أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 28th August,2000العدد:10196الطبعةالاولـيالأثنين 28 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

نهارات أخرى
حوادث ومخاوف
فاطمة العتيبي
** أربكتنا حوادث الطائرات,.
ادخلت في قلوبنا الهلع من تكرار تجربة السفر بالطائرة,.
وكنت قبل ثلاثة أسابيع قد فزعت من طريقة هبوط أحد الطيارين فلقد ارتطم بالأرض ارتطاماً مازلت حين أذكره أتردد بتكرار السفر.
** بالرغم من أن خبراء الطيران يؤكدون أن السفر بالطائرة مازال الأكثر أماناً فمن بين سبعة عشر مليون رحلة جابت أجواء العالم في العام الماضي سقط سبع طائرات فقط لم يمت ركابها جميعاً وهي نسبة لو قورنت بحوادث السيارات ستكون غير ذات بال,,.
لكنه الموت الجماعي على ما يبدو,.
إنه السقوط من أعلى,, إنه ارتباك العالمين بلحظة الموت القريبة,.
هو ربما الخوف والهلع الذي يكون عليه قائد الطائرة ومعاونوه وتسرب هذا الخوف للراكبين,, هي دموع أسر ودعت وأسر كانت تنتظر لحظة الفرح بالاستقبال,.
هو,, هو,.
هو الموت وكفى,.
** وإذا كان خبراء الطيران يؤكدون أيضاً أن حوادث الطائرات التي ما زالت تعتبر نادرة هي ناتجة عن اخطاء بشرية في القيادة أحياناً أو عدم المران الكافي على التعامل مع تقنيات مستحدثة أضيفت للطائرة أو للتراخي في أعمال الصيانة أو الإصلاح,, بمعنى أن الطائرات في إعدادها النهائي ودخولها ميدان التحليق والأساطيل الجوية تكون مأمونة تماماً,.
** صحيح أننا سنكون أكثر اطمئناناً إذا صدق كلام هؤلاء الخبراء لأن الاخطاء لو كانت في تصنيع الطائرة فمعناها مزيد من الحوادث ومزيد من عدم الثقة بالشركات المصنعة والمرخص لها والموثوق بها.
لكن الاخطاء في القيادة أوالإصلاح أو الصيانة بالإمكان تلافيها بالمزيد من العناية في هذه المجالات والتأكيد على سلامتها التامة وزيادة خبرة الطيارين في مجال القيادة,.
** وهي أمور لا تنفي التوكل على الله سبحانه وتعالى بل هي من باب عدم التواكل والتراخي في الحفاظ على الأرواح,.
ونحن في هذا المقام لابد من ذكر فرحنا وسعادتنا بقرار سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز راعي الأمن في هذه البلاد ببدء التشديد في إنفاذ العقوبات على مخالفي المرور وأنظمته والمتسببين بحوادث الطرق وإذهاب أرواح الناس سدىً,.
وهو قرار صائب ولاشك كثيراً ما كنا نحلم به ونحن نرى أرتال السيارات المستهترة بقائديها الطائشين تزدحم في طرقاتنا,.
تحاصرنا بأخطارها,.
حتى لتكاد تخنق طمأنينة الأمن في دواخلنا,.
إننا نهيب برجال المرور أن يكونوا على مستوى القرار وأن يكون التشديد جماعياً لا تراخي فيه يعم المدن جميعها حتى تستقيم أساليب قيادة السائقين وحتى نوقف نزيف الموت على طرقاتنا ونكبح جماح الخسائر في الأرواح والماديات التي اشتعل أوارها في السنوات الأخيرة.
حتى أننا لم نعد نطيق تأخر قريب ولو لدقائق عن موعده فقد أطبقت علينا المخاوف من الطرقات وأفقدتنا الظن الحسن بأمنها على أزواجنا وإخواننا وابنائنا.
** ويلزم ألا يكون العبء فقط على رجال المرور فنحن كمواطنين لابد أن نبادر بالتعاون مع من يسعون لإقامة الأمور المرورية في نصابها الصحيح,.
وتعاوننا لا يكون بأداء عمل رجل المرور بل بتقبل أنظمة المرور وبتقبل حجز أخ طائش أو ابن مستهتر وعدم إزعاج رجال المرور بمحاولة إخراجه من حجزه دون أن يتم العقوبة.
إن تربية الطائشين وإعادتهم الى السلوك الملتزم والحفاظ على مسئوليات أرواح الناس يتطلب قسوة في بعض الأحيان؛ فدعوا الأنظمة تأخذ مجراها الطبيعي دون إزعاج أو محاولة إضعاف همم من ينفذها وهذا هو تمام الوعي الذي تتطلبه المرحلة التصحيحية في تعاملنا مع الطريق.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved