أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 28th August,2000العدد:10196الطبعةالاولـيالأثنين 28 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

لا وقت للصمت
مساء الأربعاء
فوزية الجار الله
حين تمضي الاحداث وتغادر ذلك الزمن الذي وقعت فيه تتخفف كثيراً من اهميتها,, فتفقد سريتها ان كانت سراً,, وتفقد الكثير من تأثيرها سواء كان فرحاً او حزناً,, وهذا ما حدث لي وانا اقرأ ذلك التحقيق الشامل في مجلة المجلة عن حوادث الطيران,, ورغم انها كانت مجموعة من الكوارث في حينها الا انك تشعر بالاثارة والدهشة لدى قراءتها من بعيد,, اذكر منها على سبيل المثال حادثة الطائرة التي ضاعت في غابات الامازون لأن قائد الطائرة كان مشغولاً بمتابعة المباراة بين تشيلي والبرازيل وقد كان منذ البدء يعلن نتائج المباراة للركاب فيأخذهم الفرح بفوز فريق البرازيل ويبدأون برقص السامبا حتى نسي قائد الطائرة نفسه ووجد الطائرة تحلق بعيداً فوق غابات الامازون وقد انقطع الاتصال بينها وبين برج المراقبة ومن ثم تحطمت وقتل ثلاثة عشر راكباً بينما بقي قائد الطائرة وكافة طاقمها احياء ليتم اعتقالهم جميعاً واقتيادهم الى السجن كنت اضحك كلما استعدت هذه الحادثة حتى فوجئت بكارثة الطائرة الاليمة التي حدثت لأناس تجمعنا واياهم صلة الاسلام والعروبة,, هذا ما جعلني اتوقف واشعر بكثير من الحزن والالم,, كان ذلك مساء الاربعاء,.
فليس كالموت حادثاً يزلزل الروح ويوتر الوجدان ويقلب الايام رأساً على عقب فكيف اذا كان موتاً شنيعاً فاجعاً مثلما سمعنا ورأينا؟!
الكارثة كانت اقسى واعنف من ان توصف وقد تعاملت معها السلطات البحرينية بالكثير من الاهتمام والاحتواء والمتابعة لحظة بلحظة,, حيث ظهر امير البحرين منذ الساعات الاولى يتحدث الى الناس ويعزيهم بالمصاب الاليم,, شتان بين هذا الموقف وموقف الرئيس الروسي الذي لم يقطع اجازته سوى بعد ستة ايام من وقوع الحادثة غرق الغواصة !!
والمتابع لهذه القضية يلاحظ ان العمل كان قائماً على قدم وساق وهذا ما جعلني اعجب مما حدث في المؤتمر الصحفي في اليوم التالي,, حيث تحدث البعض عن حقوق الضحايا وتعويضاتهم المادية وسأل آخر,, لماذا تأخر صرفها بينما لم يمض على الحادث سوى اقل من ثمان واربعين ساعة وكان احد السائلين قريباً لأحد الضحايا,, عجبت من ذلك لسببين:
اولها: ان المسؤولين لم يهدأوا عن العمل لحظة واحدة منذ الحادث.
ثانياً: انك لا تملك سوى العجب من طبيعة بعض البشر الذين يفكرون في التعويض المادي بينما لم يفرغ الناس بعد من دفن موتاهم وما زالوا على عتبة الصدمة يحاولون استيعاب تفاصيل الكارثة وتصديق ما يحدث بأن عزيزاً لديهم ذهب في هذه الرحلة مسافراً مليئاً بالاحلام فكانت تلك الرحلة التي لا عودة بعدها!
رحم الله كافة الضحايا وألهم اهلهم الصبر والسلوان.
بريد إلكتروني
Fowz j @ hotmail. com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved