أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 22nd August,2000العدد:10189الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,جمادى الأول 1421

العالم اليوم

أضواء
لماذا يلجأ المسلمون في الفلبين ,, وكشمير والشيشان للإرهاب؟!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
في جنوب الفلبين، كما في كشمير، وما يدور في الشيشان من مواجهات بين المواطنين المسلمين في تلك البلدان الذين يشكلون الأغلبية المطلقة، في السكان وبين السلطات الحاكمة يثير الغضب الاسلامي المكبوت أكثر من اثارة المآسي، ويزيد من مساحات التساؤل عن أسباب تعرض المسلمين دون غيرهم للتسلط والهيمنة وفرض حكمهم من الآخريين في عصر يسيطر فيه مبدأ تقرير المصير ويعطى الحق للشعوب لتحكم نفسها بنفسها.
في الشيشان يفرض الجيش الروسي حكماً عسكرياً مطلقاً تحت غطاء تنصيب رئيس صوري شارك بموافقة على شغل منصب لا قيمة له في قتل عشرات الآلاف من أبناء وطنه.
ولايزال الروس يواصلون القتل اليومي للشيشان ويمنعون المواطنين من العودة الى مدنهم ومنازلهم حيث لايزال أكثر من نصف سكان الشيشان لاجئين يقيمون في المخيمات منذ اكثر من عام.
في كشمير ليس الوضع بأحسن حالاً من الشيشان، فالمسلمون الذين يشكلون الأغلبية المطلقة في الاقليم الذي تحكمه الهند يخضعون لتسلط الاقلية الهندوسية التي تطارد المواطنين بحجة تعاونهم مع باكستان وأنهم يتسللون في خارج المنطقة التي تسيطر عليها الهند، وهذا ما رفع حصيلة القتلى في صفوف الثوار الكشميريين وقوات الجيش والشرطة الهنود على حدٍ سواء.
وفي جنوب الفلبين الذي تقطنه اكثرية اسلامية تعامل من قبل الحكومة المركزية في مانيلا بتجاهل وتهميش حيث انتشرت البطالة والفقر وتفشت الأمراض، وحينما حاول المسلمون الفلبينيون المطالبة بحقوقهم ومساواتهم بما يحصل عليه المسيحيون الفلبينيون تعرضوا لعميات قمع ومطاردة من قبل الجيش الفلبيني الذي حول الجزر الفلبينية الى سوح قتال، مما حرم مناطق المسلمين من أية تنمية وحتى المساعدات التي قدمت للمناطق الاسلامية من قبل الدول الاسلامية دمرتها الأعمال العسكرية والغارات التي يشنها الجيش الفلبيني، مما دفع المسلمون هناك إلى تشكيل جماعات مسلحة لانتزاع حقوقهم المسلوبة، ولأن المواجهة دائما تكون غير متكافئة بين قوات مسلحة معدة لمواجهة المسلمين في الجنوب أصلاً، تحولت الجماعات الإسلامية المسلحة إلى عمليات الخطف والأعمال التي تصنف كأعمال إرهابية وذلك نتيجة تنامي الظلم وشيوع أعمال القهر الحكومي وتزايد الإحباط الشعبي في صفوف المسلمين.
ثوار الفلبين المسلمون,, وكما نظراؤهم في كشمير,, تسابق الجميع على إلصاق تهمة الارهاب بهم مثلما فعلوا ذلك مع المجاهدين في الشيشان أما البحث عن أسباب إقدام هذه الشعوب على انتهاج هذه الأساليب لانتزاع حقوقهم فلم يكلف احد نفسه بالحديث عنها، وإن تحدث القلة عن ذلك فدائماً يكون الحديث على استحياء.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved