أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 27th August,2000العدد:10195الطبعةالاولـيالأحد 27 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

قراءة في شلال المهنة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومضيتما تشعلان قناديل التربية وتحملان ريشة المعرفة في زمن العزوف وتشكلان خريطة البناء,, بناء العقول,, عبر دوائر مليئة بفواصل الانتماء للمهنة الجليلة,, تجليتما لوناً مشرقاً يضيء ملامح المنهج ,,وعطاء يكتب ألف قصيدة فريدة,, من أين أبدأ؟ وكيف أنطلق ؟ وبأية لغة أعبر؟
من هنا أبدأ من عمق الميدان الأصيل أقرأ اللحن الجميل,, عفواً يا أنتما,, أيها المعلم,, أيتها المعلمة,, اسمحا لي أن أكسر حاجز الصمت,, أقتحم خلوة الدرس ,, لألامس أغصان عطائكما المشرف ,, وأقرأ كتاب بذلكما المتواصل .
فلم يبق سوى انتما في الميدان تقاومان أمواجاً معرفية هائلة وركام معلومات متدفق يجتاح عقل الطالب والطالبة,, تثخن عقله الطري النابض بالتوجس والترقب,, وتضعه على ضفاف التشتت وفوق رصيف التساؤل,.
فماذا فعلتما لتساعدا أصحاب الطلب كي يتعاملوا مع مستجدات الحضارة بأسلوب ملائم يضمن عدم تأثرهم واندفاعهم أمام معطيات العصر,.
نعم لم يعد هدف المعلم والمعلمة توصيل المعلومة وتنمية الثقافة وحشد فنون المعرفة فقط بل تجاوز حدود الإطار المعرفي ليكون ذا أبعاد تربوية نبيلة وقيم اجتماعية اصيلة تهب الطالب احساسا منهجياً وشعوراً بقيمة الذات وأهمية بناء الشخصية واكتساب انماط سلوكية مشرفة,.
لقد باتت التربية الصالحة هي المشروع الجميل لكل معلم ومعلمة,, يقفان بشموخ في ساحة الدرس يرصدان ألوان المعرفة ويرسمان المنهج السليم,.
ليبقى آل التدريس هم القدوة الحسنة لطلابهم وطالباتهم نقف إكباراً واحتراماً للمعلم الأنموذج الذي يشتعل حماساً وبذلاً وتجدداً والتزاماً,.
يدنو من طلابه ,, يحرك عواطفهم ,, يلامس مشاعرهم,, ويزرع في نفوسهم مشاعر الثقة والإحساس بالمسؤولية ,, يتجاوز هاجس التفكير بطرق التدريس ووسائل الدرس وبنود اللائحة ,, لتغدو وبذور التربية في كفيه شجراً مثمراً في عقول طلابه,, عذراً معلمنا الفاضل ,, مرحى لك وأنت تمنح نفسك وقتاً مستقطعاً، بعيداً عن صخب المجتمع المدرسي لتراجع منهجك البنائي وتقوِّم الأداء التربوي لديك ,, وتفتش عن مواقع النجاح والإبداع لطلابك ,, هنا حتما ستؤثر في سلوكهم وتبني شخصياتهم وتنير لهم دروبهم,.
وأنتِ أيتها المعلمة قفي ,, اقرئي خطوات ركضك ,, لتكوني رمزاً جميلاً تحتذيه سائر الطالبات عطاء وتمسكا بالنظام المدرسي وسلوكا متوهجا.
كوني المعلمة المميزة التي تخلص طالباتها من هاجس الموضة وصدى الأزياء وبريق المظهر ,, والشغف بالاخراج ,, أو الانبهار بالأضواء.
عفواً أيتها المعلمة: لوِّني عقول طالباتك بظلال المعرفة وامنحيهن خريطة الإبحار السليم والمحبة التي تجسد روعة العلاقة ,, قدمي لهن زادا معرفياً مثمراً وثقافة أسرية ومنهجاً فكرياً، وتذكري أنك تعدين مربية الأجيال وصانعة الرجال,, أجل لم يعد دورك محصوراً في الإطار العلمي أو وسائل التدبير أو توزيع جمعيات النشاط بل تخطاه إلى دور أكبر ذي خصوصية تربوية بناءة وملمح منهجي مميز يجعل الطالبة فتاة ناضجة لا تخدرها مجموعة من أبيات الشعر الشعبي أو يعبث بخيالها رياح موديل جديد أو تسريحة وافدة ,.
وهنا حتماً ستكونين المعلمة المؤثرة القادرة على الإفادة والإجادة,.
عذراً معلمنا الكريم ، معلمتنا الفاضلة:
إن الوطن المعطاء ينتظر منكم جيلاً نافعاً وأعضاء منتجين يسهمون بفاعلية في خدمة الدين الحنيف وبناء حضارة هذا الوطن ,, فلستما تمارسان مهنة بل تؤديان رسالة ,, وأية رسالة,.
محمد بن عبدالعزيز الموسى
ث/الشقة بريدة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved