أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 27th August,2000العدد:10195الطبعةالاولـيالأحد 27 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

تعليم 21
إلى سمو سيدي وزير الداخلية
د, عبدالعزيز بن سعود العمر
أرجو أن تسمح لي يا سيدي ببعض كلمات, أنني أحد أبناء هذا الوطن الذي أفاء علينا جميعا بفضل الله من خيراته, لقد زرت شرق الأرض (سائحاً) وغربها (دارسا) وتبين لي أن أكثر من فيها قد حرم من نعمة كبرى نحن هنا نتقلب فيها، ألا وهي نعمة الأمن, ألم يصب لاعب أمريكي بالدهشة وهو يتجول في شوارع جدة عندما شاهد إحدى جداتنا وقد افترشت الرصيف تبيع ذهبا؟ أسأل الله أن يديم علينا هذه النعمة وأن يلهمك الحكمة ويمنحك القوة ويجعل التوفيق حليفك لتواصل الدفاع عن أمننا.
لكن دعني يا سيدي أطرق الآن موضوعاً لا أكاد أعرف حامل قلم نزيه إلا وقد تناوله، ألا وهو أمننا المروري, في هذا الأمر لا اعتقد أن هناك من يجرؤ على التقليل مما بذل من جهود مخلصة وأنفق من مال لإصلاح شأننا المروري، ومن يفعل ذلك فإنما يبخس من جهود رجال مخلصين لن نعدمهم أبدا، ليس في المرور فحسب، بل في كل مناحي حياتنا, لكن ذلك كله يا سيدي لا يلغي، في ظني، حقيقة أن أمننا المروري مستباح الآن، وليس أدل على ذلك مما نشاهده من ازهاق لأرواح بريئة وبمعدلات مقلقة ترتب عليها تصاعد حالات اليتم والترمل والإعاقة وزيادة الهدر الاقتصادي، إن ما نخسره سنويا على الحوادث يكفي لتمويل التعليم في هذه البلاد سنة كاملة.
سيدي، الكل يعلم مدى الاهتمام الذي يلقاه هذا الأمر من لدن سموكم الكريم، فقد سبق أن وجهتم وفقكم الله بعقد المؤتمر الوطني للسلامة المرورية إضافة إلى التوجيه بتشكيل لجنة وطنية للسلامة المرورية، وإعادة تشكيل القيادات المرورية، وتخاطبكم مع الجهات التعليمية، وفوق ذلك كله هناك فرق عمل من المستشارين والمتخصصين ممن يعنون بدراسة قضايانا المرورية.
سيدي، لو أن أسداً هصوراً فر من عرينه وأصبح يتجول طليقا في شوارع مدينتنا لما تركناه لحظة واحدة حتى نقبض عليه أو نرديه قتيلاً صيانة لحياة الناس, لكم هو مقلق لنا جميعا أن نرى الآن أسودا كثيرة تجوب شوارعنا متبخترة, ومع إيماننا بقضاء الله، إلا أنني لا أخفيك يا سيدي أننا أصبحنا ندخل يوميا في حالة من التململ والقلق والترقب بمجرد حلول وقت عودة الأبناء من المدارس والكليات, نعم التوعية المرورية وتعلم الانضباط والالتزام مطلب ضروري ولكن مجرد الانتظار إلى حين مجىء هذا الوعي سوف يكلفنا كثيرا.
سيدي، أستأذنك الآن في عرض شيء مما يختلج في نفسي.
1, هل يعاني مرورنا من نقص في الإمكانات المادية والبشرية جعلته يواجه مشكلة التغطية المرورية لمدينة مثل الرياض؟
2, هل المشكلة تكمن في الحاجة إلى إدارة قادرة على حسن استغلال وتوظيف كل ما يتوفر لها من مصادر مادية وبشرية؟
3, يكاد يجمع كثير من الناس على أن دخول (طرف آخر) بين من يستبيح نظامنا المروري وبين المسؤول الأمني (الذي يفترض أن يكون أميناً في تطبيق النظام) يمثل جزءاً كبيرا من مشكلة المرور لدينا, فهلا وجه سموكم الكريم بضرورة التشدد في هذا الأمر ومحاسبة كل من يتجاوزه؟!
4, في اعتقادي أن اختبار القيادة للحصول على رخصة قيادة بشكله الحالي لا يعتبر على الإطلاق مؤشرا على أهلية الفرد للقيادة,,!!؟
5, 45% من الحوادث المرورية في المملكة تأتي نتيجة السرعة الزائدة، فلو أننا اعتنينا فقط بقضية السرعة لانخفضت الحوادث إلى النصف مباشرة.
حفظكم الله يا سيدي وأدام لهذه البلاد وأهلها العز والتمكين.
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved