجه في المجتمع و (لا تكن حساسا) ان المطلق او المطلقة حينما يقدمون له اصحابه اي خدمة لا يقول في نفسه انهم يقدمون له هذه الخدمة لأنهم يعلمون انني مطلق او انني مطلقة هذه النفسية تقتل الإنسان بل العكس حينما قدموا لك الخدمة لأنك تستحق ذلك وهم لم ينظروا لك بنظرة العطف او الحنان، ان هذه النفسية حينما يعيشها الإنسان المطلق تقبل نفسه وتحجمه عن علاقاته الاجتماعية وانطلاقته في المجتمع ولذلك هذه بعض القصص ذكرتها لنا (مطلقة في يوم طلاقها قصت شعرها لأنها تريد ان ترى وجهها في شكل جديد مثل ما قالت أريد ان اشاهد نفسي أمام المرآة فأبتسم فهي تحاول ان تجدد في حياتها حتى تبدأ انطلاقة جديدة واما المطلق في يوم طلاقه قام بأداء عمرة لأنه يريد ان يجدد في حياته ليبدأ صفحة بيضاء فالطلاق ليس ذلك الخنجر الذي يطعن المطلق او المطلقة وبالتالي تنهار حياتهم),( التأقلم مع البيئة الجديدة) بمعنى المطلق حينما يطلق اين يذهب والمطلقة كذلك,, كل واحد منهم يذهب الىبيئته القديمة وهذه النقلة تحتاج الى تأقلم في الليلة الأولى كل واحد من الطرفين لن يشعر بالنوم يبدأ يفكر اذن هذه بيئة جديدة وهذه علاقة جديدة ولذلك كيف نتأقلم بعد الطلاق، جدا مهم ان نتعرف على هذه البيئة الجديدة التي عدنا لها وكيف يمكن لنا التعامل معها وان لا نكون منكسرين مهزومين وانما نكون ايجابيين متفائلين.
* ( هل يتزوج المطلقان) بعض المطلقين والمطلقات يعيشون في نفسية التعميم بمعنى اذا مرت في تجربة في حياتها الزوجية وفشلت هذه التجربة تبدأ المطلقة تحكم على جميع الرجال انهم واحد وجميعهم ليس بهم خير والعكس أحيانا نستمع الى ألفاظ بعض الرجال الذين مروا في مرحلة الطلاق بعد الطلاق يقولون النساء جميعهن ليس بهن خير,, لا بد ان تكون نفسية المطلق او المطلقة نفسية ايجابية.
* (لا تدعوا الأبناء هو الضحية) نلاحظ بعض المطلقين والمطلقات كل واحد منهم يتأثر من الطرف الثاني وهذا التأثير يترتب عليه (ان الأبناء هم الضحية) الأبناء مرة عند الأم ومرة عند الأب والأم تغذي الأولاد عن والدهم وأخلاقه السيئة والأب يغذي أولاده عن والدتهم وعن أخلاقها السيئة ,, لذلك كيف نتأقلم بعد الطلاق من خلال الطلاق الناجح وفي التعامل مع الأبناء.
* ( ترك التجسس) أحيانا المطلق يحرض اولاده على أمهم المطلقة حتى يعلم الأخبار وأحيانا المطلقة تحرض أولادها لتعلم أخبار والدهم بالتالي فالأولاد ينسجون قصصا وأحداثا وتزداد المشاكل بينهم وبين بعض وهذه حقيقة من الأمور الخطيرة جدا في العلاقة ما بين المطلق والمطلقة.
* القاعدة العاشرة (لا تنس الدعاء والاستغفار) كلما كان الإنسان وخصوصا وقت المحنة علاقته بالله سبحانه وتعالى علاقة قوية كلما ما رب العالمين أمد في عونه وقوة إرادته واعطاه ثقة في نفسه وجعله قويا وصابرا وصامدا لماذا؟.
لأنه أصبح يستعين بالقوي والغني والعزيز وخصوصا الاستغفار، هذا الاستغفار يطهر النفس من الداخل فلو كان لدى المطلق او المطلقة شيء في قلوبهم فان الاستغفار كفيل بأن يزيل هذا الهم وبالتالي تكون علاقتهم علاقة فيها صفاء.
جلسة الاتفاق
الاتفاق مع الأولاد هدف هذه الجلسة لحماية الأولاد من الأزمات النفسية إذن كيف يمكن للزوج او الزوجة مصارحة ابنائهم بقرار الانفصال هذه صدمة كبيرة وخبر سيء, لكن العمل هل يفضل الزوجين أن يكون قرار الطلاق مفاجئة للأولاد, دعونا نذكر ما قال الأستاذ المطوع حول هذا الموضوع,.
اخفاء الغضب ويعني به ان يجلس الزوجان مع الأبناء ويتحدثون معهم في هذا القرار لكن اثناء الحوار لا بد للزوجين عدم اظهار الغضب والتعصب على الطرف الآخر لذلك يجب ان يتحكموا في ذواتهم بحيث انهم ما زالوا (أب وأم) لهؤلاء الأبناء وأنهم ما زالوا موجودين معهم.
التناوب بمعنى هناك تنسيق بين الزوجين لأنهم حينما يجلسون مع الأولاد ويصارحونهم في قرار الطلاق، الأولاد سيبدؤون بالسؤال (لماذا تذهب يا ابي، لماذا تطلق أمي,, لماذا تذهبين يا أمي,,) يبدؤون يثيرون مثل هذه الأسئلة والإجابة على اسئلة الأولاد لا بد ان تكون من الطرفين وليس من طرف واحد لأنه ليس دائما الأب هو الذي يتحدث او الأم، يجب ان يكون بينهم تنسيق لانهم بهذه الطريقة تعطيهم شعورا بان هناك تنسيق بين الأم والأب وانه لم يحدث بينهم شيء وبالتالي يشعرون بالأمان والراحة النفسية.
لماذا الفراق؟ لا بد للأب والأم ان يظهرا السبب للأبناء لماذا هما ليسا قادرين على العيش مع بعضهم البعض دون الدخول في التفاصيل؟.
مشاعر ما بعد الطلاق
هناك عدة مشاعر يمر فيها المطلق والمطلقة بعدما يحدث الطلاق وهذا الشعور لا يشعر به إلا هما وحالات نفسية يمران فيها منها:
(الشعور بالهجر والفقد) وهذا الشعور له عدة علامات منها الكسل في الحركة بعد الطلاق فنلاحظ المطلق أو المطلقة دائما يحب ان يسترخي ويرتاح وينام كثيرا لا يحب الحركة والخروج دائما في خمول ومنها اختلاط المشاعر أحيانا يضحك وأحيانا يبكي وأحيانا يحزن ومنها التراجع في التفكير ومنها حب السيطرة والتملك والتعلق بالآخرين والحساسية المفرطة من الآخرين.
وشعور بالغضب ينتج عنه الكثير من العلامات منها لوم الآخرين، المطلق والمطلقة يتهمان الناس أنهم هم السبب في احداث مثل هذه المشكلة فدائما يلومان الآخرين وأحيانا يلومان نفسيهما وأحيانا يخفيان الغضب الموجود على حياتهما أو على أولادهما,وأحيانا الكره وحب الانتقام وهذا الشعور الخفي موجود في داخل نفسية المطلق والمطلقة ودائما إذا المطلقة سمعت أي خبر عن زوجها المطلق تفرح إذا كان هذا الخبر يؤذيه بمعنى انها تتشفى منه وتحب لو تنتقم منه وكذلك المطلق لو سمع أي خبر يؤذي مطلقته,كذلك الخوف من المستقبل على اعتبار ان هناك عدة أسئلة تطرح في مخيلته منها (هل سأكون سعيدا بعد الطلاق أم لا,,؟ هل سيكون هناك رجل آخر في حياتي أم لا,,,؟ ماذا لو لم أتزوج ,,؟) بعد ذلك تذبذب تعيش فيه هذه الحياة في رؤية غير واضحة واستراتيجية غير معلومة في حياة المطلق والمطلقة وان كانت هذه أشد على نفسية المرأة,وفقدان التوازن بمعنى ان القناعات تبدأ تتغير عند المطلق والمطلقة أو عدم القدرة على عمل أي شيء دائما تكون نفسية كل منهما محطمة لا يريد التحدث وقد تأتيه فرصة الحياة ولا يلتفت لها فيفقد التوازن في التعامل النفسي سواء مع نفسه أو مع الآخرين,وقد تنتاب المطلق مشاعر الاحساس بالفشل والخجل وذلك حينما يبدأ يحدث نفسه انني شخصية غير محبوبة وأنا شخصية غير ناجحة,,, لو انني ناجح لم يحدث الطلاق ويبدأ يفكر في موضوع هل سيعود الى أهله أم لا وهذا يعطيه شعورا بالخجل,,, كيف يرجع الى أهله وكيف سيعيش معهم وكيف يتصرف وتبدأ عملية النظرة الى الدنيا والنظرة الى الناس تتغير لديه لذلك الاحساس بالفشل والخجل مؤثر جدا لدرجة ان المطلق أو المطلقة يفكران فيما سيقولان لأفراد العائلة أو للاصدقاء والجيران,كما قد يتولد لديهما أو أحدهما الشعور بالقبح وبالقلق ولاشك ان هذا الشعور خطير جدا على انه بعد الطلاق يبدأ الانسان يلتفت الى نفسه وخصوصا حينما يشاهد أشخاصا آخرين أقل جمالا منه وأقل كفاءة منه ومع ذلك علاقة الزوجين مستمرة، فيبدأ ينظر الى نفسه ويفكر لماذا حدث الطلاق هل بسبب قبح لديه أو بسوء تصرف أو بسوء إدارة.
أما الشعور بالالم والحزن والوحدة فهذا شيء طبيعي على اعتبار ان الطلاق حدث ويعتبر الماضي على انه ذكريات وهذا يؤلم الانسان لأنه لم ينجح في حياته ولذلك يبدأ المطلق أو المطلقة يشغل نفسه في أي شيء يمكن ان يصرف وقته فيه وكذلك يبدأ يشعر بان الكل من حوله تخلى عنه وانه منبوذ في هذا المجتمع فكلما يذهب الى مكان يبدأ يحلل نظرات الناس حوله بأنهم يتحدثون عنه أنه مطلق فيكون لديه شعور داخلي بأن كل من ينظر اليه يقول انه مطلق أو مطلقة فالشعور بالوحدة يؤثر جدا في نفسية المطلق والمطلقة وهناك مشاعر كثيرة وأمور نفسية وحالات يمر فيها المطلق والمطلقة ولذلك نحن نتمنى دائما الحياة السعيدة للزوجين.
إعادة الثقة
من المفاهيم التي يشعر فيها المطلقون عدم الثقة بالنفس وهذه قضية مهمة جدا اذا تزعزعت الثقة بالانسان وبقدراته ومواهبه وبحالته يكون بالفعل (مريضا نفسيا) لذلك كثير من المطلقين يمرون بهذه النفسية ولذلك هناك عدة نقاط لو استجاب المطلق والمطلقة لها بالفعل سيعيد الثقة بنفسه وتقوى ارادته وان يردد في نفسه ويقول (دائما أنا جيد واستحق حياة جيدة) مثل هذه العبارات تعيد الثقة في نفسية المطلقين ويتفاءل ويتعامل مع هذه الحياة على أنه دائما جيد وأنه يستحق حياد جيدة ومن العبارات المهمة التي لابد من ترديدها وهي (أنا لست وحدي في الفشل فكل الناس يفشلون ويخطئون) ولكن لا نجاح الا من بعد الفشل بمعنى ان أي نجاح يحدث في العالم لابد أول طريق من طرقه ان يمر الانسان بالفشل (فالفشل) ليس خطأ فادحا ولكن الاستمرارية على الخطأ هي الخطأ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (لو لا تذنبون وتستغفرون لأتى الله عز وجل بأقوام يذنبون فيستغفرون الله) وقال الأستاذالمطوع في دورته أيضا ان العبرة ليست بالذنب انما العبرة في الاستغفار متى يكون الانسان ناجحا إذا مر في لحظات فشل في حياته بعد ذلك استمر في الحياة فإذاً نردد هذه العبارة (انني جيد وأستحق حياة جيدة وانه لولا الفشل لما تعلمت من هذه الحياة) ثم ان الحياة مدرسة يوم حلو ويوم مر, أنا أعلم عن مطلقة، كما قال، أسست مدرسة بعد طلاقها وتفرغت للعمل التربوي في هذه المدرسة وأعلم عن مطلق بعد الطلاق أسس أكثر من مشروع خيري وبدأ ينطلق في حياته انطلاقة كانت غريبة على جميع من حوله فإذاً هناك يوجد قدرات كامنة في النفس.
قصة واقعية لطلاق ناجح
قال الأستاذ المطوع,,, هذه قصة واقعية عشتها مع زوج وزوجته دعوني أذكرها حتى نستفيد منها ونستفيد من العبر الموجودة فيها بعد زواج استمر لمدة 15 سنة والله عز وجل رزق الزوجين أربعة أولاد البنت الكبيرة عمرها 12 سنة والولد عمره 9 سنوات والبنت الثالثة عمرها 3 سنوات والولد الرابع عمره سنة, الزوجان شعرا ان حياتهما مستحيلة والمشاكل بينهما بدأت تزداد كل واحد منهما أصبح لديه قرار ان الانفصال هو الأفضل والأصح فاتخذ الزوجان قرارا بالطلاق لكن طلاقهما كان طلاقا ناجحا دعونا نرى ماذا فعلا مع بعض ,,في البداية جلسا يتحاوران في موضوع الطلاق ومستقبلهما ومستقبل ابنائهما أول سؤال حضرا الاجابة عليه (أين ستسكن الزوجة بعد الطلاق,,؟) بدأ الزوجان يتحاوران وكتبا الاجابة على ورقة وانتقلا الى السؤال الثاني (أين سيذهب الأولاد؟) وبدآ يتناقشان بالنسبة للبنت الكبيرة التي عمرها 12 سنة أين ستذهب وكذلك بقية الأولاد وبعدها طرحا سؤالا (كيف يسلم الزوج النفقة للأولاد؟) (وكيف يعطي لمطلقته نفقة العدة وتفقة المتعة,,؟) وتحاورا وصولا الى اتفاق وكتباه ثم انتقلا لبقية البنود والنقاط حول هذا الاتفاق.
وقد يستغرب القارىء ما حدث، قالت الزوجة بعد سنة من مضي هذا الطلاق حقيقة انني مرتاحة البال وليس لدي أي مشكلة,,, لكن لدي مشكلة واحدة لم أستطع أن أتغلب عليها الى الآن وهي ان ابنتي التي عمرها 12 سنة هذه البنت متعلقة كثيرا في والدها فهي فاقدة عاطفة الأبوة وهذه المشكلة الوحيدة الموجودة لدي والتي أنا الآن أقوم بالتفكير في حلها هذا حقيقة نموذج للطلاق الناجح.
تساؤلات
وفي نهاية الدورة طرح الحضور عددا من الأسئلة وأجاب عليها الأستاذ المطوع,,, وكان السؤال الأول يقول (متى يبدأ الزوجان يفكران بالطلاق؟) فقال الزوجان حينما يفكران بالطلاق قاصدان ذلك لصعوبة الحياة بينهما وحياتهما المستحيلة بمعنى هناك مشاكل معقدة وهناك مشاكل كبيرة وحاولا علاج هذه المشاكل لكن دون جدوى يبدأ الزوجان يفكران بالطلاق وان كانت حقيقة واقعنا واقع مأساوي فاليوم أصبح الطلاق كاللعب يقول الأستاذ المطوع مرة من المرات جاءني زوج طلق زوجته فحينما سألته سؤالا قلت له يا فلان أنت في أي تاريخ طلقت زوجتك قال والله لا أذكر فسألت الزوجة هل تذكرين التاريخ فقالت والله أنا لا أذكر فقلت لهما إذن كيف نثبت الآن بالمحكمة انه وقع الطلاق فقالت الزوجة أي طلاق فقال لها الاستاذ المطوع اذن زوجك لم يطلقك فقالت نعم طلقني عدة مرات أنا لا أعلم أي طلقة فأدار رأسه على الزوج فقال له أنت يا فلان كم مرة طلقت زوجتك فقال أنا طلقتها 17 طلقة فقال الأستاذ المطوع,,, كيف هل أنت حامل مسدس,,, كيف طلقت 17 طلقة,,, الطلقة الأولى تسمى الرجعية والثانية أيضا أما الطلقة الثالثة فهي الطلقة البائنة وأنت كيف طلقت 17 طلقة,,!
لذلك قال الأستاذ المطوع اليوم أصبحنا نلاحظ ان الطلاق كاللعب، شباب وبنات صغار حديثي الزواج نلاحظهم بعد يومين وهم في المحكمة (أنا أذكر، كما قال، قصة طلاق شباب حديثي الزواج في أول ليلة خرج الزوج مع اصحابه الى الاستراحة فحينما أتى الى البيت في منتصف الليل قالت له زوجته هذه أول ليلة وأنت خارج البيت فقال لها اسمعي ان هذه حياتي لن أغيرها تريديني أهلا وسهلا وإذا كنت لا تريدينني أطلقك من اليوم فقالت الزوجة الطلاق أفضل فقال لها أنت طالق) فالطلاق اصبح لدينا مثل اللعب فلما أسيء استخدام هذا السلاح تأثرت أسرنا وتفكك مجتمعنا ولم يصبح لدينا بنية قوية.
وطرح احد الحضور سؤالا آخر مختصره:
(نحن لم نوفق في زواجنا وكل يوم لدينا مشكلة، فهل نصبر من أجل الأبناء والا نطلب الطلاق؟)
قال الأستاذ المطوع ان هذا يعتمد على نوع المشكلة وأحيانا المشاكل الزوجية تحطم نفسية الأولاد فقال في هذه الحالة الطلاق الناجح رحمة للزوجين ورحمة للأولاد, أما اذا كانت نوعية المشاكل بسيطة أو صغيرة ويمكن الصبر عليها هنا لا ينصح حقيقة بالطلاق وانما ننصح بالصبر والتكيف مع الحياة الزوجية وننصح بسؤال المرشدين بتوجيه الزوجين الى الاستقرار الأسري.
تبعه آخر بالرأي التالي:
(ان حياتي العائلية أصبحت صعبة ودائما افكر بالطلاق لكن انا أحاول ابعاد فكرة الطلاق عن حياتي,,؟)
أجابه بقوله:
دعونا قليلا نبعد فكرة الطلاق دعونا نتعامل معه على انه آخر الدواء ونبدأ في العلاقة الزوجية نعالج بالوسائل والأفكار المتنوعة حتى نستطيع ان نعالج المشكلة ونجعل الطلاق هو آخر الحلول التي يمكن ان يصل اليها الزوجان ولكن بالمناسبة لماذا الزوجان أول حل يفكران به هو الطلاق، الاعتبار الأول على انه حل سهل لا يحتاج إلى تفكير أو صبر ولا يحتاج أي تخطيط انما كلمة فقط يقولها الزوج وتنتهي المشكلة لكنهما لم يتوقعا انها ستنشأ مشاكل كثيرة على وقوع هذه الكلمة والسبب الثاني الذي يجعل الزوج أو الزوجة يتجهان الى الطلاق هو الارتياح والتجديد في حياتهما أما السبب الثالث فأحيانا الرجل أو المرأة يفكران الى البدائل فتصبح طريقة تفكيرهما دائما علاج المشكلة بحل واحد ولا يفكران ان لها اكثر من طريقة للعلاج.
واجابة على السؤال التالي: (ماهي الأضرار التي تقع عليّ لو انني طلبت الطلاق وخرجت من المنزل,,؟)
قال لا شك ان اضرار الطلاق كثيرة هناك اضرار تربوية وهناك أضرار مالية وهناك أضرار اجتماعية ونفسية ولذلك نحن دائما نجعل الطلاق آخر مرحلة على اعتبار ان الطلاق يعتبر هزة نفسية للانسان ولذلك أكثر حالات الطلاق في مراحل العمر وهي معلومة خليجية في الخليج أعلى نسبة للطلاق في أول خمس سنوات زواج بل تصل 67% من حالات الطلاق تقع في أول خمس سنوات ولعل هناك أسبابا كثيرة لوقوع الطلاق منها انعدام أو فقد دور الأم والأب في التوجيه في مساعدة الابن والبنت في الاستمرار في الحياة الزوجية وأن الأضرار كبيرة ومتشعبة لا شك في ذلك.
سؤال (لقد تركت المنزل باختياري فهل يمكنني الرجوع,,؟)
فأجاب عليه قائلا: بالفعل مشكلة كبيرة أحيانا الزوجان يتخذان قرارا لكي يأخذا راحة من بعضهما فكل واحد منهما يذهب الى بيته ويأخذ فترة للتفكير لكن الواقع حينما يذهب الزوج للبيت والزوجة تذهب للبيت ويبدأ هنا الأهل يتدخلون في الموضوع ولعل تدخلهم يزيد المشكلة تعقيدا أو أن الزوجة حينما تذهب لبيت اهلها وتأخذ قسطا من الراحة أسبوعا أو شهرا (تستحلي) الحياة وتستطعم حياتها مع أهلها وتتذكر أيام ما كانت مدللة من والدها ووالدتها وبالتالي حينما تعجبها هذه الحياة هنا تضحي بالزوج ومستعدة ايضا ان تضحي بالأولاد.
وطرح هذا السؤال: (لو حدثت قضية بيني وبين زوجي في المحكمة فهل من الممكن أن احضر أبنائي للشهود في هذه القضية,,؟)
في نظر الأستاذ المطوع,,, انها تحطيم لمشاعر الأبناء وتحطيم لمشاعر الأب وتحطيم لمشاعر الأم وان اضطرت الأم أو اضطر الأب لهذه الشهادة، دعونا مرة أخرى نقول (دعوها هي آخر دواء) لكي تبقى علاقتنا سليمة ومحبتنا في القلب وخصوصا اذا كانت العلاقة غير صحيحة بين الزوج والزوجة هذه العلاقة وسوؤها لا تنعكس على الأولاد فكذلك نقطع العلاقة ما بين الأولاد والأب أو الأولاد والأم، أطفالنا فلذات أكبادنا نحافظ عليهم ونرعاهم ونحسن تربيتهم.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved