أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 27th August,2000العدد:10195الطبعةالاولـيالأحد 27 ,جمادى الاولى 1421

منوعـات

وعلامات
غياب الفكر المحلي!
عبدالفتاح أبو مدين
* منذ سنوات غير قريبة وإلى اليوم، أتابع كتبنا المدرسية، فلا أراها تهتم بالفكر المحلي، وإن وجدت شيئا لا يذكر، فهو نتف,, لا تفضي إلى شيء، بدءاً من التراجم عن الأديب الذي يُتفضل عليه بأخذ عينات من إنتاجه، وهي في حدها الأدنى من الإيجاز ,, سواء أكانت شعراً أم نثراً!.
* وأقلب الطرف في المقررات المدرسية,, في الوطن العربي، فيما يختص بالنصوص والمحفوظات، فأراها حافلة بالإنتاج المحلي، إلى جانب شيء ليس كثيراً من التراث, أما نحن,, فلا نهتم بإنتاجنا المحلي في كتبنا المدرسية!, إنه إعراض كلي, وكنت أتوقع,, أن تتحرك وزارة المعارف، والرئاسة العامة لتعليم البنات، فتطالب,, الذين يتصدون، لا أقول التأليف المدرسي, ولكن الذين يحصدون دون أن يزرعوا ويغرسوا , فهو همهم وهم في عجلة من أمرهم، بعيداً عن التطوير والتجديد، يجنحون إلى أخذ نتف من الإنتاج المحلي الحاضر، بجانب ما يجمعون من التراث، لا سيما الشعر المعقد والخطب، أو النثر القديم, ومع أني أحترم التراث,, لأنه مرجعية ثرية، إلا أنه يظل خاصا بالدارسين، لا سيما في مراحل الدراسة الجامعية!.
* إن الجمود، يخيم بأثقاله ورتابته,, على مقررات وزارة المعارف وكذلك الرئاسة العامة لتعليم البنات، ورغم وجود هياكل يرأسها أساتذة يحملون الشهادات الكبرى، إلا أنهم جامدون، لا جديد ولا تجديد، كأن الأمر لا يعنيهم، أو كأن المقررات المدرسية، رغم التطور الجاد والسريع من حولنا، إلا أننا في شبه إغفاءة طويلة، إذ خيم الركود على هذه المقررات شبه المحنطة الجاهزة , ولا يعنينا، ولا نهتم بما يجري حولنا في المناهج الدراسية بعامة، والارتقاء بها، رغم أننا نقرأ أخباراً تنقلها صحافتنا، عن مراحل التعليم العام، أن التجديد والتحسين جاريان، غير أن هذه الأخبار أشبه ب :سلق البيض ، ولا تزيد كونها حبرا على ورق، يتسلى بها رؤساء أقسام وإدارات مختصة فيبثونها إلى الصحف، حتى لا يقال إنهم نائمون أو غائبون عن التطوير، وهذه الحال لا تهتم بما يراد من التطوير والارتقاء بالمناهج، لا سيما ما يوائم الحياة والعصر، ومتطلبات السوق كما يقال !.
* ولعلِّي وأنا أتحدث عن الاهتمام بفكرنا ,, في مناهجنا المدرسية، جمز بي القلم أوالتفكير، لتكون الرؤية أوسع وأشمل، لأن الحديث ذو شجون ,, كما يقول الدكتور زكي مبارك رحمه الله!.
*وإذا كانت المطالبة,, بالحد الأدنى, فإن الأشمل حاجة ملحة اليوم, وسوف يتجاوزنا الزمن,, إذا بقينا في مواقعنا لا نريم ونصحو يوما ما لنجد أنفسنا متخلفين عن الارتقاء الحياتي في جانب من أهم جوانب الحياة وهو التعليم , ويومئذ لا يجدي الندم ولا التأسف!.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved