|
| محليــات
بحكم وجودي في أمريكا لقضاء الإجازة فقد خصصت خاطرتين للحديث عن تاريخ هجرة العرب قبل القرن العشرين, ولمن يرغب الرجوع الى الخاطرتين على صفحات الجزيرة على الانترنت سيرى انني أشرت الى ما يعتقد بأن أول منزل بني في أمريكا بناه مهاجر أسباني يعتقد بأنه من أصل عربي من المهاجرين الأوائل الى أمريكا مع الحملات الأوروبية اسمه (كونسالس الفارس) عام 1565م, ثم أبرزت الى القراء الأعزاء ما قرأته من معلومات عن قصص بعض مهاجرين عرب آخرين فأشرت الى معلومات جديدة تصحح المعلومة التقليدية التاريخية بأن كولومبس هو المكتشف الأول لأمريكا, وتفيد بأنه خلال الاحتفال بمرور 500 عام على وفاة كولومبس عثروا ضمن موجوداته على كتاب الجغرافي العربي (الادريسي) وعلى خرائطه وعلى كتابه الذي يشير فيه الى رحلة ثمانية بحارة عرب أبحروا من لشبونة الى شواطىء أمريكا والدليل على ذلك اصطحاب كولومبس لمترجم عربي, وتمنيت على المؤرخين العرب تقصي مثل هذه الحقائق وتصحيح مسار التاريخ في ذلك بعد الاطمئنان عليها ولمن يرغب يمكنه الاستعانة بالمصادر التالية:
1( EIKholy, A )1966( The Arab Moslems in the U.SA....
2( Naff, A. )1983(, Arabs in America..
3(D'Conner, C. )1984(, History of the Arab American Conn.
4( Orfalea, G. )1988(. Before the Flames: a quest...
وكنت أنوي الاكتفاء بما قدمت إلا أن أصدقاء وقراء اتصلوا بي ورغبوا الزيادة, لذا أقول ان العرب لم يهاجروا لوحدهم بل (هاجرت) معهم إبلهم (جمالهم) والقصة كالتالي:
في عام 1856م قرر وزير الحرب الامريكي جفرسون ديغز ()J.Davis( تكليف قائد حربي وملازم بحري استجلاب جمال من الشرق الأوسط مع رعاتها لاستخدامها في نقل بضائع حربية عبر الصحراء الجنوبية الغربية في أمريكا فتم إحضار (32) جملا عربيا ومعها خمسة رعاة ثلاثة منهم عرب واثنان تركيان, وكان اسم واحد من الثلاثة العرب حاجي علي (HADJI Ali) عمره آنذاك 28 عاما.
في عام 1857م كانت القافلة معدة للانطلاق من تكساس عبر شمال المكسيك الجديدة وصحراء ايرزونا متجهة الى نهر كلورادو لتحط في ولاية كاليفورنيا بقيادة المهندس الحربي أدوارد بيل (E.Beale) ولكن لأن الرعاة ومعهم حاجي علي لم تدفع رواتبهم الشهرية فقد اضربوا عن العمل في أول محطة (نيومكسكو) ولم تواصل القافلة السير، ويعتقد بأنه ثمة مُدخلات جديدة ساهمت في ذلك وهو إنشاء خط سكة حديد جديدة في تلك المنطقة لعله كفى المهمة.
وكانت النتيجة ان تم بيع الجمال لأشخاص بعضها استخدم في حدائق الحيوانات والأخرى في السيرك, بيد ان المدهش ان الجمل بات الآن ضمن الفلكلور الشعبي لولايات الجنوب الغربي من أمريكا,.
أما بالنسبة للمهاجر حجي علي فقد تحول للعمل في البحث عن الذهب لمدة وجيزة ثم تعين كشافا في الجيش الأمريكي فحصل على الجنسية الأمريكية وحوّل اسمه الى فيليب تدور (Ph. Tedro) وتزوج امرأة لها ابنتان تدعى سيرنا (Serna) ثم تقاعد وتوفي عام 1903م في إيروزنا, وفي عام 1935م قامت إدارة الطرق هناك ببناء شكل هرم على قبره ثُبت على قمته رأس جمل من النحاس.
ولا شك ان قصة هجرة (حاجي علي) تعتبر عينة من قصص كثيرة من مهاجرين عرب ممن فضَّل البحث عن مستقبل مشرق في العالم الجديد فساهم بكل فخر في صنع حضارة هذه الأمم الجديدة وتقدمها, انتهى والله المستعان.
|
|
|
|
|
