أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 22nd August,2000العدد:10189الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,جمادى الأول 1421

مقـالات

شدو
نَصَب (ينصب!)
د, فارس الغزي
من المحال ان يكل أو يمل (النصاب!) من المناورة (اخلاقيا) بدون عقوبة رادعة, إنه ولأسباب متجذرة في كيانه (البيلوجي النفسي) يعتقد أنه أذكى خلق الله وهو أغبى خلق الله (فيتواصل) مع أوهامه فقط ليواصل نصبه واحتياله, إنه لايعي أن لدى الآخرين نفس القدرات بل وأكثر وذلك فيما لو ارادوا، لاسمح الله، سلوك مسلكه، ولكن خوف الانسان من الله يردعه ويقوده الى الترفع عن الانخراط في سلوكيات وضيعة كهذه وعلى غرار قول علي بن ابي طالب كرم الله وجهه: لولا الاسلام لكنا من أمكر الناس! .
نسمع بين الفينة والاخرى عن عمليات نصب واحتيال موجهة الى مجتمعنا من قبل فئات نيجيرية ضالة لاتمثل بالتأكيد المجتمع النيجيري، انهم هؤلاء المجرمون (بلباس تجار) ممن يستغلون طمع الانسان وغباء بعض بني الانسان فيسلبون الاموال الطائلة تحت اسم مشاريع تجارية وهمية في عالم النفط والاستثمار,, الخ,
هنا لن أتكلم عن ضحايا هؤلاء النصابين حيث انهم، في الحقيقة، (يستاهلون) لغبائهم (طبعا!) مقالة منفردة، ولكنني أتعجب من قدرة هؤلاء المجرمين على تمرير حركاتهم على أناس يصنفون على أنهم من طبقة النخبة من رجال المال والاعمال, بالمناسبة، لقد أثلج صدري (كفانا الله وإياكم شر تجمد الصدر!) ما قرأته في العدد الاخير من جريدة USA Today الأمريكية بخصوص هؤلاء النصابين النيجيريين ولماذا؟! لأنه خبر أكد لي بأننا على الأقل لسنا بالوحيدين على هذا الكوكب ممن تعرضوا ويتعرضون لاشعاعات النصب والاحتيال والابتزاز هذه, حسنا، نص عنوان الخبر المذكور هو: عودة النصب النيجيري مجددا وبوسائل مختلفة عن السابق ,,,، حيث يسرد هذا الخبر تفاصيل مفادها تصعيد عصابات النصب النيجيري نشاطاتها في أمريكا مرة أخرى وذلك بعد سنة من الانخفاض النسبي في هذه النشاطات، إنها وكما يقول الخبر نشاطات تثير القلق البالغ الامر الذي يتوجب على الجميع أخذ الحذر والحيطة ومكافحتها بكل الوسائل المتاحة، ومن ضمن ما اتخذ من وسائل ناجحة لمكافحة عمليات النصب هذه ما لجأت اليه مصلحة البريد الامريكي منذ عام 1998 الميلادي وعندما قررت التخلص من كافة الرسائل البريدية القادمة من نيجيريا والتي يتبين ان طوابعها مزورة هي الاخرى: (حتى الطوابع لم تسلم من نصب هؤلاء!).
هذا وتتم مكافحة هذه العمليات من قبل رجال المباحث الامريكيين تحت مسمى (عملية 419) وبالمناسبة، فاختيار هذا الرقم بعينه يحمل من السخرية والتهكم مايحمل حيث انه يشير الى رقم البند القانوني الخاص بعقوبة التزوير والاحتيال في القانون النيجيري!!
في الختام لم تنس هذه الجريدة من التحذير بأنه رغم كل ما اتخذ من وسائل مكافحة فإن هؤلاء النصابين قادرون على اختراع كل ماهو جديد في عالم النصب والاحتيال، خصوصاً في ظل توسع النشاطات التجارية من خلال شبكة الانترنت الامر الذي يوجب على الجميع الاخذ بأسباب الحذر واليقظة والحيطة.
هل لي أن أقترح أن (نساير!) هؤلاء النصابين حتى نحوز على ثقتهم فندعوهم الى المجيء (لتوقيع!) العقود وحينئذ نقدم لهم (المقسوم!) من واجب الضيافة الملائم لهم ولأمثالهم من المجرمين!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved