أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 22nd August,2000العدد:10189الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,جمادى الأول 1421

مقـالات

بوح
سلاح الحجارة
إبراهيم الناصر الحميدان
عندما كان المفاوض الفلسطيني يقف في مواجهة التعنت الاسرائيلي وفي الوقت ذاته يحاول رئيس الولايات المتحدة ومن خلفه اجهزته المختلفة وجميعها متواطئة مع العدو يبحثون في اية صيغة تلتهم الحق العربي بصورة غير مباشرة ظاهرياً بالتلويح انهم يتفهمون الحق التاريخي العربي والاسلامي في الاشراف على القدس الشرقية موقع المسجد الاقصى ولو نظرياً بعد ادخال العنصر المسيحي الضعيف في اللعبة والذي لم يحاول ان يرفع له صوتا على مدى الاجيال سوى بالدعاء الخافت، اقول في تلك الفترة العصيبة التي حنّطت رئيس المنظمة عرفات وجعلت فكه الاسفل يتحرك بدون صوت لانه يمضغ الهواء ولا يحير اجوبة قطعية!.
ارتفعت الأصوات العربية التي فقدت الثقة منذ امد طويل بهذا المفاوض الكثير التنازلات لسرعة هز رأسه بالموافقة تطالب بالعودة الى سلاح الحجارة يقذفها طفل فلسطيني على الجندي الاسرائيلي المدجج بأحدث الاسلحة بما فيها القنابل، وكأنما تلك الأصوات تعلن عن انه ليس بيدها عمل شيء للقضية سوى التصفيق للطفل الاعزل ليكون الضحية في هذا الزمن العربي التعيس ليحرر ارضه من الاحتلال الشرس,, وانه لأمر مخجل لهذه الامة التي تفاخر بأمجادها وتاريخها البطولي ان تتحول الى الاطفال الابرياء حتى يستعيدون لها حقها المغتصب انه لامر مؤلم في القرن الواحد والعشرين ان يفشل مليار مسلم في العالم من استعادة مقدسات لا يمكن التفريط فيها بينما بضعة آلاف جاؤوا قسرا من مختلف انحاء العالم ويعيشون في منازل متحركة من الخشب والصفيح وليس في البروج المشيدة من اغلى الرخام هم الذين يتحكمون في مصير تلك المقدسات,, والسؤال هو هل حقاً لا يملك العرب ومن وراءهم مليار مسلم في العالم اي سلاح فعال سوى الحجارة يقذفها طفل بريء في مواجهة عدو مدجج بالكراهية والعداء؟.
كيف للعربي في هذه الحالة من مواجهة السؤال الذي يصرخ به الشامتون في شتى انحاء العالم أتستطيبون العيش في الحياة وأنتم تخوضون في مثل هذه الاوضاع المريرة؟.
أين الكرامة التي تتشدقون بها والتراث الذي تتفاخرون به بل والثروة التي تملكونها؟,, ألستم تنامون فوق بحار من الامكانيات المادية ولديكم الاعداد الهائلة من البشر الذين يستطيعون تحرير المقدسات بالجهاد سيراً على الاقدام دون الحاجة الى رفع سلاح سوى سلاح الايمان بالقضية والانصات الى استغاثة وا إسلاماه، ثم الاستجابة لصوت هذا الاستغاثة بكل رجولة وتضحية؟.
للمراسلة: ص,ب 6324 الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved