أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 5th September,2000العدد:10204الطبعةالاولـيالثلاثاء 7 ,جمادى الثانية 1421

محليــات

لماهو آتٍ
مع,,, الأمن في أدواره العديدة,,.
د, خيرية إبراهيم السقاف
هذه المهرجانات الاحتفائية المسؤولة التي هيأتها للوطن وزارة الداخلية,,, هي في الواقع تكريس جميل لاستنهاض الشعور بالمسؤولية ولكن في شكل مبتكر,,, جاء تحت مسمى حملة التوعية ,,.
بينما الذي يشاهد الحركة الدؤوبة والنشطة في الشوارع، وفي الأجهزة المختلفة، وعبر وسائل النشر يدرك مع رهجة الفرح والغبطة كيف تُقدَّم الدروس في قوالب مشوقة,,, وهي أساليب بالغة في الحكمة وشديدة التأثير,,, مثل الأم التي تُلقم صغيرها الدواء ولكن مع قطعة من محلول سكر النَّبات,,.
من خلال المَشاهد الواقعية، والمتابعة الذاتية وقفت على أمور يمكن استنباطها من هذه المهرجانات التعليمية التربوية!!، إذ لا أُخرج هذه الحملة عن ثلاث صفات: أولها: أنها جاءت في شكل احتفائية مهرجانية جاذبة تحقق لدى الفرد الواقعة عليه آثارُها والمقصود بها التعاملَ معها برضاء نفسي وشعور مطمئن وهي بذلك تحقق الجانب النفسي لدى الوجدان العام والفردي, وثانيها: أنها تبث التعاليم التي يراد أن يعرفها المواطن ويتعلم آلياتها وأساليب تطبيقها ويدرك ما له منها وما عليه تجاهها في مواقف واقعية لا تخرجها عن مفهوم التعليم والتعلم, وثالثها: أنها تربي الإحساس بالمسؤولية لديه، كما توجهه إلى آداب التعامل مع الفعل الأمني الصادر عنه أو الوارد إليه,,.
ومسؤولو الأمن بذلك حققوا الأهداف العامة من هذه الحملة بشكل سريع دون شك,,, ويظل تحقيق الأهداف الخاصة بالتنفيذ والدقة والتعامل والأداء في صورها العديدة من كافة الأفراد من رجال الأمن على اختلاف وظائفهم وأدوارهم في الشرطة أو المرور أو الجوازات أو الدوريات أو أي مرفق,,,، ومن الأفراد المواطنين بكل صفاتهم بوصفهم المتفاعلين الفاعلين في هذه الأدوار وتقع عليهم مسؤوليات مهمة للغاية في أمر رفع مستوى الأمن الذاتي والعام والخاص في هذا المجتمع الذي يعمل الجميع من أجل رقيه واحترام أمنه ومظاهره في الشارع وفي المكتب وفي المنزل على مستوى بقعة أرض هذا المنزل أو ذلك الشارع أو سواهما قرب أو بعد تحت نظر رجال الأمن أو في منأى عنهم.
تظل مسؤولية الأمن لا تقع على رجال الأمن وحدهم,,.
هناك بعد كلِّ هذه الجهود الجبارة في إدارات ومرافق ومكاتب الأمن من شرطة ومرور وجوازات ودوريات ومتابعات في كافة مواقع العمل التنفيذي أو الإشرافي أو التطبيقي,,, تبقى مسؤولية الأفراد المتعاملين مع هذه الإدارات والمرافق الأمنية ومن يعمل فيها بدءاً بمعالي الفريق أسعد الفريح وانتهاء بأصغر رجل أمن يقف عند بوابة أي مرفق.
إذ يحتاج الأمر من كافة الأفراد اليقظة الضميرية الداخلية تلك التي هي مناط فعل الإنسان القادمة إشارات تنفيذه عنها,,, إذ كيف مع كل هذه الإرشادات ومحاولات التوعية أن يقطع بتسع سيارات إشارات المرور في بعض الشوارع في اليوم نفسه لحملة التوعية شباب فرحون في غير مبالاة إما عن دافع الجهل بما يحدث وتلك مصيبة، وإما استهتار لا يليق بمن هم في عمرهم وسُمح لهم بقيادة تستحق احترام أنظمتها, إن المسؤولية الآن تقع على الأفراد، ومنهم الآباء، والزوجات، والأمهات، والإخوان بل الأصدقاء أيضاً كي يعملوا على إيقاظ الرادع أو الكابح الداخلي كي يكون كابح أمن ذاتي يساعد صاحبه على أن يؤهَّل للتعامل مع كل هذه الطموحات المسؤولة التي تقوم بها وزارة الداخلية بمرافقها العديدة فيما يتعلق بالتعامل مع الأفراد، ضمن مسؤولياتهم على اختلافها عن أي أمر يتعلق بالعمل الأمني أياً كان, ولايدع لأي ثغرة عنده في تعامله أن ينفُذ عنها سلوك يمس اللوائح والأنظمة من جهة، ومن جهة أخرى يمس تعامل الإنسان مع الآخر, بقي شيء يتعلق بمسؤولي الأمن الذين أقدِّم لهم التحية عميقة وكبيرة وذات وزن يعادل عمق وحجم ووزن مايقدمونه,,.
وهو الالتفات إلى الإدارات المختلفة في المرافق الأمنية المترامية كي يوجَّه موظفوها للتحلي بما هم عليه كبار موظفيها من المرونة وسرعة الأداء وحسن التعامل واحترام أي فرد يعبر عن طريقهم إلى أمر يخصه كي يكونوا القدوة والمثال، وليؤدَّى العمل والواجب في صوره السريعة والمنظمة والإنسانية التي تُقدِّر مختلف ظروف الناس بما يوجه إليه ولاة الأمر ويحرص عليه مسؤولوه وبما نعهده في كل الكبار بأخلاقهم من مسؤولي وزارة الداخلية في الشرطة والمرور والجوازات ممن تعاملنا معهم في يسر فوجدناهم قدوة صالحة للجميع,
تحية للجميع ودعاء صادق لرجال الأمن على اختلاف مواقعهم وللمواطنين الذين يُستشرف منهم وعي يعادل هذه الحملات المجدية بإذن الله.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved