أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 28th August,2000العدد:10196الطبعةالاولـيالأثنين 28 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

في حادث أقرب إلى الخيال:
خمسة قتلى وأربعة جرحى من أجل تحقيق رهان تقاطع الموت
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
استبشر الجميع قاطبة بعد صدور قرار مجلس الوزراء الموقر في الاسبوع الماضي حول نظام المرور وتوابعه خصوصا وان قضية الحوادث في وطننا الغالي أو ما يسمى بالقتل الجماعي والمجازر اليومية أصبحت حديث الجميع.
وأصدقكم القول قراء الغالية الجزيرة ان هذا القرار كان ملء السمع والبصر والكل ينتظره على أحر من الجمر كما أننا نأمل ان نرى قريباً المحاكم المرورية لأهميتها القصوى.
ما دعاني لذلك هو أولا: الشكر والعرفان لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله للموافقة عليه والشكر موصول لرجل الأمن الأول سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والذي أصبح موضوع الحوادث المروروية همه الأول والأخير.
ثانياً: كنت أسمع ولا أصدق أن الشباب والفراغ والجدة يقال إنها مفسدة للمرء أي مفسدة وان هناك مراهنات بين الشباب هي ليست انفجار إطار او عناقاً بين سيارة كبيرة وصغيرة على طريق طويل وقتلى وجرحى اواعتراض ابل طريق سيارة مملوءة ببني آدم ومات من مات وجرح من جرح لان هذه خارجة عن الإرادة.
لكن المراهنات بمحض إرادتهم وكامل قواهم العقلية ورضاهم التام ورموزها (تقاطع الموت) (ومثلث الموت) (ودائرة الموت)وغيرها مما لا يصدقه العقل، وكنت أقول إن هذا غير صحيح لانه انتحار، وديننا ينهى عن الانتحار والقاتل لنفسه في النار.
لكن ما رأيكم إذا قلت انه حصل أمام عيني وما زلت غير مصدق وأهذي بيني وبين نفسي لان النتيجة خمسة قتلى وأربعة جرحى وكأننا في معركة ضد الكفار والبطل شاب في سن الزهور والقصة هي:
الساعة السابعة والنصف صباحاً,, اليوم الاثنين 14/5/1421ه الموافق 14/8/2000م الموقع تقاطع داخل الحي الذي أسكن فيه في مدينة بريدة، والمناسبة أني متجه إلى عملي اليومي المعتاد فهل تتوقعون ماذا رأيت؟
سيارة نقل ديانا كبيرة منقلبة أعلاها أسفلها وسيارة كورولا صغيرة تناثرت أشلاء لم يظهر منها سوى المقاعد الخلفية والشنطة فقط نعم فقط، أما المحرك والمقعد الأمامي والمجاور له فهي متناثرة في أحواض الشجر لمنزل مجاور وبالقرب من كل ذلك تسعة من الرجال والشباب منهم من غطي لانه لقي وجه ربه ومنهم من هو بين الموت والحياة والدماء تملأ المكان في منظر بشع جداً جداً لم أر مثله في حياتي ولا في الأفلام , وقد علمت ان السيارة الصغيرة تقل ثلاثة شباب في عمر الزهور والسيارة الكبيرة تقل ستة من العمالة في إحدى المؤسسات التجارية في طريقهم إلى عمل صباح جميل لينفقوا على أكباد رطبة في بلادهم تنتظرهم.
المهم باشرت الجهات المختصة الحادث وأخلي المكان إلا من الدم وعلمت فيما بعد ان القتلى خمسة، اثنان من الشباب في السيارة الصغيرة وثلاثة من السيارة الكبيرة رحم الله الأموات وألبس الصحة والعافية للمصابين.
لكن القصة والمشهد لم ينتهيا بعد لأني ومن خلال اعتقادي أو قل زعمي أن لدي حساً صحفياً لم ينطفىء وبقي منه جمر ورماد من خلال انتمائي للغالية الجزيرة في وقت مبكر تجاوز العشرين عاما سألت نفسي عدة أسئلة بعد أن لملم الهلال الاحمر المصابين وحمل الموتى وخلا المكان إلا من هواجس مفجوع مثلي لم يذق الأكل ذلك اليوم ولم يصل النوم إلى عينيه كيف حصل الحادث ثم كيف يكون قتلى وجرحى وأشلاء سيارات في تقاطع داخل حي سكني هادئ؟ ما الخطب وما الأمر وما الحيلة؟
كلها أسئلة قادتني إلى تتبع القصة من مجموعة من الشباب كانوا في تجمعات بعد الحادث ولا تسمع بينهم سوى هرج ومرج حيث لم يناموا من الأمس وسوف يخلدون إلى النوم بعد ان يزداد وهج الشمس إلى الهزيع الأول من الليل (وهذه حال أبنائنا في الإجازة ولا حول ولا قوة إلا بالله) المهم قرَّبت منهم وسألت عدة أسئلة بأدب وهدوء من أجل ألا يخفي أحد منهم الحقيقة وبعد عدة مقابلات دخلت خلالها إلى أعماقهم تكونت لدي المعلومات التالية:
السيارة الكبيرة قادمة من الغرب وتحمل ستة أشخاص ثلاثة في قمرة القيادة وثلاثة في الصندوق وتمشي بهدوء,, السيارة الصغيرة قادمة من الجنوب وتمشي بسرعة 140 كم في الساعة هل تصدقون؟ وداخل حي؟ وتحمل ثلاثة شباب في عمر الزهور وكيف حصل ذلك.
كان قائدها موجوداً منذ بزوغ الشمس ويسأل عن موقع جيد للتفحيط (رحمه الله وألهم والديه الصبر والسلوان) وبدأ يفحّط ثم راهنه مجموعة من الجماهير ان يقوم بتطبيق تقاطع الموت وإن نجح فله ألفا ريال!!!
أتدرون ما هو تقاطع الموت؟
إنه يسير بأقصى سرعة ممكنة بسيارته متجها إلى تقاطع رباعي في أي مكان دون النظر إلى القادم من الجهة الأخرى فإن نجا أخذ الرهان وإن فشل فقد سقط شهيداً للرهان ليصبح تاريخاً بطولياً يذكر على مر العصور والأيام وهذا ما حصل وختاما ما ذكرته آنفا جاء على ألسنة ثلة من المراهقين في محاولة من (العبد الفقير) إلى الله ليعود إلى أيام القفشات الصحفية التي لا توازي بعض صحافة اليوم ولذا فما قلته ليس مصدراً مسؤولاً وقد يكون غير صحيح! أرجو ذلك وأتمنى ان يكون كذبا وزوراً وبهتاناً، لكن هل تصدقون ما يحصل؟ وهل هو حقيقة؟ وهل هو منتشر على نطاق واسع؟ وما أسبابه الحقيقية؟ هل هو الفراغ؟ أم السيارة؟ وهل من علاج لذلك من علماء النفس والمصلحين والمختصين في كل فن وتنظير؟ وهل نتفرج على ما يجري؟ أرجو الإجابة على كل أسئلتي ولكم خالص الشكر والتقدير والعرفان.
بقي أن أقول إن ما دعاني لذلك هو عدم نومي عدة أيام بعد رؤية الحادث حتى اني مما زلت غير مصدق وأؤكد ان الهدف هو الإصلاح ما استطعت ويعلم الله وليس مجرد الحديث عن حادث فيه قتلى وجرحى وأب مفجوع وأم مكلومة يكفيهم ما فيهم عن أي خطب، فرحم الله الأموات وشفى الله المصابين.
عبدالرحمن محمد الفراج
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved