أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 27th August,2000العدد:10195الطبعةالاولـيالأحد 27 ,جمادى الاولى 1421

مدارات شعبية

مجموعة الإنسان/ الهرم الخالد / خالد الفيصل ,, ينجح بتشييد:
الأهرامات الشعرية الفنية للساحة الشعبية,,وخلالها يتجسد (الأهرامات / خالد الفيصل) بكل أبعاده خلال رحلة الزمن خالداً في نص: مجموعة إنسان
الحلقة الأولى
باستخدام أدق الادوات الفنية الشعرية نفوذا وأقدرها ايحاء استطاع مجموعة الانسان / الهرم الخالد / خالد الفيصل ان يشيد تلك الاهرامات المتعددة التي يشمل كل منها جانبا من جوانب الحياة هذا المبدع / الفنان الخالد بكل مافي هذه الكلمة من معنى، وبكل مافي النص من دلالة,, وان يوزع تلك الاهرامات الصغيرة تحت ظلال الهرم الكبير بطريقة فنية عميقة الصلة بالابداع وأدواته الخارقة التي تأتي بكل عجيب جميل.
حقيقة نحن امام نص كل قراءة له تكشف عن أشياء وأبعاد لم تكشفها القراءة السابقة لها,, نحن امام نص متجدد بفعل ايحاء المعنى واختيار اللفظ,، نحن امام نص خالد بفعل حياة علاقة اللفظ بالمعنى وبفعل ماء الحياة الذي سكبه مبدعه في عروق النص وشرايينه.
وفي رحلتنا خلال هذا النص سنلاحظ ثلاثة اهرامات صغيرة، يتكون من مجموعها أخيراً مجموعة الانسان / الهرم الكبير / الهرم الخالد,, وهذه الاهرامات الثلاثة هي: (الهرم الانساني) الذي تأخذ أبعاده الثلاثة محاورها للانطلاق فنيا خلال النص من الالفاظ التالية: (أنا الضد ضده),, و(الهرم الزمني) الذي تأخذ أبعاده الثلاثة نقاط انطلاقها من المحاور الآتية: (أنا اخفاء الطعون دلالة على اخفاء علامات مرور الزمن عدم الزعل في حالة عدم معرفته وان ماعرفتيني فلاني بزعلان لأن ذلك هو الأمر الطبيعي,, والهرم العاطفي الذي تأخذ أبعاده الثلاثة محورها من الألفاظ التالية: أنا النجلا فرسان .
أما الهرم الكبير المتكون من مجموع هذه الاهرامات الصغيرة فهو الهرم الخالد / مجموعة الانسان / خالد الفيصل,, وقبل الدخول لدهاليز الاهرامات الثلاثة ومن ثم متاهات الهرم الكبير لابد ان نقف أمام افتتاحية النص لما تحمله من دلالة كبرى لتوضيح مفهوم الاهرامات ومدى صدقه في هذا النص وحقيقة وجوده,, فقد افتتح الشاعر نصه ب: قالت,.
وهي التي ترمز اشارة القول فيها لكل من يقف أمام هذا النص متسائلا عن كنه وحقيقة صاحبه,,
واختيار هذه الكلمة بالذات وأخذ المعنى من هذه الجهة عمل ابداعي عميق، لأنه يجعل النص مفتوح البداية مما يعمق حقيقة فكرة الهرم في النص,, الهرم الذي من طبيعة ان الناس تختلف حول بداية بنائه او بعبارة اخرى لايتفقون على زمان محدد بعينه لبنائه وهذه اللفظة قد اعطت مساحة مفتوحة البداية من الزمن للقارئ لايحائها بان القائل او المتماثل في النص لم يتقيد بفترة زمنية محددة، بل هو سابح مع الزمن يحتمل وجوده في الماضي والحاضر والمستقبل، ولم يغير مجيء هذه الكلمة على صيغة الماضي من الايحاء الذي كان اقوى على نفسيه القارئ منها، فقد كان تأثير الايحاء هو المسيطر، مما جعل النص مفتوح الابعاد زمانيا لاتصافه بأهم صفات الهرم الخالد الحقيقية,, كما اننا نلاحظ بعد هذه الكلمة الافتتاحية التي تحمل التساؤل ان مبدع النص جعل صاحب القول او صاحبة القول السؤال يسكت الى الابد فلم نسمع له خلال النص اي وجود بعد ان تفوه بسؤال: من أنت,,؟
مما يعمق فكرة ان هذا المتسائل قد تملكته الحيرة امام هذا الهرم الخالد فلم يستطع الكلام او حتى التعبير عن حيرته,, وذلك مما سمعه من الاجابة التي اجاب بها الهرم نفسه عند قوله: وقلت مجموعة انسان فقد كان جوابا غير واضح ممن يفترض فيه ان يكون هو اعرف الناس بنفسه,, ولكنه جوابا يحمل دلالات واضحة على كنه هذا الهرم ومدى عمقه وتشعب مساراته ومآخذه ومدى المسافة المتناهية في البعد التي تفصل السائل عن الالمام الكامل بهذا الهرم مجموعة الانسان,, ليزداد السائل بعد ذلك حيرة واستشعارا فقط بحقيقة المسؤول.
وقد كان مجيء الجواب الذي هو مجموعة انسان لا ليعطي اجابة محددة بل ليحدد الدلالات التي تؤدي الى معرفته,, لأنه هو نفسه عاجز عن تلك المعرفة، ودائما ماتكون الاهرامات هكذا,, نلاحظ ان هذه الاجابة التي أسكتت الى الابد في النص اتت لتنقل لنا صورة الواقع,, فالإجابة في النص تقول فنيا بأنه يجب على هذا السائل او السائلة ان تسكت لحتمية عدم استيعابها الكامل لمجموعة الانسان في النص الذي يوحي بأن,, أنت المسؤول هو في الحقيقة مجموعة انسان بما في هذه العبارة من معنى، فاذا كان الانسان الواحد تعتمل فيه الطباع المختلفة والاذواق والتقلبات النفسية فما بالك بمجموعة انسان.
ومن هنا من قمة مجموعة الانسان تكونت قمة الهرم الكبير لتأخذ الاهرامات الصغيرة الاخرى مواقعها وابعادها في محيطه.
وهنا عند هذه النقطة نتوقف,, ونؤجل الدخول في ذكر تفاصيل الاهرامات الصغيرة الى الحلقة القادمة,, والسلام.
نيف الذكري

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved