أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 23rd August,2000العدد:10191الطبعةالاولـيالاربعاء 23 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

بسبب مشروع غير مدروس
ماذا جنينا على الفقراء في طيبة؟!
يقع سوق الخضار بطيبة الطيبة بموقع استراتيجي,, فهو بجوار حي المشرفية وحارة المغاربة وطريق قربان وباب العوالي واول طريق قباء النازل والطالع، فالمواطنون من هذه الأحياء يجدون به كافة متطلباتهم من لحوم وخضار وفواكه واجبان وارغفة ودجاج وغير ذلك,, وهناك نسوة يبعن الخصف والدجاج والنعانيع والليف,, وهن بذلك يكفين أنفسهن شر الفاقة والحاجة وذل السؤال,, وقد شاهدت بعض هؤلاء النسوة والمراقبون يأمرونهن بالإخلاء بقسوة وجفوة وهن يرفعن ايديهن الى السماء يدعين بقلوب محترقة ودموع منهمرة على كل من تسبب في قطع ارزاقهن.
ولنقف قليلاً نفكر بمصير هؤلاء اين يذهبن؟ وهن فقيرات وماذا سيعملن؟ وقد حجبن عن طلب الرزق,, وهل تكلف احد بمد يد العون والمساعدة بما يحتجنه شهرياً؟ كلا,, هل نظر في امرهن؟ وماذا سيكون مصيرهن؟ كلا,, هل خصص لهن مكان بجوار هذا السوق المهدوم ليزاولن بيعهن أيضاً؟ كلا,, إذاً لقد ضاع الفقير على حساب الغني,,وهناك ما هو أطم وأقسى من ذلك، فحول هذا السوق من الاحياء المشار إليها سابقاً (أربطة) للفقراء من النساء والارامل يأتين الى هذا السوق ليلتقطوا ارزاقهم من الجزارين وبائعي الخضار والفواكه والمتصدقين, فمثلاً بائع الفواكه يجد بين بضاعته فاكهة معطوبة اطرافها فيخرجونها من بين بضائعهم ويبقونها لهؤلاء النسوة والارامل، وكذا الجزار وصاحب الخضار فيعود هؤلاء الارامل من السوق بما قسم لهن وهكذا تسير حياتهن اليومية، وبعد هدم هذا السوق,, هل فكروا بمصير ساكنات هذه الاربطة؟ ومن سيقوم بمد يد العون لهن؟ وقضاء حوائجهن؟ ومتطلباتهن؟ كلا,, وبهذا يتضح ان فكرة ازالة هذا السوق قد تضرر منها المواطنون والفقراء والمساكين والارامل,, والمتكففات عن السؤال, فهل من منقذ لذلك؟ وقد يسأل سائل لماذا يهدم هذا السوق؟ فأجيب بما يلي: أقيمت اسواق يبلغ عدد دكاكينها ما يربو على ألف دكان,, تبعد عن المدينة المنورة عشر كيلو مترات تقريباً,, فأرادوا هدم هذا السوق آنف الذكر ليجعلوا المواطنين يضطرون للانتقال الى السوق الجديد متناسين ما سببه ذلك من عناء ومشقة وحرمان الارامل والايتام مما كانوا يجدونه في سوقهن والغريب في الامر ان امانة المدينة السابقة اقامت قبل عدة سنوات اسواقاً ببعض احياء المدينة خصصت لبيع الخضار واللحوم والفواكه وذلك لراحة المواطنين وقد خسرت الدولة مبالغ طائلة لاقامة تلك الاسواق,ومما يؤسف له انها أُجّرت لغير ما بنيت له ويا حبذا لو نقل اهل هذا السوق الذي يراد هدمه الى هذه الاسواق، إذاً لاستراح مواطنو هذه الاحياء التي تتواجد بها هذه الاسواق,, كما ينتفع منه سكان الاربطة والمجاورون له فهل من مستجيب لذلك؟.
ومما يلاحظ ان نظرتنا سطحية لبعض المشاريع غير بعيدة المدى, نخطط وننفذ دون تعمق وحساب للمستقبل والزمن والتغيرات التي قد تتعارض مع ما يستجد ويستحدث وبعد مدة التنفيذ يظهر ما لم يكن في الحسبان لان نظرتنا سطحية وتحت اقدامنا, وهنا اتذكر على سبيل المثال مشروعين بطيبة الطيبة حينما تكرمت الدولة بسفلتة شوارع المدينة المنورة وقد اوكلت البلدية الى احد المهندسين القيام بعمل المخطط لشارع قباء فقام بكافة المتطلبات وجعل عرض الشارع عشرين متراً عدا الارصفة حيث لم يكن هناك عمائر تعترض هذا الطريق البتة بل هناك مساحات كبيرة تعج بشجر الصيران وبعض البساتين الصغيرة والتي يمكن تعويض اهلها بقليل من المال قد لا يتجاوز الخمسين الف ريال اذا احتاج الامر الى ذلك، وقد اعترض مجلس البلدية حينذاك على مخططه لجعل الشارع عشرين متراً وحاول المهندس اقناع اعضاء المجلس بأن هذه المدينة مقبلة على تقدم عمراني وتضخم سكاني ومواصلات ولننظر الى هذه المدينة, الى مستقبل مائة عام ولكن محاولاته لم تجد صدى فأصر المجلس على ان يكون عرض الشارع ثمانية امتار وفعلاً نفذ على هذا الاساس,, وحسب ما نشاهده اليوم فهل بعد ذلك يمكن توسعته؟ كلا,,!! اما المشروع الثاني فقد اقامت البلدية منذ سنوات خلت حديقة جميلة في وسط المناخة واحاطتها بسياج من الحديد واضيئت انوارها وبعد مدة شهر ازيلت من على الوجود ثم اعيدت ثم هدمت لعدة مرات، وبهذا يتضح اما أسلفته بأن نظرتنا لمثل هذه الامور وغيرها سطحية, زد على ذلك,, هل حوسب المسؤول عن تصرفه واضاعة اموال الدولة بغير ما فائدة؟ كلا,, فالمسؤول لا يحاسب,, وهذا خطأ وآمل ان ينظر الى مثل هذه الامور بعين المخلص الامين,والله ولي التوفيق,.
صالح محمد العامر
المدينة المنورة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved